أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

ليست هذه بيروت التي حلمت بها

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 05:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد تلك المدينة التي حلمت بها رغم زياراتى المتكررة، هذه بيروت أخرى غير التي تغنت بها فيروز وتغزل فيها شعراء بقامة نزار قبانى ومحمود درويش وسعيد عقل.

تحولت بيروت المدينة الجميلة أو سويسرا الشرق ولبنان الكبير فترة الخمسينيات والستينيات قبيل الحرب الأهلية منتصف السبعينيات إلى مدينة تنام مبكرا ولا تعرف السهر والمرح، تمشيت في شوارع الحمراء حيث كنت أسكن بأحد فنادقها فوجدت المقاهى تغلق أبوابها مبكرا وقل عدد الساهرين، بسبب كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة جدا.. كان الدولار عندما حطت قدماي خارج مطار بيروت مساء يساوى 8000 ليرة، و الشوارع خالية ومظلمة، والجميع يتسابق ليتاجر بالعملة.. السائق ونادل المقهى وسايس الجراج، والبائعون في محلات الإلكترونيات في كل مكان سوق سوداء تهوى بالعملة.. في المساء يوم 22 أكتوبر الماضي كان خبر تكليف الشيخ سعد الحريري بتشكيل الحكومة قد خفض سعر الدولار قيمة 400 ليرة مرة واحدة، وكان الأمل أن يعود بها إلى قيمة 1500 ليرة مقابل دولار واحد كما كانت، وهو طلب مثل العنقاء والخل الوفي! 

قادتنى قدماى إلى الشاطئ حيث صخرة الروشة. لم أر الساهرين والعشاق كما تعودت.. ولا تلك الأغانى والفولكلور اللبناني وتراث الأغنية الشامية والدبكة.. عدد محدود ومتفرق على كورنيش المزرعة، حتى بربور.

تحولت فى الأحياء المختلطة لكل الطوائف.. صعدت للجبل. جبل لبنان وشاهدت بيروت من أعلى.. كانت السياحة متأثرة تماما والمحلات معظمها مغلقة.. أسعدتنى زيارة سيدة لبنان " العذراء حريصا" رغم أنه لم يعد كما كان يأتيه الزوار من كل حدب وصوب.. نزلت من الجبل إلى وسط المدينة.. رأيت زحاما حول أحد محلات الماركات الشهيرة، رأيت زحاما وتدافعا دون مراعاة لظروف كورونا حتى اضطرت إدارة المحل الأمريكي لطلب الدرك(الشرطة)، لتنظيم الجمهور.

 

تساءلت عن السبب فوجدت أن عدداً من سلسلة المحلات أعلنت تصفية فروعها بسبب الأزمات الاقتصادية وانهيار العملة، ولذلك قاموا بعمل تخفيضات كبيرة في أسعار البضائع. قضيت معظم الوقت في الحديث مع الناس..زرت المرفأ وحزنت جدا لآثار الدمار..تجولت في  مناطق كميل شمعون.. وزرت مناطق أمل ومناطق حزب الله .. في الحدث الأشرفية يقف تمثال لبابا الفاتيكان يوصى بمسيحي لبنان وهنا صور لقادة التيارات السياسية كل منطقة تحمل صورة زعيم تيار سياسي..

قادتني السيارة إلى صور تلك المدينة الفينيقية الجميلة على شاطئ المتوسط..يا الله الناس تحاول أن تنتزع البسمة والفرح في أجواء كورونا والظروف الاقتصادية..لازال لديهم بصيص أمل.. لعله يأتي يوما ما.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة