إثيوبيا تسقط فى دوامة الفوضى.. و"جارديان" تحذر: ستتحول إلى "ليبيا الشرق الأفريقى".. ومخاوف من اتساع المواجهة بين الجيش وقوات تيجراي.. وزعماء القبائل يشكون من الظلم.. ومخاوف من حرب أهلية طويلة

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 04:00 م
إثيوبيا تسقط فى دوامة الفوضى.. و"جارديان" تحذر: ستتحول إلى "ليبيا الشرق الأفريقى".. ومخاوف من اتساع المواجهة بين الجيش وقوات تيجراي.. وزعماء القبائل يشكون من الظلم.. ومخاوف من حرب أهلية طويلة إثيوبيا على مشارف حرب أهلية
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تصدر ملف التصعيد العسكرى فى إثيوبيا اهتمامات العديد من وسائل الإعلام العالمية، حيث نقلت صحيفة جارديان البريطانية تحذيرات رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد من أن القوات الإثيوبية ستشن هجومًا "نهائيًا وحاسمًا" على قوات المتمردين فى منطقة تيجراى الشمالية قبل نهاية الأسبوع، وفى سلسلة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى يوم الثلاثاء، قال أبى احمد أن مهلة ثلاثة أيام لتسليم قوات المتمردين قد انتهت، مما يمهد الطريق لدفعة أخيرة على عاصمة تيجري.

 

وقالت جارديان أن إثيوبيا فى طريقها لأن تتحول إلى "ليبيا جديدة"، مشيرة إلى أن آبى أحمد يتعرض لضغوط متزايدة من دول أفريقية وقوى دولية لإنهاء الصراع المستمر منذ أسبوعين وسط مخاوف من أن تزعزع الحرب استقرار إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي.

 

فى نهاية الأسبوع، أطلقت قوات تيجراى صواريخ على دولة إريتريا المجاورة فى محاولة واضحة لتدويل الصراع وإجبار التدخل الخارجى على إنهاءه، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى وآخرون إلى إجراء محادثات، لكن أبى قاوم، قائلًا أن الحرب فى تيجراى لا رجوع فيها وتهدف إلى "فرض سيادة القانون".

 
 

وقال دبلوماسيون فى أديس أبابا، إن أبى مصمم على الإطاحة بزعماء جبهة تحرير شعب تيجراى وهو الحزب الحاكم هناك وفرض حكومة جديدة قبل إنهاء الصراع، لكن خبراء عسكريين يقولون أن هناك مخاطرة كبيرة بأن القوات الوطنية الإثيوبية يمكن أن تنجر إلى حرب عصابات طويلة ووحشية ضد التيجراى المتعصبين الذين يقاتلون فى موطنهم.

 

يُعتقد أن القوات الإثيوبية سيطرت على بلدة ألاماتا، على بعد ستة أميال من تيجراى من أمهرة، المقاطعة المجاورة الموالية للحكومة المركزية ونقطة انطلاق للهجوم. تقع ميكيلى، عاصمة تيجراى، على بعد 110 أميال شمالًا.

 

وجاء التحذير بعد غارات جوية شنتها القوات الحكومية خارج ميكيلى، وأثارت أعمال العنف قلقا دوليا بشأن استعداد أبى، الذى فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضى، للمخاطرة بحرب أهلية طويلة ضد القوات المسلحة فى المنطقة.

 

وقال مات برايدن مؤسس ساهان وهى مؤسسة بحثية إقليمية مقرها نيروبى لرويترز: "أعتقد أنه مع دخول الجيش الإثيوبى إلى المرتفعات من المرجح أن يبدأ قتال عنيف، ومع توقف الاتصالات فى الغالب وحظر وسائل الإعلام، لا يمكن التحقق بشكل مستقل من تأكيدات أى جانب، كما أن الموقف الدقيق للوحدات العسكرية الفردية غير واضح.

 

وكان أبى شن عمليات عسكرية فى تيجرى قبل 13 يوما بعد أن اتهم السلطات المحلية بمهاجمة معسكر للجيش ومحاولة نهب أصول عسكرية وهو ما تنفيه الحكومة الشعبية لتيجراى وردت بان المزاعم ما هى الا اتهامات مزيفة لتبرير الهجوم.

 

منذ ذلك الحين، قُتل المئات ونزح عشرات الآلاف. قال مسؤولو الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 25 ألف لاجئ وصلوا إلى السودان، مع تزايد العدد الإجمالى بعدة آلاف كل يوم.

 

ويوم الاثنين، أرسل أبى أحمد وزير خارجيته إلى أوغندا وكينيا لشرح ما تصفه الحكومة بأنه صراع داخلى لقادة هذين البلدين. وقال مسؤولون إثيوبيون أن الزيارات لا تعنى بدء المفاوضات.

 

ووفقا للجارديان فان الصراع بين القوات الحكومية الإثيوبية والميليشيات المتحالفة معها ضد القوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيجراى بدا فى ال 4 من نوفمبر بعد أن شن رئيس الوزراء الإثيوبى، أبى أحمد، عمليات عسكرية فى تيجراى حيث يتهم السلطات المحلية بمهاجمة معسكر للجيش ومحاولة نهب الأصول العسكرية

 

تزعم قيادة تيجرايان أن آبى سلطوى عازم على تركيز السلطة بعيدًا عن المناطق، التى تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتى بموجب الدستور. يقول رئيس الوزراء وأنصاره أن قيادة تيجرايين متشددون يهددون تماسك البلاد ويريدون الاستيلاء على السلطة.

 

وقال محللون إنه كان من الممكن تجنب المواجهة. سيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى على الائتلاف الحاكم فى إثيوبيا لعقود من الزمن قبل أن يتولى آبى أحمد السلطة فى 2018 ودفعت بتغييرات واسعة النطاق تهدف إلى فتح وسائل الإعلام والاقتصاد، لكنها أثارت أيضًا التوترات العرقية.

 

من جانبهم يشتكى الزعماء التيجرايين من استهدافهم بشكل غير عادل فى محاكمات الفساد وابعادهم عن المناصب العليا وإلقاء اللوم بشكل عام على مشاكل البلاد، خاصة بعد أن أدى تأجيل الانتخابات الوطنية بسبب جائحة كورونا إلى تفاقم الخلاف، وعندما صوت البرلمانيون فى أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، لتمديد تفويضات المسؤولين، مضى قادة تيجراى فى الانتخابات الإقليمية فى سبتمبر التى اعتبرتها حكومة أبى غير قانونية.

 

وأشارت الصحيفة إلى وجود حالة من الغموض حول العمليات العسكرية التى تدور هناك بسبب منع المراسلين من منطقة القتال وقطع الاتصالات إلى حد كبير بالإضافة إلى الغارات الجوية والقصف المدفعى على مساحة واسعة مما أجبر عشرات الآلاف من الناس على الفرار. وأفاد كثيرون بوقوع اشتباكات عنيفة

 

 

 

تمتلك قوة الدفاع الوطنى الإثيوبية (ENDF) حوالى 140 ألف فرد ولديها خبرة كبيرة فى محاربة المسلحين الإسلاميين فى الصومال والجماعات المتمردة فى المناطق الحدودية، بالإضافة إلى مواجهة حدودية استمرت عقدين مع إريتريا.

 

لكن العديد من كبار الضباط كانوا من تيجرايان، ومعظم أسلحة قوة الدفاع الوطنى القوية (ENDF) موجودة فى تيجراي. حيث لديهم أيضا تاريخ هائل من الإنجازات العسكرية. وقادوا مسيرة المتمردين إلى أديس أبابا فى عام 1991 وتحملت العبء الأكبر من حرب 1998-2000 مع إريتريا، والتى قتل خلالها مئات الآلاف من الأشخاص وتعتبر المنطقة عبارة عن تضاريس جبلية وعرة، ومثالية لحرب العصابات مع المعرفة والدعم المحليين.

 

يعتقد معظم المحللين أن هناك دائمًا احتمال خروج الصراع عن السيطرة - وخاصة إذا انخرطت القوى فى الخليج أو أبعد من ذلك - فى تحويل جزء من إثيوبيا أو كلها إلى "ليبيا فى شرق إفريقيا"، كما قال أحد الخبراء.

 

وعن وجود آمال فى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض فان الأمر ليس متوقع قريبا ليس فى الوقت الراهن. يبدو أن آبى، الذى فاز بجائزة نوبل العام الماضى لإنهاء الأعمال العدائية مع إريتريا، عازم على إبعاد قيادة جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراى عن السلطة، وحتى الخروج من تيجراى وإثيوبيا تمامًا. قال مسؤولون فى الحكومة الإثيوبية أن التفاوض سيكون "تحفيزًا للإفلات من العقاب".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة