دندراوى الهوارى

لتحذر أمريكا غضبة "حزب الكنبة" فى مصر.. ولا تكرر خطيئة الرهان على الإخوان!!

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راهنت إدارة باراك أوباما، ومن خلفها، قيادات الحزب الديمقراطى، على جماعة الإخوان الإرهابية، عقب 25 يناير 2011 واعتبرتها رأس الحربة المنفذة لمشروع "الشرق الأوسط الكبير" لتقسيم المنطقة، وتحويلها لكانتونات صغيرة، هشة لا تؤثر فى محيطها الإقليمى، أو الدولى.
 
رهان إدارة باراك أوباما على الإخوان، لم يكن نابعا عن قناعة مسبقة، وإنما ناجم عن الجهد الكبير الذى بذلته قيادات الجماعة، وتنظيمها الدولى، لإقناع الإدارة الأمريكية، بأنها أهل للثقة، والقادرة على تقديم كل يد العون للبيت الأبيض، وبتفانى وإخلاص، لم تقدمه الأنظمة المصرية المتعاقبة، بجانب إقناع إدارة أوباما، أنها الجماعة الوحيدة المنظمة التى تتمتع بشعبية كبيرة ليس فى مصر فحسب، ولكن فى معظم الأقطار العربية.
 
مئات، بل آلاف الرسائل التى بعثت بها القيادات الإخوانية بالداخل، وتنظيمها الدولى، للإدارة الأمريكية، وكشفتها تسريبات "إيميلات هيلارى كلينتون" يتوسلون فيها، أن يكونوا "خداماً" ويقدمون كل فروض "الولاءات" وفق أدبياتهم، القائمة على "السمع والطاعة".. فى مقابل فقط دعمهم للسيطرة على مقاعد كل السلطات فى مصر.
 
إدارة باراك أوباما، ألقت بهلب مصلحتها، على ضفة الإخوان، باعتبارها الجماعة المطيعة، المنفذة لمشروع الشرق الأوسط الكبير، لتقزيم المنطقة، وقدمت لها كل الدعم والمساندة السياسية، وتحدت كل مؤسسات الدولة المصرية الرسمية، وغاب تماما عن وعى الإدارة الأمريكية، سواء بشكل متعمد، أو عن جهل بخريطة التركيبة السكانية فى بلادنا، وأن جماعة الإخوان، لا وجود حقيقى لها فى الشارع المصرى، وإنما تتبنى، نهجا قائما على الضجيج والدوشة، لتقنين أوضاع سياسية وشعبوية، بعيدة كل البعد، عن أرض الواقع.
 
ووضعت الإدارة الأمريكية، بقيادة باراك أوباما، "شادر بطيخ صيفى فى بطونهم" بعد وصول الإخوان لسدة الحكم، معتمدة على استطلاعات رأى، ومعلومات مغلوطة، قدمتها المراكز البحثية الأمريكية، والتى تمول بعضها "الدوحة" لتجميل وجه جماعة الإخوان، وإضفاء شرعنة وهمية، وشعبية خيالية لا وجود لها فى الواقع.
 
لذلك، فإن صدمة إدارة باراك أوباما، كانت عنيفة، عندما وجدت الأمواج البشرية الهادرة، تنطلق يوم 30 يونيو 2013 لتغرق الشوارع فى الكفور والنجوع والمدن بالمحافظات المختلفة، تحمل طلبا واحدا فقط، وهو إسقاط الإخوان، وطردهم من المشهد العام المصرى، إلى الأبد.
 
صدمة البيت الأبيض، بجانب عدد من الدول الأوروبية، سببه غياب المعرفة بحقيقة أكبر حزب شعبى فى مصر، لا مثيل له فى أى دولة من الدول، وهو "حزب الكنبة" الذى يمثل الإجماع الشعبى، وأنه إذا تحرك، فإن تحركه يشبه "البركان" و"الفيضانات" تغرق كل الخونة والمتآمرين، وتحبط مخططاتهم.
 
حزب الكنبة المصرى، ليس له قائد، أو تشكيل تنظيمى معلوم، هو خليط شعبى، من الأطياف السياسية والعقائدية والطبقية، يلتفون فقط حول علم بلادهم، ويمثلون العمود الفقرى للدولة المصرية، لا يبحثون عن مغانم، من أى نوع، وأن كل مبتغاهم، أمن واستقرار وازدهار الوطن، لذلك عندما خرج فى 30 يونيو، أصاب أوباما وإدارته بصدمة عنيفة، وبذلت كل الجهود الممكنة وغير الممكنة، لمناصرة ودعم الإخوان، ومنحهم قبلة البقاء على الحياة السياسية، بأى صورة من الصور، إلا أن كل هذه المحاولات فشلت، وبشكل مخيب للآمال، تحت هدير أصوات حزب الكنبة الرافضة لوجود هذه الجماعة نهائيا فى مصر.
 
تأسيسًا على ذلك، فإن على الإدارة الأمريكية الجديدة، والتى كانت تمثل العمود الفقرى لإدارة باراك أوباما، أن تستفيد من خطأ التقديرات السياسية، والأمنية، المغلوطة، فى دعم جماعة الإخوان، وتدرك أن فى مصر "حزب الكنبة" يمثل الإجماع الشعبى، يرفض ويكره ترديد اسم الجماعة الإرهابية على مسامع المصريين، إذا ما تم الوضع فى الاعتبار، أن صعود الإخوان، فى توقيت لم تتساقط فيه الأقنعة الزائفة عن وجوهها، ورغم ذلك، المصريون لم يتحملوا وجودهم فى سدة الحكم، عاما واحدا، فما البال بعد سقوط كل الأقنعة، واكتشاف وجهها الإرهابى الدموى، الحقيقى، وما يسكن جينات أعضائها الداخلية، من أورام الخيانة الوقحة..!!
 
إذن على إدارة البيت الأبيض، الجديدة، أن تتوخى الحذر الشديد، من خسارة الإجماع الشعبى المصرى، وأن تصلح ما أفسدته إدارة باراك أوباما، ونزع ما يسكن صدور المصريين من سخط وكراهية، للمواقف الأمريكية الداعمة للإخوان، وأن تفتح صفحة جديدة فى العلاقات، قائمة على الاحترام المتبادل، وإعلاء شأن مصلحة البلدين..!!
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة