"الجار قبل الدار".. يونس يقتل سعيد بالخانكة لسرقة "التوك توك".. شقيق المجنى عليه: الجميع كان بيحب أخويا.. والمتهم استدرجه ولم يرحم عجزه وذبحه لشراء الكيف.. والابن: "منظره غارق فى دمه لن يفارقنى وعاوز حق أبويا"

"الجار قبل الدار".. الجميع يعلم هذه المقولة جيدا كما يعلم أيضا مضمون ما تحمله من رسالة، وهى اختيار الجار قبل الدار، والتأكيد على الجيرة الطيبة الصالحة التى لا تمد يد العداوة بل تمد يد المساعدة والأخوة، وكثيرا ما تحدثت الأحاديث النبوية الشريفة عن اختيار الجار وحسن معاملته ، أشهرها كان حديث النبى صلى الله عليه وسلم : "ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، لكن ما يحدث هذه الأيام لا يمت إلى هذه المقولة والأحاديث النوبية بصلة، فقد تحجرت القلوب وازدادت قسوة ومدت يد السوء والغدر لجارها.

المجنى-عليه-سعيد-حافظ

فرغم الجيرة الطيبة التى يحملها "سعيد حافظ عبد السلام" لجيرانه بمنطقة مساكن مستعمرة الجزام بأبو زعبل التابعة لمركز شرطة الخانكة في القليوبية، فما كان من أحد الجيران بالمنطقة إلا أن مد يد الغدر والخسة والخيانة له، فكان جزاؤه أن ذبحه بدم بارد للحصول على مركبته "توك توك" لبيعها من أجل الكيف، بعد أن سلم نفسه للشيطان ولم يضع اعتبارا لأحد أو لأشقاء المجنى عليه الذين قدموا يد العون لشقيقه..

نجل-المجنى-عليه

فيما قال خالد حافظ عبد السلام الشقيق الأصغر للمجنى عليه، أنه يوم الواقعة تحدث إليه شقيقه المجنى عليه بالهاتف المحمول أنه سيخرج بالتوك توك لكسب قوت يومه، إلا أنه يوم الواقعة ظل في انتظاره، حيث إنهما يقطنان بنفس المنزل، إلا أنه لم يعد حتى الحادية عشرة مساء، متابعا: "اتصل بيا زى كل يوم بيقولى أنا خارج بالتوك توك، وفى اليوم دا فضلت مستنيه لحد 11 بالليل على الرغم من أنه مش متعود يتأخر كده مرجعش، فاتصلت بأخواتى وبدأنا التحرك للبحث عنه، لكن فكرة أن اتعرض للقتل دى عمرها ما جات في دماغنا".

محمد-حافظ-الشقيق-الأكبر-للمجنى-عليه

وتابع "خالد" لـ "اليوم السابع"، أنه في صباح اليوم التالى وبعد محاولات كثيرة من البحث نصحنا البعض بالذهاب لمركز شرطة الخانكة لتحرير بلاغ بتغيبه، وأثناء تواجدنا هناك ورد إخطار بالعثور على جثة مذبوحة بمنطقة مجاورة للمنزل، "على الفور انتقلنا برفقة رئيس المباحث المقدم أحمد سامى، وفوجئنا بأخى ملقى بالزراعات ومغطى بالقش، وبه جرح ذبحى بالرقبة وغارق في دمه، وطبعا انهارنا من فظاعة المشهد".

وأوضح، أن رجال المباحث بقيادة اللواء حاتم حداد مدير مباحث المديرية، والعميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية والمقدم أحمد ساى رئيس باحث المركز بدأوا في البحث، قائلا: "مدير المباحث أقسم لنا قبل ما نتحرك بأخويا على المشرحة ببنها، أن قبل ما ندفن أخويا هيجيب الجانى، وفعلا حصل قبل ما ندفن أخويا توصلوا للجاني يونس، واتصدمنا أكتر لما عرفنا أن يونس جارنا هو اللى قتل أخونا".

الطرف-الصناعى-الخاص-بالمجنى-عليه

واستطرد : "الجانى قتل أخويا بدم بارد وكل دا علشان يسرق التوك توك ويبيعه علشان كيفه، والمباحث تكتشف انه باع التوك توك بالرخيص لواحد بالشرقية علشان يجيب مخدرات لكيفه".

فيما قال "محمد" بالصف الثانى الإعدادى، نجل المجنى عليه، "كل اللى عاوزه حق أبويا، وزى القاتل ما قتل أبويا، لازم يتعدم ودا عدل ربنا علشان أبويا يرتاح في نومته، وأنا واثق في عدل ربنا، لأن والدى عمره ما أذى حد وكان دايما يقولى حب الناس الناس تحبك، فميكونش دا جزاءه أنه يموت بالشكل البشع ده، ومنظره وهو غارق فى دمه فى ذهنى ومش هتروح أبدا من ذاكرتى لحد ما الجانى ياخد عقابه".

محرر-اليوم-السابع-مع-أسرة-الضحية

وكان رجال المباحث بمديرية أمن القليوبية تمكنوا من كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص بالقليوبية وسرقة التوك توك قيادته بمركز شرطة الخانكة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

تلقى اللواء فخر الدين العربى، مدير أمن القليوبية، إخطارا من مأمور مركز شرطة الخانكة، يفيد تلقيه بلاغا بالعثور على جثة لذكر مجهولة بقطعة أرض زراعية كائنة بدائرة المركز، مصاب بجروح ذبحية وقطعية بالرقبة.

على الفور تم تشكيل فريق بحث جنائى برئاسة قطاع الأمن العام ومشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القليوبية تحت إشراف اللواء حاتم الحديد مدير مباحث المديرية، توصلت جهوده إلى تحديد هوية المجنى عليه، وتبين أنه سائق توك توك مُقيم بدائرة المركز، وقرر شقيقه "سائق - مُقيم بدائرة المركز" بخروجه للعمل بتاريخ الواقعة على مركبة "توك توك" ملك الأخير وعدم عودته وسرقة المركبة قيادته.

مكان-الواقعه

سعيد-المجنى-عليه

وتوصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "فنى معمل بشركة - مُقيم بدائرة المركز"، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيلياً بارتكابه الواقعة، وقرر أنه نظراً لارتباطه بعلاقة جيرة بالمجنى عليه عقد العزم على قتله وسرقة التوك توك قيادته بهدف بيعه.

وأضاف المتهم، بقيامه بتاريخ الواقعة بالاتصال هاتفياً بالمجنى عليه وطلب منه الحضور إليه بمنطقة أبو زعبل بدائرة المركز، بزعم توصيله لمنزله وأثناء استقلاله التوك توك رفقته قام بالتعدى عليه بالضرب بسلاح أبيض "كتر" محدثاً إصابته التى أودت بحياته، واستولى على التوك توك وهاتفه المحمول وهرب وتخلص من السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وكذا هاتف المجنى عليه بإلقائهما بمياه ترعة الإسماعيلية.

وأوضح المتهم أنه باع التوك توك لعميله "سيئ النية" عامل مُقيم بدائرة مركز شرطة بلبيس بالشرقية، وتم استهداف العميل المذكور بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الشرقية، أسفرت عن ضبطه وبحوزته التوك توك المستولى عليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.