أطماع أردوغان وراء خلافه مع فرنسا.. الديكتاتور يحاول صرف الانتباه عن مشكلاته الداخلية والغضب الشعبى ضد سياساته وتسببه فى تدهور الاقتصاد.. والمعارضة التركية: حملة أردوغان ضد فرنسا طفولية وأنقرة الخاسر الأكبر

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 10:49 م
أطماع أردوغان وراء خلافه مع فرنسا.. الديكتاتور يحاول صرف الانتباه عن مشكلاته الداخلية والغضب الشعبى ضد سياساته وتسببه فى تدهور الاقتصاد.. والمعارضة التركية: حملة أردوغان ضد فرنسا طفولية وأنقرة الخاسر الأكبر ماكرون وأردوغان
كتب محمود حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اشتعلت فى الآونة الأخيرة الأزمة القائمة بين فرنسا وتركيا، فى ظل الصراع بينهما فى عدد كبير من الملفات منها فى شرق المتوسط وليبيا وأذربيجان وأرمينيا ولبنان، ومع اشتعال أزمة الرسوم المسيئة للمسلمين مؤخرا، حاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استغلال الأزمة محاولا أن يجعلها عنصر أساسى فى الصراع مع فرنسا.

ورغم أن أزمة الإساءة الفرنسية للمسلمين قوبلت باستنكار واستهجان كبير فى العالمين العربى والإسلامى، ونددت واستنكرت الحكومات والشعوب، لكن فى تركيا كان الأمر مختلفا، فقد شنت السلطات التركية حملة شرسة ضد باريس، فسرها مراقبون بكونها حملة مضادة تقوم بها أنقرة للتشويش على حملة مقاطعة البضائع التركية فى العالم، فى وقت يتهاوى فيه الاقتصاد التركى جراء الحملة، وهبطت الليرة التركية لأدنى مستوى لها، وفى ظل تدهور الاقتصاد التركى فى الفترة الأخيرة وتعدد الأزمات والخسائر الاقتصادية، كل هذه الأسباب دفع أردوغان للقيام بحملة ضد باريس لإنقاذ نفسه من السقوط من خلال أزمة "الرسوم المسيئة"، وفى الوقت ذاته لم ينتفض أردوغان وسلطاته ويتصدون للرسوم المسيئة للأنبياء والرسل فى بعض الصحف التركية.

وحاولت الحملات التركية التى دشنتها لجان إلكترونية مرتبطة بالنظام التركى على مواقع التواصل الاجتماعى، تأجيج النزعة الدينية لدى المسلمين، وشحنها بالكراهية ضد فرنسا، وتحويلها إلى دعوة لشراء المنتجات التركية كبديل "مسلم" للمنتجات الفرنسية.

ووفقا لتقارير، فإن كلمة السر فى هذه الهجمة التركية ضد فرنسا تكمن فى انهيار فى سعر الليرة التركية أمام الدولار، وحالة من شبه الإفلاس الجماعى للشركات المعتمدة على التصدير؛ فى وقت تتطلع الحكومة التركية فيه إلى زيادة الصادرات ومساعدة الاقتصاد على التعافى من الركود الناجم عن أزمة العملة التى ضربت الليرة التركية منذ عام 2018.

يأتى ذلك فضلا عن تصدى باريس لتحركات أنقرة المشبوهة فى ليبيا و"شرق المتوسط"، ورفضها لانتهاكات أردوغان ودعم المليشيات الإرهابية فى المنطقة.

وخلال الأسابيع القلية الماضية رفع أردوغان سقف الهجوم على فرنسا فى محاولة منه لتأجيج مشاعر العداء لباريس فى العالم العربى والإسلامى نتيجة حبّ الظهور كزعيم وخليفة للمسلمين، قائلا فى خطاب تلفزيوني: "ما الذى يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أى شيء: افحص صحتك العقلية"، وذلك فى محاولة منه لاستغلال الدين فى معركته السياسية ضد فرنسا التى وقفت ضده فى ملفات عديدة على رأسها محاولة فرض سيطرته على ليبيا عبر الميليشيات المسلحة التى يدعمها ورفضها لسياسته العدوانية فى منطقة شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي.

وتأتى دعوات أردوغان للمقاطعة بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين فرنسا وتركيا، وتركيا وفرنسا حليفتان فى حلف شمال الأطلسي، لكنهما على خلاف حول مجموعة من القضايا تتعلق بسياسات كل منهما فى سوريا وليبيا، فضلا عن خلاف بشأن تنقيب أنقرة عن النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية فى شرق المتوسط، وكذلك موقفهما من الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

كما اشتبك الرئيس ماكرون مع أردوغان بشأن التنقيب عن النفط والغاز التركى فى المياه المتنازع عليها فى شرق البحر المتوسط، ونشرت فرنسا طائرات وفرقاطة فى المنطقة فى أغسطس وسط التوترات.

وكانت صحيفة تاج شبيجل الألمانية، نشرت تحليلاً سياسًا حول ما يفعله الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وحملته ضد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، يشير إلى أن أردوغان يحاول صرف الانتباه عن المشكلات الخاصة به فى السياسية الداخلية للبلاد، وما يقوم به من اعتداءات على سيادة وحدود الدول الأخرى، وذلك فى الخلاف الحالى بين باريس وأنقرة حول الرسوم الكاريكاتورية للنبى محمد.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه من الصعب أن يبقى ماكرون مكتوف الأيدى صامتًا، خاصة بعد أن سخر منه أردوغان علنًا فى نهاية الأسبوع الماضي، قائلًا: إنه يجب فحص ماكرون بشأن حالته العقلية.

وأكدت الصحيفة، أن أردوغان يسير على هذه الخطى منذ وقت طويل، وحتى قبل أزمة كورونا، حيث كانت البلاد تعانى من أزمة اقتصادية مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة الهائلة بين الشباب، وفى حين أن أردوغان بالكاد يستطيع خلق وظائف جديدة من خلال سياسته، فإنه الآن يلعب دور المدافع الأول عن العقيدة.

وأضافت الصحيفة، أن أردوغان صعد القضية، ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، وماكرون هو أحد أولئك الموجودين فى الاتحاد الأوروبى الذين يطالبون بفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليات التنقيب عن الغاز فى شرق البحر المتوسط، والمنطقة ليست المنطقة الدولية الساخنة الوحيدة التى يطلق فيها أردوغان النيران، فهناك ليبيا ومنطقة جنوب القوقاز ناجورنو كاراباخ من بينها أيضًا.

من جانبه، شن زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، هجوما قويا على الرئيس رجب طيب أردوغان، واتهمه باستغلال قضية فرنسا لتغطية الأزمة التى تشهدها البلاد، كما عبر زعيم حزب الشعب الجمهورى كليتشدار عن رفضه لتصريحات أردوغان، وقال إن هذا الأخير يستغل قضية فرنسا لتغطية الأزمات وانهيار الليرة.

وأضاف: "قاطعوا البضائع الفرنسية؟ حسنا، أحرق حقيبة هيرمس الخاصة بزوجتك وأغلق مصنع رينو فى تركيا إذا كنت تجرؤ".

وأشارت صحيفة الزمان التركية، إلى أن رئيس حزب الديمقراطية والتقدم على باباجان، وصف إطلاق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بأنها "أمور طفولية"، قائلا: "سينسى الأمر بعد 48 ساعة، إنهم يفعلون هذه الأمور كلما زاد موقفهم الداخلى سوءًا، فى العولمة أى منتج لا يكون ملكًا لدولة واحدة، هناك منتجات ذات علامة تجارية فرنسية ولكن تنتج داخل تركيا، هل سنقاطع هذه المنتجات؟ مواطنونا هم من يعملون هناك..هذه أمور طفولية".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة