الشماسات في الكنيسة.. البابا شنودة يعيد إقامتها عام 1981 بعد توقفها منذ القرن الـ13.. و3 شروط لتولى السيدات هذا المنصب.. أبرزها 40 سنة فى حالة العذراء و60 سنة للأرامل.. وتلاوة صلاة التعهد للبطريرك والأسقف

كان يوجد في الكنيسة خلال عصورها الأولى ما يسمى "شماسات" ودورهم مساعدة الرسل ومن بعدهم الأساقفة والكهنة في بعض أمور الخدمة، ولم تكن تنتظم في هذه الخدمة إلا من بلغت سن الستين وتكون في الغالب أرملة، وقد اشترطت قوانين الرسل أن تكون الشماسة عذراء أو أرملة لرجل واحد وقد بلغت سن الستين.

 

ولكن مع انتشار المسيحية، بطلت خدمة الشماسات المكرسات في الكنيسة منذ القرن الـ13 عشر، وقد أعادها للوجود البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، حينما رسم عددا كبيرا  من الشماسات في عيد العنصرة سنة 1981 كذلك يقوم بعض الآباء الأساقفة بإقامة شماسات مكرسات للخدمة في إيبارشياتهم.

 

 

3 شروط لإقامة الشماسة

 

يقول كتاب "الشمامسة والشماسات" للأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، إنه في بداية العصور الأولى للمسيحية، اعتنى القديس بولس الرسول بموضوع الشماسات الأرامل في الكنيسة الأولي، وكتب عنه في الإصحاح الخامس من رسالته الأولي إلي تلميذه تيموثاوس، علي ضوء ذلك نستطيع أن نحدد شروط الشماسة الناجحة، وهى ثلاثة، أن تكون أرملة امرأة رجل واحد أو عذراء متبتلة، ثانيا،  إذا كانت أرملة يجب ألا يقل سنها عن ستين سنة لئلا تكون سبب عثرة في الخدمة بسبب شبابها وتميل هي إلي الزواج مرة أخري،  أن تكون مشهودًا لها بأخلاق فاضلة وأعمال صالحة وخدمة سابقة ، وربت أولادها حسنًا في مخافة الرب وتقواه، دبرت بيتها وأولادها وزوجها حسنًا بلا مشاكل.

 

 

صلوات وطقوس إقامة الشماسة

 

رتبة الشماسة في الكنيسة ليست رتبة كهنوتية فلا كهنوت للنساء بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والسيدة العذراء مريم نفسها لم تحصل علي أية رتب كهنوتية مع أنها كانت أم الرسل كلهم وملازمة لهم في الخدمة

 

وبحسب الطقس الكنسى، تتم ترقية مساعدة الشماسة إلي شماسة بدون وضع يد – خلال رسامة الكهنة أو الأساقفة يوجد طقس يسمى وضع يد للصلاة -، وذلك بعد مرور 5 سنوات من إجراء طقس مساعدة الشماسة، والذي قد جري بعد 5 سنوات أيضًا من إجراء طقس التكريس،  وتتم الترقية بناءا علي حسن سيرها وسلوكها وطاعتها وعبادتها وخبراتها المتقدمة في الخدمة وإتقانها لعملها، واستعدادها لتكملة المسيرة التكريس إلي النهاية، مع التزامها بحياة البتولية أو الترمل إلي النفس الأخير.

 

وتكون الترقية إلي رتبة الشماسة الكاملة بقرار من اللجنة العليا لشئون المكرسات، علي ألا يقل سنها عن 40 سنة في حالة العذراء، و60 سنة في حالة الأرملة، وإذا وافق الأب الأسقف واللجنة العليا لشئون المكرسات علي ترقيتها إلي شماسة، يجري لها الطقس الآتي:

 

 

طقس التعهد

 

يوجد خلال طقس إقامة الشماسة، تعهد تتليه السيدة التي يتم الصلاة عليها وتقول خلاله: " أنا الضعيفة المتقدمة –بنعمة الله- إلي طقس الشماسة المكرسة (الكاملة) الخاص بالنساء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أتعهد أمام الله رب الأرباب، وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام المذبح المقدس، وأمام أبي قداسة البابا..، وأمام أبي نيافة المطران / الأسقف الأنبا.. بأن أثبت علي الإيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير، وأن التزم بحفظ البتولية إلي نهاية حياتي، (أو "في حالة الترمل": ألتزم بحياة الترمل والطهارة والعفاف إلي نهاية حياتي)، كما أتعهد بأن التزم بوصايا الكتاب المقدس دراسة وعملًا، وممارسة الاعتراف والتناول، وجهادات العبادة والخدمة، وحسن التعامل مع الغير، مع الأمانة والالتزام في أداء كل واجباتي، وما يعهد إلي من مسئوليات. وأتعهد أيضاَ أن أبتعد عن محبة المال، ولا أدخل في معاملات مادية مع أحد.

 

وتتابع الشماسة في التعهد: "كما أتعهد بالخضوع الكامل لرئاسة الكنيسة العليا، ممثلة في قداسة البابا البطريرك ونيافة المطران / الأسقف، مع توقيري واحترامي لجميع الآباء المطارنة والأساقفة وسائر رتب الكهنوت في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الرب يعطيني نعمة بصلواتكم حتى اسلك بأمانة والتزام في عبادة الله وخدمته، وكل ما يتطلبه منى طقس الشماسة المكرسة".

 

ومنذ أن أعاد البابا شنودة الثالث رسامة الشماسات من جديد في الكنيسة، بدأ الأساقفة والمطارنة رسامتهن في العديد من الإيبارشيات، وعلى سبيل المثال في 10 نوفمبر 2017 ، منح الأنبا بولا أسقف طنطا درجة الشماسة الكاملة لتاسوني ماريا كما منح 5 أخريات رتبة مساعدة شماسة، وهن تاسوني أغابي، تاسوني دميانة، تاسوني فيبي، تاسوني مارينا، تاسوني فبرونيا، وذلك خلال القداس الإلهي الذي أقيم بدير الشهيد مار مينا الأثري بإبيار، وذلك بالتزامن مع احتفال الإيبارشية باليوبيل الفضي لتأسيس بيت الشماسة فيبي للتكريس.