نادى القصة من ندوات المثقفين إلى ساحة المحاكم.. اعرف القصة الكاملة للأزمة

الجمعة، 13 نوفمبر 2020 03:10 م
نادى القصة من ندوات المثقفين إلى ساحة المحاكم.. اعرف القصة الكاملة للأزمة نادى القصة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواجه نادى كتاب القصة فى مصر خطر الإغلاق بعد صدور حكم قضائى فى فبراير الماضى، بإخلاء مقره التاريخى فى حى جاردن سيتى بالقاهرة، ليتحول مصير المكان الذى كان ملاذا للمثقفين لعقد جلساتهم وندواتهم الفكرية إلى نزاع ينظر فى ساحة المحاكم.
 
وأصدرت محكمة استئناف القاهرة، الاثنين الماضى، حكما بحجز دعوى ورثة فؤاد سراج الدين، لإخلاء شقتين تستخدمان كمقر لنادى القصة فى منطقة قصر العيني، للحكم فى 1 يناير 2021، بعدما صدر حكما ابتدائيا من محكمة جنوب القاهرة بإخلاء مقر نادى القصة لصالح ورثة فؤاد سراج الدين.
 
ويعود تاريخ تأسيس النادى لعام 1954 وتعاقب على رئاسته قامات كبيرة من بينهم طه حسين وتوفيق الحكيم ومن غير اللائق إغلاقه لعجز المثقفين والمؤسسات عن حمايته أو تقدير قيمته الرمزية.
 
وضم نادى القصة منذ تأسيسه عدداً كبيراً من الأدباء أمثال محمد تيمور، وإحسان عبد القدوس، وأمين يوسف غراب، ومحمد عبد الحليم عبدالله، ونجيب محفوظ، وعبدالحميد جودة السحار، ويوسف الشارونى، وثروت أباظة، وطه حسين، ومحمود تيمور، ومحمد فريد أبوحديد، وعلى أحمد باكثير، ويحيى حقى، وسهير القلماوي، ومصطفى محمود.
 
وخطرت فكرة إنشاء "نادى القصة"، فى ذهن فارس الرومانسية الكاتب الراحل "إحسان عبد القدوس" عام 1950، وعرض فكرته على البكباشى يوسف السباعى، وشرح له الفكرة وهى "إنشاء نادٍ للقصة يستقطب فرسان هذا الفن الجميل الآخذ فى الازدهار فى أنحاء مصر، ومن مجمل أنشطته إصدار كتاب دورى شهريا، على أن يكون رواية من أعمال أحد الأعضاء".
 
كان أول مقر لـ نادى القصة فى غرفة بمجلة الفن التى كان يصدرها عبد الشافى القشاشى، حتى تم استئجار جزء من شقة المخرج جمال مدكور فى ميدان التحرير وأسهم فى تأسيسها يوسف السباعى وإحسان عبد القدوس، وبعد النجاح، فكر مجلس إدارة نادى القصة، فى البحث عن مقر أكثر اتساعًا لاستيعاب الأنشطة وعدد الرواد، واستقروا بعمارة فؤاد سراج الدين فى 68 شارع قصر العيني، وأبدى مالك العقار ترحيبه بتأجير شقتين لنادى القصة، وتم بالفعل توقيع عقد الإيجار بين المالك فؤاد سراج الدين ويوسف السباعى وكيلاً عن مجلس إدارة نادى القصة. 
 
وكان الأديب الكبير الراحل يوسف السباعي، قد وقع عقد إيجار نادى القصة عام 1960، مع فؤاد سراج الدين، وظل النادى لستة عقود منارة ثقافية كبيرة فى الوطن العربى، وظل نادى القصة يعانى ويلفظ أنفاسه الأخيرة ينتظر تدخل المسئولين لإنقاذ تاريخ وذكريات عمالقة الأدب العربى فى مصر التى حُفرت على جدرانه.
 
وتأثرت موارد النادى بعد تقليص دعم وزارة الثقافة منذ عام 2011، حيث تم إيقاف مبلغ الإعانة السنوية، التى كانت تغطى نشاطات النادى (ﺇقامة الندوات - إقامة المسابقات - إصدار مجلة غير دورية - طباعة سلسلة الكتاب الفضى للأعضاء).
 
ومنذ هذا الوقت، تم الاعتماد كليا على الدعم المادى من أعضاء النادى وبعض الداعمين لسداد الإيجار الشهرى ومصاريف الكهرباء والمياه ومرتبات العاملين الهزيلة طوال السنوات الماضية.
 
ولا يتقاضى أعضاء النادى أى عائد مادى من وراء النادى، حتى أن المسابقة الأدبية التى يقوم النادى بتنظيمها يتم دفع قيمتها المادية من التبرعات، لكن ورثة فؤاد سراج الدين يبدو أنهم كان لهم رائيا آخر، وقرروا وضع آخر مسمار فى نعش النادى الذى ظل يلفظ أنفاسه، وقاموا برفع جلسة لطرد النادى والتمكن من المقر، وهو ما حكمت به لصالحهم محكمة جنوب القاهرة الإبتدائية.
 
ورغم محاولات مجلس إدارة نادى القصة المستمية فى مناشدة الجهات الحكومية، والتفاوض مع الورثة لزيادة القيمة الإيجارية بقدر يتسطيعون تحمله، إلا أن الورثة أصروا على طلب مبالغ لا يستطيع القائمين على النادى توفيرها.
 
ورثة سراج الدين استندوا في قضيتهم إلى مادة في القانون بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، المادة التى ألغتها المحكمة الدستورية العليا، فى مايو 2018، فى الدعوى رقم 11 لسنة 23 قضائية "دستورية"، بعدم دستورية صدر الفقرة الأولى من المادة (18) من القانون رقم 136 لسنة 1981، فى شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن، وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، لكن هناك مَن يؤكد أن هذه المادة ثبت عدم دستوريتها فيما تضمنته من إطلاق عبارة: "لا يجوز للمؤجر أن يطلب إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد"، لتشمل عقود إيجار الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية، لاستعمالها في غير غرض السكن".
 
وقضت محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بالحكم لصالح ورثة فؤاد سراج الدين وإخلاء مقر نادى القصة من العقار ملك الورثة فى حى جاردن سيتي، حيث تم إعطاء المدعى عليه "نادى القصة"، أجل لمدة شهر فى الدعوة المرفوعة من المدعى "ورثة الراحل فؤاد سراج الدين"، بطرد أعضاء نادى القصة، وإخلاء المقر.
 
وينتظر نادى القصة الحكم النهائى فى دعوى إخلاء المقر فى 11 يناير 2021.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة