الخطط ليست مجرد حبر على ورق، بل هى واقع يتحول إلى حقيقة من خلال استثمارات ضخمة تُضح سنوياً فى المنطقة ضمن خطة تنميتها، ولعل آخرها ما كشفت عنه خطة العام الثالث (2020/2021) من الخطة متوسطة المدى للتنمية المستدامة (2018/2019 – 2021/2022) بتوجيه استثمارات حكومية بحوالى 8.22مليار جنية خلال العام المالى الجارى 2020/2021 لتنمية محافظتى شمال وجنوب سيناء مقابل 5.23 مليار جنيه خلال العام المالى السابق 2019/2020.
الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، حيث تكشف خطة التنمية، عن زيادة حجم الاستثمارات العام الجارى بنسبة زيادة تبلغ 57.3% عن العام الذى يسبقه، فى تأكيد واضح على توجه الدولة فى مساعيها لإحداث تنمية حقيقة فى شبه جزيرة سيناء، وتبلغ جملة الاستثمارات الحكومية الموجهة لتنمية محافظة شمال سيناء بخطة 2020/2021، حوالى 4.54 مليار جنية تُمول الخزانة العامة منها نحو 80% (3.63 مليار جنيه)، فيما تبلغ جملة الاستثمارات الحكومية الموجهة لتنمية محافظة جنوب سيناء حوالى 3.68 مليار جنية، وتُمول الخزانة العامة منها 58% بواقع (2.14 مليار جنيه).
بالنظر إلى خطة العام الجارى فى محافظة شمال سيناء، نجد استحواذ قطاع الخدمات الأخرى على النسبة الأكبر من إجمالى الاستثمارات الحكومية الموجهة إليها بنسبة 31.8% يليه قطاع الزراعة واستصلاح الأراضى بنسبة 14.3% ثم قطاع الكهرباء بنسبة 11.1%، وقطاعى الأنشطة العقارية والمياه بنسبة 10% لكل منهما.
ونستعرض تفصيلا فى هذا التقرير أهم البرامج التنموية الجارى تنفيذها خلال العام الجارى فى المجالات المختلفة، وبعضها أوشك الانتهاء منه، وفى مقدمتها مجال الزراعة والرى حيث تضم استكمال أعمال تغطية للجابيونات للترع وإعادة تأهيل محطات الصرف، و استكمال توريد وتركيب وتنفيذ الأعمال المدنية والكهروميكانيكية اللازمة لإنشاء محطة طلمبات الضخ وشبكة المواسير لرى زمام مأخذ رقم 16 زمام 14.505 ألف فدان، فضلا عن استكمال إنشاء شبكة الصرف العامة لزمام منطقتى رابعة وبئر العبد زمام 156.5 ألف فدان، وإنشاء وإحلال محطات رفع.
وفى قطاع الكهرباء وضعت الحكومة خطة متكاملة العام الجارى 2020/2021 تشمل التغذية الكهربائية لمنطقة شمال سيناء، استكمال أعمال شبكات وكابلات كهربائية، مد وتدعيم شبكات الكهرباء ومعدات إنارة الحسنة وبئر العبد، مد وتدعيم شبكات الكهرباء ومعدات إنارة الديوان العام قسم أول العريش وقسم الشيخ زويد وقسم نخل، وذلك جنياً إلى جانب الأنشطة العقارية التى تتضمن استكمال البرنامج القومى للإسكان القومى واستكمال أعمال بمدينة رفح الجديدة.
أيضا مشروعات التشييد والبناء لها نصيب فى خطة العام الحالى والجارى تنفيذها بل وبعضها أوشك على الانتهاء، وفى مقدمتها استكمال إعادة تأهيل عمارات المساعيد، إنشاء قرية ظهير صحراوى بئر العبد، إنشاء 17 تجمعا تنمويا بمحافظة شمال سيناء، يأتى ذلك بالإضافة إلى مشروعات التعليم وتشمل إنشاء مبنى إسكان الطالبات والطلبة وإنشاء مبانى كليات "الآداب، الاقتصاد المنزلي، التربية الرياضية، الطب البيطري، الطب البشري، الاستزراع المائى والمصائد البحرية"، فضلا عن استكمال مشروع المعهد الفنى الصناعى ببئر العبد وتنمية وتطوير مرحلة التعليم الابتدائى والاعدادى ورياض الأطفال والثانوى العام وذوى القدرات الخاصة.
لمشروعات المياه جانب هام من خطة التنمية وتضمنت إنشاء خط مياه قطر 600 مم من محطة تحلية مياه البحر بطاقة 100 ألف م مكعب / يوم لتغذية وسط سيناء ومدينة الشيخ زويد، إحلال وتجديد محطات وشبكات مياه الشرب بمركز الحسنة وبئر العبد ونخل والعريس، إمداد رفح الجديدة بالمياة، إنشاء خط رافع القنطرة شرق إلى رافع بالوظة بطول 15 كم قطر 600 مم لنقل المياه إلى العريش، تغذية قرى بئر العبد بالمياه النقية (خطوط مياه قرى بئر العبد ومدينة بئر العبد) وربط محطات التحلية على خزان المساعيد (تطوير شبكة مياه العريش) فضلا عن محطة تحلية مياه البحر بالعريش طاقة 100 ألف م مكعب / يوم قابلة للزيادة إلى 300 آلف م مكعب / يوم لتغذية مدينة العريش والشيخ زويد ووسط سيناء.
وتستهدف الخطة فى قطاع النقل والتخزين، استكمال مدقات السيطرة الأمنية بطول 75 كم، إنشاء سور خرسانى حول منطقة الحرفية بجنوب مدينة العريش بطول 4 كم، إنشاء ورصف طرق بمدن وقرى شمال سيناء، فضلا عن تنمية وتطوير مدينة العريش، وعلى الجانب الأخر، يٌلاحظ استحواذ قطاع المياه على النسبة الأكبر من إجمالى الاستثمارات بمحافظة جنوب سيناء بنسبة 23.6% بلية قطاع الخدمات الأخرى بنسبة 17.6% ثم قطاع الزراعة بنسبة 15% وقطاع خدمات التعليم بنسبة 14.5% .
وفى هذا الصدد، نستعرض أهم البرامج التنموية خلال العام الجارى وفى مقدمتها الزراعة والرى لتشمل إنشاء محطة بحثية ثلاثية الغرض، إنشاء 15 تجمعا زراعيا نشر التقنيات الحديثة لمزارعى الصوب الزراعية، استكمال حفر وتجهيز آبار وإنشاء سدود وبحيرات للحماية من أخطار السيول ، تربية و انتاج تقاوى بنجر السكر تحت الظروف المصرية، أما فى قطاع مياه الشرب فتشمل المشروعات إحلال وتجديد محطات وشبكات مياه الشرب بمراكز الطور وشرم الشيخ وطابا ورأس سدر وصدر، وتوصيل مرافق الشرب والصرف الصحى لجامعة الملك سلمان، فضلا عن استكمال المرحلة الثانية من ازدواج خط مياه النفق / أبو رديس بطول 16 كم ورفع طاقة المحطة ( 25/70) م مكعب / يوم، وإنشاء خزان أرضى بمدينة دهب سعة 5000 م مكعب والخط الصاعد والهابط، إنشاء مأخذ بحرى لمحطة تحلية شرم الشيخ، إنشاء محطة تحلية مدينة أبو زنيمة (20 ألف م مكعب/ يوم)، ومدينتى دهب ونويبع (15 ألف م مكعب / يوم ) لكل منهما ومدينة رأس سدر (10 الاف م مكعب / يوم) ومدينتى أبو رديس وكاترين (30 و15 ألف م مكعب / يوم على التوالي) وكذا محطات تحلية شرم الشيخ (6/30 آلف م مكعب / يوم) وطابا (1/5 الاف م مكعب / يوم)، الطور (10 الاف م مكعب / يوم).
بالنظر إلى مشروعات النقل والتخزين فإنها تشمل تطوير ورفع كفاءة طريق سانت كاترين (75 كم / اتجاهين)، استكمال طرق دهب بطول 59 كم، استكمال مشروع معالجة انهيار هضبة أم السيد بشرم الشيخ، رصف طرق مركز ومدينة أبو زنيمة وأبو رديس ودهب ورأس سدر وسانت كاترين وشرم الشيخ وطور سيناء ونويبع، وإنشاء مسار بديل لمنزل الصاعدة نويبع (طريق دهب / نويبع) من الكم 58 إلى الكم 63 بطول 5 كم، تطوير ورفع كفاءة الطريق من كمين سعال / سانت كاترين 75 كم (اتجاهين)، رفع كفاءة طريق شرم / دهب (بطول 4.5 كم من تقاطع وادى مدسوس حتى تقاطع وادى الكيد) والأعمال الصناعية، رفع كفاءة وتوسعة وازدواج طريق دهب / نويبع 75 كم (اتجاهين).
وبالنسبة للتعليم فإنها شملت استكمال إنشاء جامعة الملك سلمان، إنشاء وتجهيز فصول تجريبى لغات ومتميز وتعليم أساسى وتعليم ثانوى وتعليم فني، فضلا عن تنمية وتطوير مرحلة التعليم الابتدائى والاعدادى ورياض الأطفال والثانوى العام وذوى القدرات الخاصة، جنباً إلى جانب مشروعات الخدمات الأخرى ومنها إنشاء مبانى خدمية وإدارية وإحلال وتجديد المساجد القائمة وترميم الآثار المصرية فى سيناء وتطوير المتاحف الأثرية والإقليمية وحفائر الآثار الإسلامية والقبطية، استكمال قريتى بأبو زنيمة والطور (ظهير صحراوي) فضلا عن 9 تجمعات تنموية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة