حذر وزير الدفاع الليبيري الجنرال دانييل دي زيانكان، القيادات والتيارات والأحزاب السياسية في البلاد من تبني العنف أثناء فترات الاستعداد وعقد الانتخابات، وهو "الأمر الذي قد يدفع البلاد إلى أحداث تعيد إلى الذاكرة دوامة العنف القميئة التي اندلعت في الماضي"، معربا عن تخوفاته من تأثير عدم الاستقرار على الأقاليم الصغيرة والنائية في البلاد.
وفي مقال رأي نشره وزير الدفاع، اليوم الأحد، فى الصحف الرئيسة الثلاثة فى ليبيريا، أطلق تحذيراته مجددا من وجود اتجاهات وميول لدى السياسيين تحمل سمة مشابهة للأحداث التي قادت البلاد إلى أحلك لحظات عاشتها البلاد، محذراً من أن المجتمع الدولي، الذي كان يأتي على الدوام "لمساعدتنا"، منغمس الآن في العديد من المشاكل، وبالتالي فإن ليبيريا سيكون عليها أن تحل مشاكلها بمفردها في حال اندلاع نزاعات فيها.
وقال دي زيانكان "المجتمع الدولي مشغول بإيجاد حلول لمشاكله، وبالتالي فإنه لن يهتم كثيراً بمحاولة إطفاء أي حرائق غير ضرورية قد نشعلها في أنفسنا، وقد كنا محظوطين بأن قامت قوات حفظ السلام متعددة الأطراف التابعة للتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا (إيكوموج) وبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ليبيريا (يونميل) بإنقاذ دمائنا الذكية".
كانت قوات (إيكوموج) المتعددة الأطراف التي شكلها "التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا- (إيكواس)" للتدخل في النزاع الأول الذي اندلع في ليبيريا في الفترة ما بين 1989 و1997، بينما كانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا (يونميل) أكبر بعثة لحفظ السلام في وقت تكوينها، والتي قادت ليبيريا إلى طريق نزع سلاح الفصائل المتحاربة خلال الحرب الأهلية الثانية التي اندلعت ما بين 1998 و2003.
وذهب وزير الدفاع الليبيري إلى مزيد من التحذيرات من أن آلافاً من البشر الذين يعيشون في الأقاليم الصغيرة والريفية ومنهم الأرامل واليتامى والأقارب لمن ضحوا بحياتهم من قوات حفظ السلام؛ من أجل إنقاذ بلادنا سيندمون على أنهم ضحوا بأرواحهم، إذا انزلقت أقدامنا مجدداً في حرب أهلية.
ونبه مواطني ليبيريا إلى أن الأمم المتحدة و(إيكواس) اللتين شاركتا في جهود حفظ السلام في ليبيريا خلال أزمتها تنخرطان الآن في حل مشاكل في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والسودان وقبرص والصحراء الغربية وغيرها من الدول والمناطق، مبيناً أن قوات الدول التي شاركت في حفظ السلام في ليبيريا تواجه الآن عدداً من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية المُلِّحة.
يذكر أن المماحكات والخلافات السياسية الأخيرة بين شخصيات وتيارات معارضة في ليبيريا قادت إلى إثارة العديد من الاضطرابات والمخاوف التي بإمكانها إحداث أعمال عنف بين المتنافسين في انتخابات التجديد النصفي البرلمانية، المقرر انعقادها في الثامن من ديسمبر المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة