"الأوقاف" تفتتح الدورة التأهيلية للأئمة الجدد لتنمية مهاراتهم

الأحد، 04 أكتوبر 2020 09:04 م
"الأوقاف" تفتتح الدورة التأهيلية للأئمة الجدد لتنمية مهاراتهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

افتتحت وزارة الأوقاف الدورة التأهيلية السابعة للأئمة الجدد بمسجد النور بالعباسية، فى إطار اهتمام الوزارة بالتدريب والتأهيل المستمر، وتنمية المهارات المتنوعة لدى الأئمة، تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتضمنت الدورة التأهيلية محاضرتين الأولى للدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، تحت عنوان: "مفاهيم يجب أن تصحح فى فقه السيرة والسنة "، والثانية للدكتور عبدالله النجار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تحت عنوان: "قواعد الفقه الكلية"، وبمراعاة جميع الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعى.

وأكد الدكتور أحمد حسين، أن العالم كله يمر بظروف وتحديات لم يمر بها من قبل، وتتنوع هذه التحديات ما بين تحديات حياتية، أو اجتماعية أو فكرية كبيرة، وينبغى أن يعمل العلماء والمصلحون ليجدوا لها الحل الأنسب للتغلب عليها، ولن يكون هذا إلا بعد الجد والاجتهاد فى التعلم وفهم الدروس، وهذا ما تقوم به وزارة الأوقاف بفكر متزن رشيد للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذى لا يتوقف فى لحظة من ليل أو نهار ليرتقى بأحوال الأئمة علميا وماديا، مبينا أنه ينبغى أن نستفيد من تجارب من حولنا من الخبراء والمتخصصين ليرقى بعضنا ببعض، ويخرج الإمام بفهم عميق وفكر رشيد، مستفيدا من تجارب الآخرين بضم عقلهم إلى عقله، فليس من رأى كمن سمع.

وأوضح، أن غاية الدين والتشريع ومجموع الأوامر والنواهى الواردة فى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هى جلب السعادة للناس، ودفع الضيق عن حياتهم، يقول تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِى لِلَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، ويقول سبحانه : "هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، مؤكدًا سيادته أن الدين والعلم يسيران فى خطين متوازيين، ولا يمكن أن يتعارضا أو يتقاطعا، وقد دعا الإسلام إلى العلم، فكان أول ما قرع سمع الأرض من الوحى القرآنى قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ"، وأقسم سبحانه وتعالى بأداة من أدوات العلم وهى القلم، فقال سبحانه: "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ"، بل حث الإسلام على العلم والاستزادة منه، فقال جل وعلا ": شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، وبعض الجهال قصروا العلم على علم الشريعة، وهذا فهم خاطئ ويتصادم تماما مع الإسلام، فإن العلم النافع المقصود به مفهومه الشامل للعلم سواء أكان لعلوم الشريعة أم لعلوم الدنيا، فمن قطع وقته ليدرس علم الفيزياء أو الكيمياء أو الطب كان كمن قطع وقته ليدرس علوم الشريعة.

وأكد أن حروب النبى (صلى الله عليه وسلم) لم تكن عدائية وإنما جاءت لدفع عدوان، أو رد اعتداء، لذا كان الأليق والأدق أن نعبر بأيام كذا، فيقال يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، كما ذكر القرآن الكريم، حيث يقول تعالى: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا...."، ويقول سبحانه : "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ"، ويقول جل وعلا: "وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ"، مختتما سيادته بما كتبه معالى أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بما نصه: "الإسلام قطعة ذهب لا تحتاج أكثر من أن نجلى ما علق بها أو ران عليها من بعض الغبار المتطاير، أو حتى المتراكم لتشع نصاعة وبريقا ولمعانا".

وقدم الدكتور عبدالله النجار الشكر لوزارة الأوقاف لإحيائها مدارس العلم، والارتقاء بمستوى الأئمة بنشاط غير مسبوق من خلال الدفع بهم للحصول على درجة الدكتوراه أو الماجستير، مؤكدًا أنه من خلال المتابعة لم أجد من استطاع أن ينهض بمستوى الأئمة مبينا أن القواعد الفقهية من الأمور المهمة التى ينبغى أن يعتنى بها الفقهاء والدعاة، فكل فرع لابد له من أصل يبدأ منه، وينشأ من خلاله.

وأكد أنه ينبغى الإخلاص فى العمل وتوجيه القصد لله تعالى وحده دون أحد سواه، يقول سبحانه وتعالى :"وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ "، ويقول النبى (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، وبفضل النية الخالصة يبارك الله تعالى فى العمل، مبينا سيادته أنه لا تعارض بين الآيات الكونية والآيات الشرعية، يقول تعالى على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" .

وأضاف، أنه لا تعارض البته بين القوانين الوضعية وبين المبادئ التى أقرتها الشريعة الإسلامية، سواء أكانت القوانين تتعلق بالأمور المدنية والمعاملات المالية، أم بالأنظمة السياسية، أم بالقوانين الجنائية، مستشهدًا بالعديد من الشواهد القرآنية، والأحاديث النبوية، والتى منها: قوله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، وقوله تعالى على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ"، مما يدل دلالة واضحة على مبدأ عدم أخذ الإنسان بجريمة غيره، وهو مما عمل به فى القانون الجنائى المعاصر، وأخذ به فى الأنظمة القانونية العالمية، كما بين أن من المقاصد السامية فى الإسلام الستر وعدم تتبع عورات الآخرين وزلاتهم، ودرء الحدود بالشبهات، وهى آخر ما يلجأ إليه عند وقوع الجريمة الموجبة للحد، فيبحث القاضى شروط الجريمة وأركانها، ويبحث شروط وجوب إقامة الحد على الجاني، ويبحث شروط الجانى ذاته وحالاته النفسية، ثم إذا اكتملت الشروط وتوافرت الأركان لجأ القاضى إلى بحث الشبهات التى تدرأ الحد والتى قد أوصلها بعض الفقهاء إلى أربعين شبهة، فإذا توافرت أى شبهة درأ الحد، وانتقل إلى التعزير وهو ما أخذت به الأنظمة القانونية المعاصرة، مما يؤكد على عظمة الفقه الإسلامى وصلاحيته لكل زمان ومكان .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة