الجماهير ليست كالفرد يبحث عن الحقيقة بالأدلة والبراهين، بل هى كتلة تبحث عن البساطة لتسير حسبها نحو الهدف الذى تتوق إليه، ولن يكون ذلك الهدف إلّا نتاج ذكاء شخص أو مجموعة عرفت كيف تحرك تلك الجماهير فزرعت ذلك الهدف فى عقولها، من هذا المنطلق يمكن النظر إلى حركة العقل الجمعى.
العديد من الكتب والدراسات حاولت تفسير قوة الدفع وراء حركة الجماهير، وتحليل المشاعر والدوافع التى تحرك العقل الجماعى، وتؤدى إلى الثورات والحركات السياسية، والتى تكون سببا واضحا فى تغيير الأنظمة السياسية، وأيضا عن فكرة القائد الذى قد يندفع حوله الجماهير، سواء كان القائد يميل إلى الحرية أو يقودهم إلى العبودية ويسوقهم إلى أفكار ليس لها أساس سوى فى خياله.. ولعل من أهم تلك الكتب:
سيكولوجية الجماهير
يتحدث جوستاف لوبون كثيرا فى كتابه عن تأثير العرق على نفسية الجماهير، وهو لم يقصد به العرق بمعناه المعروف، إنّما يقصد مجموعة جماهير قد عاشوا معا لفترة طويلة خضعوا فيها لنفس العقائد والقوانين شكّلت تفكير وروح تلك الجماهير، وهذا العنصر المهم، أى العرق، له دور كبير على دراسة نفسية الجماهير ومعرفة أفعالهم وردود أفعالهم. فلا يمكن التّأثير على الشّعب الغربى بنفس الطّريقة الّتى يتمّ التّأثير بها على الشّعب العربي، وهى نقطة مهمّة تشرح عدّة نتائج عن محاولة تطبيق الطّريقة الغربية على العرب فى مجالات عدّة.
علم نفس الجماهير
هذا الكتاب ليس ردا على نظرية جوستاف لوبون فى علم نفس الجموع فحسب، بل هو متابعة للتحليل على مستوى بالغ العمق والابتكار لأبرز ظاهرة سوسيولوجية فى العصور الحديثة: ظاهرة الجماهير الثورية والتكتلات الجماعية والزعامة الشعبية، وهذا الكتاب، إذ يدرس علم نفس الجماهير من وجهة نظر اجتماعية ونفسية معاً، يُشكِّل مساهمة فى حل واحدة من أهمّ مشكلات علم السياسة الحديث.
تمرد الجماهير
يعتبر من أهم مؤلفات الفيلسوف الإسبانى وأكثرها شهرة، لأنه يتناول أهم واقعة ثورية فى عصرنا: وصول الجماهير إلى سدة السلطة الاجتماعية، وما نتج عن ذلك فى الفكر والثقافة والسياسة أيضا، كذلك يكتب المؤلف عن ظاهرة تمرد الجماهير المرصوفة على أنماط الوعى التقليدية، ويتحدث الكاتب فى تمرد الجماهير عن واحده من أكبر الوقائع الثورية فى العصر الحديث وهى واقعة وصول الشعوب والجماهير الى سدة الحكم وكرسى العرش، كما يتحدث عن تمرد الجماهير على الحكام فى العصور الحديثة وانعكاس ذلك على الفكر السياسى والاجتماعى لدى الشعوب.
المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية
يحتوى الكتاب على الكثير من القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية الغير مرتبطة بملاحقة الأحداث الجارية والوقائع السريعة، وبذلك أصبح الكتاب يصلح للقراءة فى أزمنة وأمكنة متباعدة ومتغيرة، كما يستعرض المؤلف من خلال الكتاب تنوعا فى أسلوب الكتابة، حيث أدرك الكاتب منذ وقت مبكر الفارق بين كتابة سيارة معروضة للعامة وأخرى مكانها قاعات الدرس وسيمنارات العلم، وبين كتابة أدبية تفيض بالبلاغة والمحسنات البديعية وبين لغة العلم التى يجب أن تكون محددة وواضحة ومنضبطة على القدر المستطاع.
عصر الجماهير الغفيرة
عرفت مصر فى الخمسين عاما ًالماضية (1952 - 2002)، والتى انقضت على ثورة يوليو، ما يسميه المؤلف "عصر الجماهير الغفيرة". وهو عصر جلب تغيرات عميقة ومثيرة فى شتى نواحى الحياة الإجتماعية والثقافية فى مصر، لم تعرف مصر لها مثيلاً فى تاريخها الطويل، ويتناول هذا الكتاب شرح كثير من هذه التغيرات فيفرد لكل منها فصلا مستقلا: الصحافة، الإقتصاد، الثقافة، التليفزيون، التليفون، السوبر ماركت، الأزياء، أعياد الميلاد، الحب، السياحة، العلاقة بين الدين والدنيا.. إلخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة