هل سمعت عن "على أفندى كنكة".. حكايات من تاريخ مصر

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 11:00 م
هل سمعت عن "على أفندى كنكة".. حكايات من تاريخ مصر حرافيش القاهرة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحفل بمصر بتاريخها الرسمى وتاريخها الاجتمتاعي الكبير فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين،  مع الاعتراف بأن التاريخ الاجتماعى لم يحظ بما يستحقه من التسجيل، لكن البعض فعلوا ومن ذلك ما نقرأه فى كتاب "حرافيش القاهرة" لـ عبد المنعم شميس، ومن ذلك قصة "على أفندي كنكة".

يقول الكتاب:

كانت الدراجات فى تلك الأيام جديدة فى مصر وكانت تغرى كثيرين وخاصة الصبيان، وكان الذى يمتلك دراجة يعتقد أنه امتلك شيئا عظيما، وأذكر أننى عندما حصلت على الشهادة الابتدائية وأراد والدى أن يقدم لى هدية ساعة ذهبية، قلت له إننى أريد دراجة أى بسكلتة لها فانوس ودينامو يضىء الفانوس وجرس ونفير، فامتلكت دراجة ماركة فيليبس، بهذه المواصفات، وكان ثمنها أقل من الساعة الذهبية بالطبع، ولكنى لم أكن أفكر فى الثمن، ولكننى كنت أريد الدراجة التى كان جرسها حين يحدث رنينا ينبئ عن قدومى لزيارة أٌقاربى فى الحى.

حرافيش القاهرة
 
وكان أشهر صاحب دراجة فى حينا هو "على أفندى كنكة" الذى كان يعطى دروسا خصوصية للتلاميذ الفاشلين الذين لم ينجحوا أبدا، وكان "على أفندى" هذا يحمل الشهادة الابتدائية، ولم يجد وظيفة فاشتغل مدرسا خصوصيا، وكان يرتدى الجلباب والجاكتة، ويضع على رأسه طربوشا، ويضع فى مقدمة دراجته عصا من الخيزران، يستخدمها فى التدريس ليظهر قدرته حين يضرب بها الأولاد، فلا هو يعلم ولا هم يتعلمون.
 
وقد شاهدت فى سنى الباكرة عجائب التعليم، فكان الأب وابنه تلميذين فى فصل واحد فى مدرسة عابدين الابتدائية، وقد نجح الابن ورسب الوالد فى امتحانات النقل من سنة دراسية إلى سنة أخرى، ولم يحصل الوالد على الشهادة الابتدائية، وفصل من المدرسة.
 
أما "على أفندى كنكة" فقد كنت أشاهده راكبا دراجته ومعه خيزرانته وكنت قد أصبحت طالبا فى المدرسة الإبراهيمية الثانوية، وارتديت البنطلون الطويل، وكان هذا من مظاهر الدخول فى طور الرجولة فى أيامنا، لأن البنطلون القصير لا يلبسه إلا العيال، أى الصبيان الصغار، وكنت قد أهملت الدراجة واعتقدت أنها لعبة من لعب الصبيان لم أعد أركبها.
 
وكان لقب "كنكة" الذى أضيف إلى اسم "على أٌفندى" يستوقفنى وأردت معرفة سره وما زلت أسأل وأتقصى حتى عرفت أنه من طبائعه أن تقدم له كنكة قهوة كلما ذهب إلى بيت ليدرس لأحد صبيانه المساكين درسا خصوصيا بلا جدوى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة