سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 16أكتوبر 1973.. معركة «المزرعة الصينية» تشهد بطولات هائلة لقواتنا ضد العدو الإسرائيلى .. والسادات يلقى خطابا فى مجلس الشعب

الجمعة، 16 أكتوبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 16أكتوبر 1973.. معركة «المزرعة الصينية» تشهد بطولات هائلة لقواتنا ضد العدو الإسرائيلى .. والسادات يلقى خطابا فى مجلس الشعب معركة المزرعة الصينية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلب الرئيس محمد أنور السادات، من الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية، أن يمر عليه فى قصر الطاهرة ليخرج معه فى سيارة مكشوفة وموكب رسمى للذهاب إلى مجلس الشعب (البرلمان)، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 73.. السلاح والسياسة».
 
كانت حرب أكتوبر 1973 فى يومها العاشر، والقتال على الجبهتين المصرية والسورية ضد إسرائيل يشهد ضراوة هائلة، وكانت تلك أول مرة يتحدث فيها «السادات» إلى الأمة فى خطاب منذ أن بدأت الحرب، يكشف «هيكل»: «فى انتظار الموعد المحدد انشغل السادات بقراءة مشروع خطابه مرتين لكى يعود نفسه على السياق والألفاظ»، ويختار الإيقاع الذى يستعمله فى إلقائه».
 
فى صباح يوم 16 أكتوبر، كانت معركة «المزرعة الصينية»  تشتعل وتسجل فيها قواتنا بطولة مشهودة، يذكر المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات أثناء الحرب ووزير الحربية فيما بعد، فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973»: «اشتعل القتال فى ميدان المعركة الرئيسى شرق الدفرسوار فى سيناء، وفى معركة المزرعة الصينية، وهى مزرعة للتجارب أقامتها وزارة الزراعة منذ زمن طويل شمال شرق الدفرسوار، اشتبكت قوات الفرقة 16 مشاة بقيادة العميد عبدرب النبى حافظ مع فرقة الجنرال آدان التى تتكون من ثلاث لواءات دبابات (قرابة 250 دبابة) ولواء مظلى محمل على عربات مجنزرة أومشاة ميكانيكية والأسلحة الميكانيكية».
 
يؤكد «الجمسى»: «هى من أشد المعارك ضراوة التى تمت خلال فترة فتح الثغرة، تكبدت فيها قوات الطرفين خسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات، إلا أن فرقة عبدرب النبى تمكنت من منع فرقة «آدان» من التقدم فى اتجاه القناة لفتح الممر، واضطرت القيادة الإسرائيلية إلى نقل لواء مظلات من جنوب سيناء بالطائرات، للاشتراك فى معركة المزرعة الصينية لحسمها لصالحهم، كانت النتيجة خسائر فادحة لحقت بها، الأمر الذى أرغم الدبابات الإسرائيلية على التدخل لتخليص جنود المظلات».
 
ينقل «الجمسى» وصف موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى لهذه الحرب فى مذكراته: «خاضت فرقة آدان معركة فى المزرعة الصينية، وكانت الوحدات المصرية صامدة تماما، وتطلق نيرانا قوية ودقيقة مضادة للدبابات على أية مدرعة إسرائيلية تحاول الاقتراب منها، وأخذ عدد الدبابات المصابة فى الازدياد، وعندما اقترب المساء، أبلغ قائد اللواءين (.....) الجنرال آدان أن قواتهما غير قادرة على زحزحة المصريين أو طردهم، وأنها لن تستطيع فتح الطريق الطويل المطلوب فتحه لتوصيل معدات المعبر إلى القناة».
 
يضيف ديان: «تقرر بعد ذلك الهجوم على المزرعة الصينية ليلا بقوة من المشاة، وأن ينقل لواء مظلات بطريق الجو من جنوب سيناء لتنفيذ هذه المهمة، سمعت من القيادة الجنوبية أن قوات المظلات تكبدت خسائر فادحة فى أصعب العمليات وأكثرها دموية أثناء الليل، وتم تخليص قوات المظلات فى الصباح من المزرعة الصينية بمساعدة المدرعات».
 
يذكر «ديان» أنه بعد انتهاء القتال ذهب لإلقاء نظرة على المزرعة الصينية، وينقل مشاهداته: «لم أستطع إخفاء مشاعرى عند مشاهدتى لها، كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة فى الحقول، كما كانت هناك دبابات إسرائيلية ومصرية، لا يبعد بعضها عن بعض سوى بضع ياردات، لم أشاهد على الإطلاق مثل ذلك المنظر لا على الطبيعة ولا فى اللوحات ولا فى أفظع مناظر الأفلام التى تناولت موضوع الحرب، لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة تمتد  إلى كل مكان تستطيع النظر أن يصل إليه، كانت مشهد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وعربات النقل المعطلة والمقلوبة والمحترقة دليلا مروعا على المعركة الرهيبة التى دارت هنا».
 
يذكر «هيكل»، أنه فى الوقت الذى كان فيه الرئيس السادات مشغولا بمراجعة خطابه الذى سيلقيه فى مجلس الشعب، تلقى رسالتين، الأولى، خبر نقلته وكالات الأنباء من تل أبيب يقول، إن السيدة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل سوف تلقى خطابا أمام الكنيست لأول مرة منذ بدء القتال، وكان موعد خطابها متفقا مع الموعد المقرر لإلقاء خطابه، واعتبر السادات ذلك محاولة من رئيسة وزراء إسرائيل للتشويش على خطابه، أما الرسالة الثانية، أبلغها إليه السفير السوفيتى «فينوجرادوف»، وكان مؤداها أن القيادة السوفيتية قررت إرسال رئيس الوزراء «كوسيجين» على رأس وفد رفيع إلى القاهرة لبحث تطورات الموقف معه شخصيا.
 
كان استقبال الناس للسادات فى الشوارع من قصر الطاهرة إلى البرلمان «مظاهرة شعبية رائعة» بوصف «هيكل»، مضيفا: «وكان استقباله فى مجلس الشعب بعاصفة مدوية من الحماسة والكبرياء، وكان أهم البنود فى خطابه عرض مشروعه للسلام، وجاءت الفقرة الخاصة بهذا المشروع على شكل رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكى «نيكسون».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة