تفقد الرئيس السورى ، بشار الأسد، اليوم، الثلاثاء، بعض المناطق التي طالتها الحرائق منذ أيام في محافظة اللاذقية، واطلع على الأضرار التي تسببت بها الحرائق في قرية بلوران، بريف اللاذقية، واستمع الى الأهالى،وأهم متطلباتهم لتأمين الاحتياجات الأولية التي تساعدهم في تعزيز عوامل تشبثهم بأرضهم وإعادة زراعتها بأسرع وقت ممكن.
ورافقه وزيرا الإدارة المحلية والزراعة والإصلاح الزراعي ومحافظ اللاذقية ومدير الزراعة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية أن الأسد زار ريف القرداحة، وقرية بسوت التي اضطر أهلها لمغادرة منازلهم خلال الحريق ، وعادوا إليها حالما تم إخماده بالتعاون بين الدفاع المدني والجيش العربي السورى، وأهالى القرية ومحيطها، وأعرب أهالي القرية عن تقديرهم للجهود الكبيرة التي تم بذلها إن كان من قبل مؤسسات الدولة أو أهالي المنطقة وساهمت في تأمين قريتهم وإطفاء النيران قبل أن تلتهمها وما حولها مؤكدين أن عودتهم الفورية إلى منازلهم ما هي إلا تعبير عن تمسكهم بقريتهم وأرضهم بالرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها.
وأكد الرئيس الأسد فخلال زيارته لقرية بسوت، أن الأضرار كبيرة والتحديات أيضاً كبيرة بنفس الوقت، لكن أهم شيء نعرفه أن هذه التحديات ليست مستحيلة على الإطلاق فكل المشاكل التي سمعنا عنها قبل الزيارة أو التي رصدناها بالتقارير وسمعناها الآن من المواطنين ومن العائلات المتضررة، كلها لها حل بكل تأكيد.. هي بحاجة لبعض التنظيم.. طبعاً الدولة ستقوم بحمل العبء الأكبر من هذا الدعم وهو دعم مادي مبدئياً لكي تتمكن هذه العائلات من البقاء في هذه الأراضي واستثمارها.
وقال الأسد : التحديات موجودة بعدة اتجاهات.. التحدي الأول هو أن معظم العائلات المتضررة خسرت الموسم الحالي وبالتالي بالحد الأدنى أنت تتحدث عن فقدان الموارد لمدة عام وهناك طبعا عائلات فقدت الأشجار بشكل كلي وهذه الأشجار بحاجة لعدة سنوات لكي تصبح منتجة وخاصة الزيتون حسبما قالوا بحاجة من 5 إلى 8 سنوات فهنا نحن أولا أمام تحدي إعادة الإنتاج لهذه الأرض لإبقاء الناس في هذه المنطقة.. في هذه الأراضي من خلال الدعم التقني سواء بالشتول أو بزراعات بديلة خلال السنوات التي نحتاجها لإعادة الإنتاج.. هذا جانب.. جانب آخر ايضا في نفس الإطار هو الدعم الإنساني لأن هذه العائلات فقدت الموارد لفترة بالحد الأدنى هي عام وربما أكثر فلا بد من أن نقوم بحمل الأعباء المادية عن هذه العائلات.. هذا التحدي الثاني.. التحدي الثالث هو بهذه الظروف الصعبة قد يميل البعض لبيع الأرض.. يعتبرها غير منتجة لم يعد هناك أمل هو فقد كل شيء.. فقد الأرض.. الشجر.. فقد أي أمل بأن يعيش في هذا المكان ما يمكن أن يجعله بحاجة لأن يبيع هذه الأرض.. وطبعا هناك اشخاص ينتهزون هذه الفرص ويحاولون استغلال حاجة المواطنين وهذه العائلات من أجل أن يقوموا بشراء هذه الأراضي لتتحول من أراض منتجة إلى أراض لتجارة العقارات كما نعلم.
وتابع الأسد.. إذاً هذه النقاط الأولى والثانية والثالثة مرتبطة ببعضها والهدف الأساسي من هذه الزيارة الاطلاع على التفاصيل لكي نتأكد بأن الخطط التي سنضعها خلال الأيام القادمة هي خطط واقعية يمكن تطبيقها وليست خططا نظرية وسمعنا أفكارا مهمة جدا وخاصة أن كل منطقة لديها تفاصيل تختلف عن الأخرى وسبب المعاناة أو طريقة الحل تختلف عن منطقة أخرى.
وقال الأسد: هناك جانب آخر له علاقة بالمناطق الحراجية.. كما أعلم بأن الجزء الأكبر من الحرائق أو من الأضرار أو من الخسائر كان في الأراضي الحراجية.. أكثر من 60 بالمئة.. الخوف هو من انتشار المخالفات أولاً في هذه المناطق فلا بد أن تكون هناك قرارات حكومية من قبل المؤسسات المعنية بقمع زجري لهذه المخالفات من قبل أي شخص.. ولن يبرر الزمن أو تقادم المخالفة وجودها.. وهي لن تتحول إلى حالة شرعية مع الوقت ويجب محاسبة البلديات التي تقصر في هذا الموضوع.. هذه ثروة وطنية فصحيح نحن نركز على العامل الإنساني وعلى الجانب المنتج بالنسبة للأراضي المتعلقة بهذه القرى وبهؤلاء الأشخاص الطيبين ولكن أيضاً الحراج هي ثروة وطنية لا تقل أهمية لكل سورية عن الأراضي المنتجة.
وأضاف الأسد: بالمختصر لو سألتني ما الذي سنقدمه كدولة فهناك قضايا تقنية سهلة الحل.. على سبيل المثال الغراس موجودة لدينا سنقدم تسهيلات كبيرة جدا لكي لا تكون هناك أعباء.. فأساساً هذه العائلات بالكاد تحصل على رزقها من موسم لآخر.. نعرف هذه الحقيقة فلا بد أن يكون الدعم كبيرا وأن تتحمل الدولة في هذا المجال والحمد لله هذه المواد متوفرة لدينا في سورية.
وقال الأسد.. الجانب الآخر الذي قد يكون أكثر صعوبة ولكن طبعا ليس مستحيلا هو عدم توفر الوسائل التقنية للقيام بهذا العمل بشكل سريع.. أي لنفترض “باغر” أو أي آليات أخرى.. السماد متوفر طبعاً والمستلزمات الأخرى متوفرة ولكن أنت بحاجة لإعادة استصلاح الأراضي المحروقة وهناك أراض مهجورة من قبل الأهالي قبل الحريق ولا بد من إعادة استصلاحها.. فأنت بحاجة لآليات وربما النقص بهذه الآليات يؤدي لبطء هذه العملية وهذا قد يكون خارج طاقتنا ولكن بالتعاون مع الكثير من الأشخاص المتبرعين الذين يريدون المساهمة بأشكال مختلفة ربما نجد وسائل.. البعض ساهم مادياً.. وهناك من ساهم عينيا فممكن أن يكون هذا أحد أشكال المساهمة.. المهم أن نعمل ليلا ونهارا لحل هذه المشكلة.
وتابع الأسد: العقبات الأخرى ليست أساسية بما فيها العامل الإنساني أي إذا افترضنا الآن بأن أمامنا كحد أدنى عاما بعد أن احترق المحصول وستعيش هذه القرى من دون أي مورد.. أيضا تم مسبقاً اعتباراً من الأيام الأولى للحريق تأمين الموارد المادية للدعم.. جزء منها أمنته الدولة وجزء أمنته مؤسسات المجتمع المدني.. فهذا الجانب أيضاً ليس فيه قلق وأنا أعتقد أن الجانب التقني فقط هو الذي يحدد.. ويحدد بالزمن لأن الزمن مهم بالنسبة لنا.. السرعة في وضع محاصيل باستصلاح الأرض من أجل إقامة محاصيل بديلة وزرع أشجار بديلة للأشجار المحروقة هو شيء مهم جداً.
وقال الأسد: الكارثة التي حصلت كارثة وطنية بالمعنى الانساني أو بالمعنى الاقتصادي أو بالمعنى البيئي ومن الطبيعي أن نتابع الجولة وسأستمر بهذه الجولة حسب جدول أعمال معين ولكن باعتبار أن من المستحيل أن نزور كل المناطق.. ولكن زيارتي لنماذج من هذه المناطق لا تعني دعم هذه القرى وإنما تعني معرفة الوضع المتشابه لمعظم هذه القرى من أجل دعمها من دون استثناء لأننا نريد أن ندعم كل الأراضي المتضررة.. كل شجرة متضررة وليس كل أرض.. وإنما كل شجرة وليس كل عائلة وإنما كل فرد.. فبكل تأكيد سأستمر بالزيارة وأريد أن أؤكد هي ليست زيارة بسبب الحريق الذي حصل لأن آثار الحريق ستستمر لسنوات فلا بد من التركيز على هذه المناطق لمتابعة الاهتمام بها طالما ان هناك مشكلة لم تحل واعتقد بأنها ستستمر لسنوات.
وتابع الأسد: هذه الزيارة هي بداية إن شاء الله لزيارات وفرصة للقاء مع هؤلاء الناس الطيبين الذين نستمد منهم القوة والوطنية وأيضاً الكرامة ونأخذ منهم المعلومة الدقيقة التي تضاف للمعلومات المؤسساتية التي نأخذها من المختصين.
وقال الأسد: أريد أن أستغل هذه الفرصة لأوجه التحية لرجال الدفاع المدني.. لم أتمكن من لقائهم وكان لهم دور فعال جدا وأساسي وكلنا يعرف هذه الحقيقة بالرغم من قلة الإمكانيات.. فتحية لهم ولكل فرد فيهم ساهم في اطفاء الحرائق بزمن قصير جدا نسبة للإمكانيات ونسبة للمساحات الموجودة.. وطبعا لا داعي لنكرر بالحديث عن دور الجيش العربي السوري سواء في الجبهات مع الإرهابيين أو في الجبهات مع النار وانتم نقلتم هذه الصورة.
وأضاف الرئيس الأسد: النقطة الثالثة أريد أن أوجه تحية لكم كإعلاميين وكل زملائك الذين قاموا بتغطية مشرفة.. رأينا تماما الشجاعة التي كانت تقترب من حد المغامرة وليست تهورا.. والحقيقة كانت صورة شفافة وصادقة وساهمت بشكل مباشر بخلق تعاطف كبير لدى السوريين.. من يرى النار من بعيد ليس كمن يراها من الداخل كيف تحترق البيوت.. صحيح كما نقول بالعامية “يلي رجليه بالمي مو متل يلي رجليه بالنار”.. صحيح الناس ليست أرجلها بالنار في المناطق الأخرى.. ولكن اقتربت من الشعور بهؤلاء الأشخاص الطيبين الذين أصابتهم مصيبة لذلك أوجه الشكر لكم ولكل إعلامي ولكل الفرق الإعلامية الوطنية التي ساهمت بشكل أو بآخر بنقل هذه الصورة للمواطنين.
واستكمل الأسد جولته لتشمل منطقة كفردبيل بريف مدينة جبلة حيث أتت الحرائق على جزء كبير من غابات وأحراج البلدة، وخلال توقفه أمام المخفر الحراجي في قرية كفردبيل دار حديث مع المسؤولين الحكوميين المرافقين لسيادته حول الخطوات التي يجب اتباعها لتجاوز الأضرار التي لحقت بالمناطق الحراجية وكيفية تعويضها بالسرعة الممكنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة