جيريمى هوبكنز ممثل يونيسف فى مصر
إن للفتيات صوتًا، وحقًا في طرح آرائهن وعرضها أمام الجميع. ونحن نحتفل باليوم العالمي للفتاة، وفي الوقت الذي نواجه فيه جائحة فيروس كرونا المستجد العالمية، دعونا نتخيل العالم بصورة أخرى، لنتخيل عالمًا مستوحى من مشاركة الفتيات لأصواتهن وحلولهن.
ويشير الخبراء إلى أن الجائحة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن قد أدت إلى تصاعد تعرض الفتيات للعنف المنزلي، وذلك مع تضاؤل فرص مغادرتهن المنزل. ومع ارتفاع شعور الفتيات بعدم الأمان وتزايد الأعباء على قطاع الخدمات الصحية، لن يكون باستطاعة الفتيات تحقيق كامل إمكانتهن- سواء في المدرسة، أو في المنزل، أو في العمل، وربما لن تتمكنن أيضًا من الوصول إلى الخدمات الحيوية في مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة لنموهم.
إننا ندرك أن مصر قد حققت تقدمًا كبيرًا في سد الفجوة بين الجنسين في التعليم. ومع ذلك، لا تزال الفتيات أكثر عُرضة للأمية، وأكثر عُرضة للتغيب عن المدرسة، أو لترك الدراسة. قد تكون الأسباب وراء ذلك هي الأعباء المنزلية، والزواج، والتحديات المالية، ومدى قرب المدرسة لمحل سكننهن. كل هذا كان من شأنه أن يضع الفتيات، على نحو لا إرادي، في وضعٍ غير مواتٍ في مستهل حياتهن الراشدة. ويتجلى هذا في تراجع احتمالات حصول الشابة على وظيفةٍ أو تعليمٍ عالٍ، أو تدريب بما يعادل خمس مرات أقل، مقارنةً بالشاب في نفس العمر، وتشير البيانات إلى أن كل عام تجتازه الفتاة من التعليم الثانوي يزيد من مكتسباتها المرتقبة بنسبة قد تصل إلى 25%، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي، بدوره، إلى تحسين صحة الأطفال وتعليمهم، حيث تميل الأم الشابة إلى استثمار دخلها في أسرتها.
وفي الوقت الذي نعيد فيه البناء والتكيف مع السياق المتغير الذي نعيش فيه الآن، يتعين علينا العمل على تضافر جهودنا مع الفتيات والفتيان من أجل تمكين قياداتهم، وتوطيد دعائم عالم قادر على الارتقاء إلى مستوى تطلعاتهم وحماية مستقبلنا. وتلتزم يونيسف التزامًا تامًا وراسخًا بدعم ورعاية أصوات الفتيات والفتيان في وضعهم لحلول مبتكرة من أجل تحقيق تلك الغاية.
ويسر يونيسف في مصر أن تحتفل باليوم الدولي للفتاة من خلال المبادرة الوطنية لتمكين الفتاة "دوّي". وتعد هذه المبادرة، التي يقودها المجلس القومي للطفولة والأمومة، تحالفًا متناميًا من الفتيات والفتيان، والمؤسسات الوطنية والمحلية، وشركاء التنمية الدوليين والوطنيين، يعمل بشكل منهجي على تعزيز أصوات الفتيات والفتيان المتمسكين بإتاحة فرص متكافئة للجميع على كافة الأصعدة.
وتتشارك الفتيات أصواتهن على منصات "دوّي" للمطالبة بحياة خالية من العنف في المنزل، وفي الأماكن العامة، وعلى شبكة الإنترنت. وتجسد "دوّي" صوتهن في مطالبتهن القوية بإزالة الحواجز التي تحول دون تكافؤ الفرص الاقتصادية، ومعالجة الفجوة الرقمية بين الجنسين. إننا إذا قطعنا على أنفسنا عهدًا بتمكين بناتنا وأخواتنا، فعلينا إيجاد مساحة للحديث وتحليل الأسباب التي تمثل تحدياً أمام الفتيات. وإذا كانت جائحة فيروس كورونا المستجد تلزمنا بالتكيف مع وضع جديد، فدعونا نغتنم هذه الفرصة الثمينة لاستخدام منصات مثل "دوّي" لتحفيز إمكانية إجراء هذا التفاعل، وإيجاد الحلول اللازمة من أجل عالم أفضل لكل فتاة، ولكل فتى، ولكل طفل على أرض مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة