"أولاد الناس" ولدوا فى مصر وعاشوا بها.. ماذا جرى لهم فى التاريخ؟

الأحد، 11 أكتوبر 2020 07:00 م
"أولاد الناس" ولدوا فى مصر وعاشوا بها.. ماذا جرى لهم فى التاريخ؟ صورة متخيلة لـ مصر المملوكية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير قراءة الروايات العديد من الأفكار والموضوعات، وتطرح أسئلة "ضرورية" تجعلنا نفكر دائما فى إجابات لم نفكر فيها من قبل، ومن ذلك رواية "أولاد الناس" للكاتبة ريم بسيونى، التى صدرت عن دار نهضة مصر، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ التى تقدمها وزارة الثقافة، فقد كان موضوعها المهم هو دفعنا للبحث عن "أولاد الناس" من هم وما الذى جرى لهم فى تاريخ مصر؟

يقول كتاب "كناشة الدعباسى" لـ أحمد عبد النبى فرغل الدعباسى، أنه قد حكم مصر لقرون عديدة طائفة "المماليك" التى تعود أصول أكثرهم إلى شعوب القوقاز والشركس والغز التركمان، وكان الأيوبيون قد استكثروا قبلهم من جلب المماليك وشرائهم ليقوى جانبهم بهم، حتى تمكنوا هؤلاء المماليك من تولى زمام حكم مصر وما يتبعها من النواح والولايات بالشام وغيرها، وبسبب توليهم سدة الحكم تمكن سلاطينهم  وكبار أمرائهم  من أن يتزوجوا بنساء مصريات رغم انهم كانوا مماليك عبيدا  قد مسهم الرق، فنشأت من تلك الزيجات طائفة جديدة من السكان في مصر بسبب كثر ة عدد أمراء ومماليك السلاطين وسميت هذه الطائفة بـ أولاد الناس.

 

المماليك
 
وتقول صفحة "الملك فاروق" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن مصطلح "أولاد الناس" تعود كلمة "أولاد الناس" الى العصر المملوكى و هو مصطلح كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، ولم يجلبوا إليها مع النخاسين أو بيعوا فى الأسواق و فى ذلك العصر كان معروف أن عكس كلمة "اولاد ناس" هى كلمة "المماليك" أو أولاد الـمجهول، فالمماليك ـ كما نعرف ـ كانوا غير معروفى الأهل، وفى مقابلهم كان ذوى الأهل أو معروفى الأهل هم "أولاد الناس" و قد ذهب بعض المؤرخين ان هذه الفئة -اولاد الناس- لم تكن تحظى بالسمعة الطيبة،.. لنتعرف أكثر على أصل الحكاية.
كان مجتمع "المماليك" يتكون من طبقة مميزة هى "الخاصة" وطبقة أقل هى "العامة" وبالتدريج ظهرت فئة ثالثة هم الأعيان أو "بياض العامة" والتى ضمت العلماء والفقهاء وأعيان التجار، و لما تزوج المماليك أنجبوا أبناء لهم أب وأم معروفون فاختير لهم اسم "أولاد الناس"، وهؤلاء تم إبعادهم عن الحياة السياسية العسكرية ولم يكن مسموحا لهم بالتجنيد، فاختاروا حياة مختلفة عما كان عليه أباؤهم و أجدادهم، والغريب أن أحفاد المماليك أبناء "أولاد الناس" كانت مكانتهم أدنى من مكانة المماليك أولاد الـ"مجهول".
 
لقد عاش المماليك كطبقة ارستقراطية يحكمون البلاد ويتمتعون بالجزء الأكبر من خيراتها دون أن يحاولوا الامتزاج بأهلها، فلم يتزوجوا منهم واختاروا زوجاتهم وجواريهم من بنات جنسهم اللاتى جلبهن التجار، ومن شدة محافظة السلاطين على هذا الوضع أجبروا القضاة والشهود على ألا يعقدوا قران مملوك من مماليك السلطان إلا بإذنه .
لكن نظرا لطول الفترة التى عاش فيها المماليك بين الناس، جعلت السلطان برقوق يسمح لهم بالسكن فى القاهرة وسمح لهم أيضا بأن يتزوجوا من نساء المدينة، و من هنا نستطيع ان نفهم مدى قوة العلاقة بين "أولاد الناس" بالأمراء والسلاطين المماليك، وكيف كانوا يقدمونهم على غيرهم .
وأما عن سمعة "أولاد الناس" فى عهد المماليك، فقد ذكرت بعض كتب التاريخ قصصاً عدة تشير الى مدى سوء تلك الفئة، فيحكى ابن إياس أنه عام 1471 قام شخص من "أولاد الناس" بضرب امرأة بسكين فى جنبها وهى سائرة بين الناس فى الطريق وماتت هذه المرأة ولم يعرف أحد ما سبب ذلك.
وفى عام 1515 أمر السلطان بشنق شخص من "أولاد الناس" كان مجرماً وله عدة قتلى، فتم شنقه على باب الدرب الذى فى السبع سقايات.
وفى عام 1515 أمر السلطان الأشرف قنصوة الغورى بشنق أربعة أشخاص منهم جارية بيضاء رومية وجارية حبشية وصبى "ابن ناس" لفاف وشخص "قواس" والسبب أن الصبى "ابن الناس" والقواس أفسدا الجاريتين وحرضا الجاريتين على قتل سيدهما، وألقوا به فى المرحاض، وأخذوا كل ما فى بيته وسافروا تجاه "أطفيح" إلى أن تم القبض عليهم، وتم إرسالهم للسلطان وعندما تأكد من الوقعة أمر بشنقهم فى أقرب مكان للمكان الذى قتلوا فيه سيدهم وهو بالقرب من باب سعادة .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة