أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الإسلام اعتنى عناية خاصة بالصحة النفسية والعقلية، بل وجعلها من الضروريات الخمس التى دعا للمحافظة عليها وهي: الدين والنفس والمال والنسل والعقل، كما أن نصوصه الشرعية دعت لعناية الفرد بعقله الذى يُعد ميزانًا له يستطيع من خلال أن يحقق ذاته فينفع نفسه وينفع غيره.
وذكر المجمع بمناسبة "اليوم العالمى للصحة النفسية"، والذى يتزامن مع يوم 10 أكتوبر من كل عام، ويستهدف زيادة الوعى العام بقضايا الصحة النفسية أو العقلية، أن الصحة النفسية أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، ينبغى أن توضع فى أولوية كل فرد وكل مجتمع فنحن أحوج ما نكون إلى الحفاظ على الإنسان واستغلاله فى الإنتاج والعمل والمشاركة المجتمعية وكل ذلك يقوم على العقل السليم الذى يفكر فيبدع ويعى ما يحيط به من مخاطر فكرية ومادية فيأخذ حذره، كما أن الحفاظ عليه يتفق مع دعوة القرآن بعدم الإلقاء بالنفس فى طريق التهلكة.
وقال المجمع، إن العالم اليوم فى حاجة ملحة إلى أن يعى الجميع أهمية الحفاظ على صحتهم النفسية والعقلية والاعتناء بها كاهتمامهم بالصحة البدنية فهى لا تقل عنها أهمية، خاصة فى ظل انتشار الكثير من الأمراض العقلية والنفسية مؤخرًا نتيجة الأزمات المتلاحقة التى يعانى منها العالم ومنها أزمة كورونا والتى أنتجت حالة من الخوف والارتباك لدى الجميع، والعزلة التى اضطر الكثير من الناس إلى اللجوء إليها كإجراء احترازى لكنها انعكست عليهم سلبًا من الجانب النفسي.
وأوضح المجمع أنه من الأهمية بمكان أن يشارك كل فرد فى المجتمع بتوعية غيره بأهمية العناية بصحته العقلية والنفسية، فضلًا عن المشاركة الإيجابية البنّاءة وعدم قصر مساعدة الناس على الصحة البدنية فقط، بل الاهتمام بشكل متوازٍ بالصحة النفسية خاصة لغير القادرين من الفقراء الذين يمرون بأزمات مجتمعية وبيئية قد تؤثر نفسيًا عليهم، ومنهم بعض اللاجئين والمغتربين ممن قد يعانون من أزمات نفسية نتيجة ترك بلادهم وأهليهم وما بها من صراعات مستمرة، فضلًا عن تأثرهم نفسيًا بالأزمات الأخيرة فهم أشد احتياجًا للمساعدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة