أُعلن العلماء مؤخرًا أن ما يصل إلى 50 مليارا من الكواكب المارقة قد تتجول حول مجرة درب التبانة فى الفضاء بين النجوم، وبالنسبة لمعظم علماء الفلك كانت الكواكب مرتبطة بالضرورة داخل نظامنا الشمسى ولم نتمكن من اكتشاف الكواكب التى تدور حول نجوم أخرى على الإطلاق إلا خلال الخمسة وعشرين عامًا الماضية، لذا فإن فكرة وجود كوكب مارق غريبة، وفيما يلى معنى هذا المصطلح.
ما الكوكب المارقة؟
فى عام 2003، أعلن الاتحاد الفلكى الدولى (IAU) - وهو نفس السلطة التى خفضت مرتبة بلوتو إلى وضعه الحالى ككوكب قزم - أن الأجسام ذات الحجم الكوكبى التى لا تدور حول نجم يجب أن تسمى "الأقزام شبه البنية" أو الكواكب المارقة.
الأقزام البنية، وهى أجسام تزيد كتلتها عن 13 إلى 80 ضعف كتلة المشترى لكنها أقل من أصغر النجوم، غالبًا ما يُنظر إليها على أنها نجوم فاشلة لا يمكنها تحقيق الاندماج النووى للهيدروجين والهيليوم فى نواتها، وهى خطوة ضرورية لتصبح واقعيًا نجمة.
الأقزام شبه البنية إذن، أو الكواكب المارقة كما هو معروف عمومًا، هى أجسام فى الفضاء بين النجوم يتراوح حجمها بين 3 أضعاف حجم الأرض و12 ضعف حجم كوكب المشترى.
فى حين أن الكوكب المارق الذى يجتاز نظامنا الشمسى ليس أمرًا واردًا - فهناك نظريات تقول إن الكوكب التاسع الحالى (أو الكوكب العاشر بالنسبة لنا بلوتو المتعصب) ربما كان كوكبًا مارقًا تم التقاطه بواسطة جاذبية شمسنا جيدًا، إذا قام أحدهم بعبور كبير عبر نظامنا الشمسى فى المليار سنة الماضية أو نحو ذلك، فسيكون اضطراب الجاذبية الذى قد يسببه كافيًا لتعطيل مدارات جميع الكواكب فى مسارها، مما يتسبب فى جميع أنواع الاضطرابات لمناخنا، وربما يخرجنا من مدارنا حول الشمس.
عدد الكواكب المارقة:
تم استخدام دراسات مختلفة لتحديد عدد الكواكب المارقة التى قد تكون موجودة فى المجرة، والمشكلة هى أن الكواكب المارقة، من تلقاء نفسها، لا تعطى أى ضوء، وبدون انعكاس ضوء النجم، يتعين على علماء الفلك إيجاد طرق أخرى لاكتشاف هذه الكتل السماوية المتجولة.
فى الآونة الأخيرة استخدم الباحثون العدسة الدقيقة لتحديد الكواكب المارقة أثناء مرورها أمام الضوء من النجوم البعيدة، وفى عام 2011، نشرت دراسة Microlensing Observation in Astrophysics ورقة بحثية قدمت ادعاءً مذهلاً، بأنه من الممكن يكون هناك كوكبان مارقان لكل نجم فى المجرة، ومع وجود ما يقدر بـ200-400 مليار نجم فى المجرة، فإن هذا يعنى أن 400-800 مليار من الكواكب المارقة تطير عبر الفضاء بين النجوم.
أنتج مسح أحدث نتائج أكثر تمشيا مع الملاحظات الأخرى، وباستخدام نفس تقنية العدسة الدقيقة، استخدم الباحثون البيانات التى جمعوها من أكثر من 6 سنوات من المراقبة لما يقرب من 50 مليون نجم، أشارت الورقة البحثية الأخيرة إلى أنه قد يكون هناك ما يصل إلى كوكب مارق بحجم كوكب المشترى مقابل كل أربعة نجوم فى المجرة، وهذا يعنى أنه يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 100-200 مليار من الكواكب المارقة بحجم المشترى تطير عبر الفضاء بين النجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة