أكرم القصاص

عودة «أشباح كورونا» مع الشتاء وغموض مصائر اللقاحات

الخميس، 01 أكتوبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك قلق يتنامى فى أوروبا ودول العالم من موجة جديدة لفيروس كورونا، واتجاهات لتشديد الإجراءات الاحترازية وفرض عقوبات على غير الملتزمين، دول العالم لا تتجه إلى الإغلاق التام مثلما حدث فى مارس الماضى، لكن الأمر لا يخلو من قلق يتصاعد مع اقتراب الشتاء، مع آراء تربط بين توحش الفيروس والمناخ البارد. فى حين تشير التجارب القريبة إلى أن المناخات الحارة لم تمنع من انتشار الفيروس فى دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا والهند ودول أخرى حارة. 
 
كان الحديث عن العلاقة بين حرارة الجو واختفاء الفيروس مجرد وجهة نظر، أكثر منها تجربة علمية، وهذا الرأى لم يظهر ما يبرهن عليه، باستثناء تراجع الفيروس فى الصيف قليلا وإن كان لم يختف. وهناك الكثير من التفاصيل الغامضة حول فيروس كوفيد 19، تتعلق بطريقة العدوى، ودرجتها وما تزال تخضع لتجارب وأبحاث، من دون التوصل إلى حقائق واضحة حول الفيروس والتعامل معه. 
 
وهذا الغموض، ينعكس على أبحاث اللقاحات المضادة، والتى تنطلق فى أكثر من دولة وفى أكثر من اتجاه. وتتداخل فيها العناصر التجارية مع السياسية والاقتصادية، ففى الوقت الذى أعلنت روسيا قبل شهرين عن البدء فى إنتاج لقاح سبوتنيك، ما تزال الآراء العلمية الحاسمة حول نتائجه غير واضحة، ومع هذا أعلنت روسيا أنها تلقت طلبات لتوريد أكثر من مليار جرعة إلى دول مختلفة من العالم. 
 
ويعلن معهد Gamaleya الحكومى الروسى للأبحاث النتائج الأولية للقاح كورونا الروسى خلال أيام بعد 6 أسابيع للتجربة مراقبة المشاركين. فى حين أعلنت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية أن لقاح «سبوتنيك» يوفر حماية من الجرعة الأولى حسب ما أعلنه الدكتور ألكسندر جينسبيرج، رئيس معهد Gamaleya فى حين أعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسى أن موسكو تلقت طلبات لتصدير 1.2 مليار جرعة من لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد «سبوتنيك V». وأعلنت وزارة الصحة الروسية بدء توزيع أول دفعة من اللقاح على الأقاليم الروسية.مع اتجاه للتعاون بين روسيا والهند سعيًا لتصنيع اللقاح، فى حين ما تزال المراكز الأوروبية والأمريكية تتابع نتائج تجارب اللقاح الروسى.
 
ومن روسيا إلى ألمانيا أعلن مختبر الصيدلة الألمانى كيورفاك أنه بدأ المرحلة الثانية من التجارب السريرية حول لقاحه الاختبارى ضد كوفيد-19. وقال المختبر ومقره فى توبينجن «تم تلقيح مشارك أول» مع تطبيق تكنولوجيا خاصة بكيورفاك ترتكز على جزئيات RNA الموجودة فى جسم الإنسان، و«كيورفاك» هى من بين عشرات المختبرات فى العالم المشاركة فى سباق بحثا عن لقاح لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وحجزت المفوضية الأوروبية من الآن 225 مليون جرعة من لقاح كيورفاك المحتمل. فى رابع اتفاق يبرمه الاتحاد الأوروبى مع مختبرات مختلفة. 
 
وقد كتب بيل جيتس مقالا نشرته الشرق الأوسط مؤخرا قال فيه إن العالم يقترب من الوصول إلى إنجاز علمى واعد، يتمثَّل فى تطوير لقاح آمن فعال لفيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد-19»، ويُرجَّح أنْ يكونَ هذا اللقاح جاهزًا مع بداية العام المقبل. لكنه طرح قضية الفرق بين اقتصادات الدول، وقال «من المقرر أن تذهب معظم إمدادات العالم من لقاحات مرض «كوفيد-19» إلى البلدان الغنية، وأن تأخر الدول الفقيرة سوف يساعد على انتشار وبائى لفترة، ويطالب بتحرك عالمى لتوزيع اللقاح. 
 
لكن يبدو جيتس بتجاه مغاير لجدل آخر مطروح فى أوروبا والعالم، وهو مدى استعداد الناس لتلقى اللقاح، مع وجود تعدد فى أنواعه وتجاربه وتأثيراته، ومخاوف من آثار جانبية وهى تفاصيل يطرحها علماء وليس مجرد مواطنين عاديين، وتجد طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعى ومناقشات البرامج الليلية. وتضاعف من حيرة البشر ومخاوفهم، مع اقتراب فصل الشتاء. وتضارب آراء العلماء أنفسهم حول كفاءة اللقاح وأمانه. وهو ما يجعل أشباح كورونا أكثر خطرا وتخويفا من الفيروس نفسه. 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة