سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 يناير 1945.. اللجنة المصرية الصهيونية تجتمع فى القاهرة لتشجيع هجرة اليهود المصريين إلى فلسطين المحتلة

الثلاثاء، 07 يناير 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 يناير 1945.. اللجنة المصرية الصهيونية تجتمع فى القاهرة لتشجيع هجرة اليهود المصريين إلى فلسطين المحتلة اللجنة المصرية الصهيونية
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الوقت قد حان لقيام دولة اليهود فى فلسطين،وإذا فشلنا فى تحقيقها سلما فإننا سوف نحققها حربا»، لم يتم ذكر هذه الكلمات فى مستوطنة صهيونية، ولا فى محفل صهيونى على أرض فلسطين المحتلة، وإنما قيل فى مؤتمر كبير شهدته مدينة الإسكندرية خلال شهر فبراير عام 1944، ووفقا للدكتورة زبيدة عطا فى كتابها «يهود مصر – التاريخ السياسى»، كان الحفل فى بيت أحد كبار تجار القطن بالإسكندرية وهو «البير روزانو»، وعقده «اتحاد المنظمات الصهيونية فى مصر»، وكان الخطاب الافتتاحى للدكتور فيلكس التمان الذى أصبح رئيسا للاتحاد، وأطلق فيه صيحته التحذيرية بأن «الوقت قد حان لقيام دولة اليهود فى فلسطين».
كان هذا الاحتفال أحد مظاهر النشاط الصهيونى العلنى فى مصر بعد وعد بلفور «1917» الذى سمح بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وبلغ هذا النشاط ذروته فى الثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى، وكان هناك صحف تصدر فى مصر تنطق بهذا النشاط، مثل صحيفة «الشمس» وصحيفة «الكليم»، بالإضافة إلى صحفيين يعملون فى الصحف الأخرى، وتشير «زبيدة عطا»، إلى أنه تم إنشاء أندية مخصوصة لنشاط الصهيونية وأنشئ فيها المكتبات التى زودت بالكتب المتخصصة فى الشؤون اليهودية والصهيونية، كما ألقيت بها المحاضرات ونظمت بها الدروس فى اللغة العبرية، وكان من أهم الأندية التى أقيمت للشباب الصهيونى «النادى الصهيونى» الذى أنشئ فى عام 1935، ويرتبط اسمه بالنشاط الذى كان يقوم به، ونادى «الاتحاد العام للشبيبة الإسرائيلية» فى شارع فؤاد، ونصت الفقرة الثالثة من المادة الخامسة من قانون النادى على تأسيس جماعة يطلق عليها اسم «مكس نوردو»، ومهمتها بث الروح الصهيونية وتنبيه أبناء الطائفة إلى واجبات فلسطين عليهم.
لم يقتصر النشاط الصهيونى على الأندية وفقط، فحسب ما تذكره زبيدة عطا: مع الحرب «العالمية الثانية»، تكونت فرق يهودية فى الجيش الإنجليزى، وكانت العائلات اليهودية تقيم حفلات فى منازلها للمجندين وتدعم مبادئ الصهيونية، فعائلة يعقوب وايزمان وهو من أبرز أنصار المنظمة الصهيونية العالمية، وكان يعمل مديرا لشركة شل اعتاد أن يقيم فى منزله حفلا أسبوعيا يدعو إليه العديد من اليهود المجندين، وعائلة دافيد التى كان يقيم عميدها الصيدلى صاحب «صيدلية مظلوم»، بميدان العتبة حفلا مستمرة يستقبل فيها المجندين وتدعو للمناقشات السياسية حول القضية الصهيونية، وعائلة الدكتور إنجيل التى كانت تقيم بحى الزمالك، وتعقد الاجتماعات التى تهدف إلى جمع التبرعات واستمالة اليهود المصريين إلى الصهيونية، وقامت أميرة مصرية وهى نازلى حليم بإعطاء مزرعتها على طريق المنصورية لتكون معسكرا لتدريب شباب «هاشومير هاتسعير»، وهى حركة حراس المستعمرات الاستيطانية فى فلسطين، ويذكر محمود عوض فى كتابه «وعليكم السلام»، أنه فى عام 1944 قرر أعضاء «محفل ابن ميمون»، بمصر اختيار حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية رئيسا شرفيا له، وصدرت صحيفة صهيونية جديدة باسم»التسعيرة «لصاحبها» ألبير مزاحى، وأنشئت أول مدرسة يهودية ثانوية يهودية فى الإسكندرية وتبعتها مدرسة أخرى فى القاهرة. 
يذكر الدكتور محمد أبوالغار إلى هذه القضية فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، أنه أثناء الحرب العالمية الثانية كان يوجد فى مصر أعداد كبيرة من جنود الحلفاء اليهود الصهاينة الذين كثفوا جهودهم لتنظيم الشباب فى الحركة الصهيونية، وبدأ النشاط الحقيقى عام 1943 حين حفزوا اليهود المصريين ضمن حركة عامة، لحث يهود الشرق الأوسط على الهجرة إلى فلسطين،وتم تنظيم الحركات الصهيونية بين الشباب،واستخدمت جميع الطريق القانونية وغير القانونية لدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل»، يضيف أبو الغار: بلغ عدد الشباب الصهيونى فى مصر نهاية عام 1947 نحو 1500 شاب، لكن لم تنجح حركات توحيد هذه المنظمات فى القاهرة والإسكندرية، فقد كانت الحركات متعددة ومتفرقة وليس لها كيان ضخم ومؤثر.
يؤكد أبوالغار، أنه فى عام 1944، قررت المنظمات الصهيونية العالمية تعيين ليون كاسترو مسؤولا عن كل المنظمات الصهيونية فى مصر، ونجح فى توحيد ألف شاب يهودى تحت لوائه، وفى مثل هذا اليوم 7 يناير 1945، اجتمعت اللجنة المصرية الصهيونية، بحضور كل الأعضاء المهمين من يهود القاهرة والإسكندرية، وكان عمل اللجنة وحركة الشباب الصهيونى يتم تحت سمع السلطات المصرية وبصرها، وكانت تحركاتهم وتجمعاتهم قانونية، واستمر ذلك حتى شهر نوفمبر 1945 حين قيدت الحكومة تحركاتهم، يؤكد أبوالغار، طوال الحرب العالمية الثانية كان النشاط الصهيونى فى مصر على أشده بزيارات متتالية من زعماء الصهاينة فى العالم، وربما كان للمظاهرة اليهودية الكبيرة التى سارت فى شوارع القاهرة فى 2 نوفمبر 1945 تأييدا لذكرى وعد بلفور أثر كبير فى إثارة الشعب والصحافة وخطباء المساجد، وتم الرد عليه بمظاهرة ضخمة ضد الاستعمار الاستيطانى فى فلسطين، وأحدثت بعض الخسائر اليهودية، وعلى أثرها قام الشباب اليهودى بتنظيم وحدات للدفاع عن الحارة وسلمت لهم أسلحة من الجيش البريطانى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة