تساءلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن مستقبل التواجد العسكرى الأمريكى فى العراق، وسط مشاهد من الارتباك فى واشنطن، تزامنًا مع الاستجابة السريعة للإدارة الأمريكية لمطالب العراق بمغادرة القوات الأمريكية، عقب اغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، وكانت الوحدة التابعة للتحالف الذى تقوده الولايات المتحدة وتحارب تنظيم "داعش" الإرهابى فى العراق قد أرسلت خطابًا لوزارة الدفاع العراقية أمس الاثنين يوضح أن الاستعدادات ستبدأ على الفور "لضمان الخروج من العراق بطريقة آمنة وفعالة".
غير أن وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر، قال لصحفيين بعد ذلك بوقت قصير "هذا الخطاب يتعارض مع ما نحن عليه الآن".. مصرًا على أنه لم يتم اتخاذ قرار بإجلاء القوات الأمريكية من العراق.
ومن جهته، قال رئيس أركان الجيش الأمريكى الجنرال مارك مايلى إن الخطاب أُرسل بالخطأ.. مضيفًا "هذا الخطاب مسودة، كان ذلك خطأً، وكان غير مُوقع، ما كان يجب أن يُصدَر. صياغته كانت رديئة ويجب سحبه، هذا ليس ما يحدث".
وأشارت الجارديان، إلى أن سحب الوحدة العسكرية التى تقودها أمريكا من العراق ستُضعف بشكل كبير الجهود الرامية للتصدى لداعش، ما يشكل انتصارًا استراتيجيًا لإيران، وإخفاقًا للإدارة الأمريكية التى حثت بغداد على عدم طرد قواتها المعنية بمكافحة الإرهاب.
وبحسب الصحيفة، فإن حالة الالتباس الواضحة فى واشنطن فضلًا عن انطباعات حلفاء الولايات المتحدة وخصومها بأن قرار اغتيال سليمانى بدون خطة واضحة عما سيتم فعله فيما بعد، أضعفت موقف الولايات المتحدة فى المنطقة.
ولفتت الجارديان إلى أن حلفاء واشنطن نأوا بأنفسهم عن القرار الأمريكي، وذلك مع احتجاج ملايين الإيرانيين ومطالبتهم بالثأر ردًا على مقتل سليماني.
وكان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، أعرب فى وقت سابق عن استيائه إزاء ردود الفعل الفاترة من حلفاء واشنطن الأوروبيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة