صرخة "وا معتصماه" حقيقة تاريخية أم كلام خطباء الجمعة؟

الأحد، 05 يناير 2020 10:18 ص
صرخة "وا معتصماه" حقيقة تاريخية أم كلام خطباء الجمعة؟ معركة عمورية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى رحيل الخليفة العباسى الشهير المعتصم بالله، والذى توفى يوم 5 يناير عام 842 ميلادية، وارتبط اسمه بصرخة مدوية هى "وا معتصماه".. فهل هذه الصرخة قيلت حقا أم أنها مجرد كلمة تقال فى خطبة الجمعة.
 
تقول القصة "يحكى فى الأثر أن رجلا قدم للمعتصم، قال له "يا أمير المؤمنين كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية فى السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت فى لهفة "وامعتصماه وامعتصماه"، فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا، من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندى، فلم يستجب الأمير الرومى وانطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمورية فمضى إليها".
 
حرب عمورية (1)
حرب عمورية
 
صيحة "وامعتصماه وامعتصماه" التى أطلقتها امرأة فى عمورية (إحدى مدن محافظة "أفيون قره حصار" بتركيا الآن)، تنسب لها معركة عمورية بين الجيوش العباسية وجيش الروم، لكن حقيقة تلك المقولة من صحة قيام المعركة بسببها يبقى أمرا غامضا فى التراث.
 
فى البداية جملة "وامعتصماه وامعتصماه" حملة متواترة فى عدد من كتب التاريخ والنقد الأدبى للروايات التاريخية، على أنه لم تنسب لمؤرخ إسلامى معين، أو لم يذكر اسم المرأة التى أطلقت ذلك النداء استغاثة بالخليفة العباسى المعتصم بالله.
حرب عمورية (2)
حرب عمورية 
 
وربط المعركة بالجملة سالفة الذكر ربما يكون إحدى الحكايات الشعبية، إذ تنسبها أغلب الدراسات والكتب إلى مؤرخين دون ذكر أسمائهم، مثل كتاب "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام: فتاوى جديدة" ودراسة بمجلة "الوعي الإسلامى - الأعداد 393-398"، "معجم المعارك الإسلامية" لـ نجاة سليم محاسيس، "علو الهمة في محبة الله ورسوله" لـ سيد عبد العاطي محمد، لكن الغريب أن أغلب الدراسات اختلفت أيضا فى تاريخ معركة عمورية، فهناك من يقول إنها وقعت عام 223هـ، وآخرون يذكرونها عام 224هـ، والبعض يذهب بأنها عام 225هـ.
 
حرب عمورية (3)
حرب عمورية 
 
الجملة ربما تكون متواترة بشكل أكبر فى عدد كبير من الدراسات النقدية لعدد كبير من الروايات التاريخية، مثل ما تذكره دراسة "النقد الأدبى فى البحرين خلال القرن العشرين: أضواء على بدايات الماضى" للدكتور سرحان منصور، حول عمل مسرحى قدم عام 1932، للشاعر البحرينى إبراهيم العريض. 
 
أما عن المعركة التى وقعت عام 839 ميلادية فقد كانت الأمور بين الخلافة الإسلامية والبيزنطيين غير مستقرة، وبدأ الإعداد لهذه المعركة عام 214 هـ الموافق لـ 829 م واعتلى الشاب توفيل بن ميخائيل عرش الإمبراطورية البيزنطية، وكانت الحروب بين المسلمين والبيزنطيين ممتدة على مدى قرنين من الزمن على فترات متقطعة، وعقدت هدنة دامت عشرين عاماً بسبب الفتنة التى حصلت فى عهد الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون وبسبب أن الإمبراطورية البيزنطية كانت أيضًا منهكة بسبب الحروب السابقة.
 
وكان "توفيل" طموحًا ودعّم حكومته وسياسته الدينية بقوة جيشه، بالنسبة لحال الخلافة العباسية آنذاك فقد كانت تعاني من خطر يهددها وهو خطر بابك الخرمى، ففى عهد المأمون كاد الخرمية بقيادة بابك أنْ يودوا بالخلافة الإسلامية العباسية. وحاول المأمون أن يقضي عليها؛ فأرسل الحملات لكنه تُوفي دون أن يُحقق أي نجاح، وانتقلت مهمة القضاء على هذه الفتنة إلى الخليفة المعتصم بالله ونجح فى إخمادها، وكان بابك قد اتصل بتوفيل يطلب منه مهاجمة الخلافة الإسلامية العباسية التى انشغلت بقتالهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة