د. شوقى عبدالكريم علام

دار الإفتاء المصرية.. ويستمر العطاء

السبت، 04 يناير 2020 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتغيّر أحوال الناس يومًا بعد يوم، وفى إطار التحولات الاجتماعية والثقافية والفكرية التى تمّر، يلجأ الناس إلى معرفة الأمر الشرعى حيال تلك المتغيّرات، لاسيما إذا تعلّق الأمر بالدين الذى تُعبّر عنه الفتوى فى تجلّياتها فى سائر شؤون الإنسان.
ولأنّ دار الإفتاء المصرية مؤسسة تشغل حيّزًا محوريًّا فى القيام بالشأن الإفتائى، كانت المرجع لقطاع كبير من الناس، يلجأون إليها فى سائر أحوالهم وما يعرض لهم من أسئلة واستفسارات أو مشكلات فى سائر الأمور.
 
ولأنّ الفتوى صناعة تقوم على أسس وضوابط ومنهجيّة علمية تراعى الأحكام الشرعية وكيفية تنزيلها وربطها بالواقع، بناء على المغيرات الأربعة «الرزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، كان لزاما أن تتخذ درا الإفتاء منهجيّة تطوير فى إيصال الفتوى تناسب الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، انطلاقًا من ماهيّة الفتوى وعلومها.
 
وفى حصاد أعمال الدار فى العام 2019م كان النتاج العملى للأسس التى وضعتها الدار للوصول إلى كافة الفئات المجتمعية التى تحتاج إلى الفتوى، فأصدرت ما يُجاوز المليون فتوى بطرق متنوعة، شفهيّة ومكتوبة وهاتفيّة وإلكترونية، وحتى تواصل الحديث عن طريق السوشيال ميديا.
 
ولأنّ الفتاوى المتشددة والآراء الشاذة أصبحت شائعة ومنتشرة، ولوحظ لها آثار سلبية على المجتمعات والدول، فسعت الدار إلى رصد تلك الفتاوى والآراء وعمل ردّ علمى عليها ومجابهتها بالحجج والبراهين، ووضع خطط عملية للتقليل من ذيوعها وانتشارها بما يعكس النظرة السلبية للدين فيما بات يُعرف بـ«ظاهرة الإسلاموفوبيا».
 
وفى مجال تدريب المفتين عملت الدار على تدريب المتين المصريين من خريجى الكليات الشرعية، ولم تُهمل الحضور الدولى، فاستقبلت متدربين من دول مختلفة كإندونيسيا، وماليزيا، وقرغيزستان، وتايلاند، واليمن، وأفغانستان، والفلبين، وباكستان، وغالب دول أفريقيا، لتدريبهم على منهجيّة الإفتاء، وتحسين مهاراتهم ومعارفهم الإفتائية.
 
وفى إطار الحضور المحلّى والسعى المجتمعى للدار سعت إلى ترسيخ كيان الأسرة، باعتبارها نواة المجتمع وحصنه الحصين، فبدأت بتدريب وتأهيل المقبلين على الزواج، كما سعت إلى حل مشكلات تتعلق بالأسرة عن طريق الإرشاد الأسرى التوعوى المبنى على الخبرات.
 
ورأت الدار أن الحضور والانتشار على صفحات التواصل الاجتماعى أصبح من الضرورات، نظرا للخلط والتخليط الذى يحدث فى سرعة الأحداث اليومية، فسعت الدار إلى الوصول إلى كافة الفئات والطبقات بتنوع أداة التوصيل عن طريق البوستات أو الفيديوهات أو الموشن جرافيك أو البث المباشر اليومى التى تتضمن كلها نشر الوعى الدينى الصحيح.
 
ولما كانت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الأداة الأكبر للتعاون الإفتائى بين دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات الإفتائية العالمية فى الدول المختلفة، شهد العام جهدا كبيرًا لها تلخّص فى عمل مؤتمر عالمى تضمنت أعماله كيفية الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى، الذى انبثق عنه وثيقة التسامح الإفتائى، مما يمهد للتقليل من حدّة التعصّب المذهبى الذى يؤدى إلى نشر الكراهية والشقاق بين الناس، ومن ثمّ كان لزاما لذلك اتخاذ إجراءات عملية فى هذا الاتجاه فنتج عنها تدشين مراصد ووحدات تعنى بدراسة التأثيرات السلبية للتعصب والتطرف ومؤشرات ذلك عالميًّا ومحليًّا، إضافة إلى الدعم الفنى لطلبة العلوم الشرعية المهتمين بالمجال الإفتائى بالموسوعات العلمية والمكتبات الإلكترونية التى تحتوى على مواد علمية قويّة تساعد فى استيعاب المنهج العلمى للإفتاء. 
 
ولأنّ الأمانة عالمية من حيث التوجّه اعتنت بوضع محرك بحثى إلكترونى مختص بالفتوى منبثق عن المؤشر العالمى للفتوى باللغات المختلفة، لملاحظة العوامل المتغيّرة فى عملية الفتوى مما يساعد وضع سياسات فكرية عملية حيال الأمر.
 
كلّ هذه الإنجازات تماشت مع رؤية الدار وهدفها ومنهجها فى تصحيح مسيرة الفتوى وبناء وعى رشيد تجاه عملية الفتوى وما ينتج عنها من آثار فى أرض الواقع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة