وأوضح أن من حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حب آل بيته ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي ” , وحب أصحابه فيقول (صلى الله عليه وسلم) : ” اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ”.
وأكد الشيخ يسري عزام أن محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) تفرج الكروب وتستر العيوب وترضي علام الغيوب ، ومن كمال الأدب معه (صلى الله عليه وسلم) التواضع بين يديه وعدم رفع الصوت في معيته (صلى الله عليه وسلم) , يقول الله تعالى في سورة الحجرات : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ” , فسبب نزول هاتين الآيتين أنه قدم ركب من بني تميم على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر: أمّر القعقاع بن معبد ، وقال عمر : أمّر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي! فقال عمر : ما أردت خلافك ؛ فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ؛ فنزل في ذلك: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ”.
وأضاف أنه من الأدب مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا تذكره باسمه مجردًا ، فالقرآن الكريم عندما تحدث عن النبي لم يذكره باسمه مجردًا , وإنما ذكره بوصف الرسالة أوالنبوة فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ” ، “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ” , ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ” , “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ” , ومن الأدب معه (صلى الله عليه وسلم) حب آل بيته الكرام , فهذا الحب لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو عطية ومنحة من الله , قال تعالى : “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” , كما أن من الأدب معه (صلى الله عليه وسلم) أن نسير على منهجه ونوافق سيرته وأن نكثر من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى نصل إلى أعلى درجات الأدب.
وأكد الدكتور ياسر مغاوري أن الأدب سلوك وشعار الأنبياء , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” أدّبني ربي فأحسن تأديبي” , فعندما قال له زيد بن سعنة يا محمد : هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: «لاَ يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِنِّي أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجْلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا أُسَمِّي حَائِطَ بني فُلانٍ». قلت: نعم. فبايَعَنِي، فأطلقت هِمْيَاني، فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا. قال: فأعطاها الرجل وقال: «اعْجِلْ عَلَيهِمْ وَأَغِثْهُمْ بِهَا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة