أكرم القصاص

السطحى والعميق فى معرض الكتاب.. سما ونجوم «الولا حاجة» يسرقون الأضواء من الثقافة!

الخميس، 30 يناير 2020 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عالم افتراضى يفرض شروطه وقواعده، تتفوق الشائعة على الخبر والنميمة على الجدية، ومن المهم أن نحاول تفهم الدور الذى تلعبه مواقع التواصل الاجتماعى وكيف تصنع نجوما وتحرقهم، من دون قواعد أو مبررات، ويصعب التوصل إلى حوارات جادة فى السياسة أو الفن أو الأفكار وسط حالة من الانقسام أشبه بمدرجات كرة القدم. لأن التركيز غالبا يكون على ما هو سطحى مثير أكثر مما هو جاد.
 
أما عن أبرز مثال أخير على هذا ما جرى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، المعرض مناسبة سنوية تضم آلاف العناوين والكتب من كافة التخصصات والأنواع سواء الجادة أو التافهة، المعتدلة والعميقة أو السطحية والمتطرفة، كتب جديدة وأخرى قديمة، وليس شرطا أن يكون الكتاب الأفضل، هم الأكثر شهرة، ربما العكس هو الصحيح، حيث يشتهر بعض من يستطيعون الدعاية وتتحول نداوتهم إلى زحام، بينما يفتقد كبار الأدباء والكتاب إلى جمهور. 
 
 وطبيعى فى ظل هذا الزحام أن تظهر كتب تافهة أو سطحية، وهى ظاهرة قائمة من سنوات، والقارئ هو الذى يحسم الأمر يشترى أو لا، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك ظاهرة صنعتها السوشيال ميديا لأنواع من الكتابات تحمل اسم أدب أو شعر، وهى خالية من هذا أو ذاك، مجرد كلمات وجمل مرصوصة، لا تحمل معنى، يتم ترويجها من خلال حملات دعائية سوشيالية. منها ظاهرة الندوات كاملة العدد والزحام من جمهور أتى للفرجة على شاعر مطرب حصل على شهرة سوشيالية، انتهت ظاهرة الشاعر ونسيه الناس لكن بقيت ظاهرة «البلالين» قائمة، حيث يمكن لمواقع التواصل أن تصنع نجما من فراغ، وهو ما رأيناه خلال السنوات الماضية فى السياسة والغناء والفن، لدرجة أن هناك شخصيات مشهورة لا يمكن معرفة ماذا تفعل وما هو دورها. 
 
ومن أهم صفات النفخ الافتراضى، هو أن آلاف العناوين فى معرض الكتاب، لكن الاهتمام الأكبر كان بعدد من الكتب لا أحد يعرف إن كانت روايات أم قصصا أم شعرا أم مقالات، وهى بالفعل كتابات تائهة وسطحية، لكنها ليست العناوين الأساسية، ولطبيعة مواقع التواصل، ترك المعلقون كل العناوين المهمة وركزوا على الكتابات الافتراضية التى تحمل نوعا من الكوميديا، وتبدو مجرد «خربشات على صفحات»، طبعا مستخدمو السوشيال ميديا يركزون على كل ماهو غريب ولافت حتى لو كان تافها.
 
 مع الأخذ فى الاعتبار أن نسبة لا بأس بها من طرح المطابع سنويا يكون دون المستوى، مع اتساع حالة النشر، من بعض دور النشر، تمارس عملا تجاريا وتنشر لمن يدفع، من دون أى اعتراض على مستوى الكتابة أو نوعها.. ناهيك عن أن عددا لا بأس به من رواد السوشيال ميديا وجدوا احتفاء ولايكات لما ينشرونه على السوشيال ميديا وتشجعوا وتحولوا من هواة إلى محترفين، لكن اللافت أن هذه الكتابات الرديئة احتلت ساحة التعليق، بينما تراجعت الكتب الطبيعية من واجهة مواقع التواصل. 
 
الغريب أن معرض الكتاب استقبل آلاف الأدباء والمثقفين من كل المدارس والأعمار، لكن ساعة واحدة حضرت فيها سما المصرى، إلى المعرض وتعمدت أن تستعرض وجودها بالتجول أمام الكاميرات، كانت كافية لجذب الأنظار إليها، سما تكرر ظهورها فى كل حدث، فعلت ذلك فى الاستاد، وبعدها فى مهرجان السينما عندما تجولت أمام الكاميرات بملابس محجبة، ونجحت فى جذب الأضواء، وعادت لتنشر فيديوهاتها. 
 
اللافت أن سما المصرى لا تقدم فنا للسينما، لكنها سرقت الأضواء فى المهرجان، وليس لها كتب ولا هى قارئة، ومع هذا جذبت الأضواء فى معرض الكتاب، ونفس الشىء فى الاستاد، فقط هى تركز على أن تظهر فى هيئة وملابس وطريقة مشى، لتصبح أكبر نجمة فى «الولا حاجة» يمكنها ببعض الجهد أن تلفت الأنظار وتصبح مجال الحديث، وهو أمر لا يقتصر على سما، ويمتد إلى نجمات أصبحن يجدن «الفوتوشيشن» من دون أن يكون لأى منهن نشاط فنى، وفى كل الأحوال تجد هذه الضجة مكانا لها، وتصنع مواقع التواصل نجوما من لا شىء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة