ميريل بونير، هي طبيبة فرنسية وصاحبة جمعية «لافي هيومن» لرعاية المحتاجين وضحايا الحروب والنزاعات في باريس، والتي أدركت منذ عام 1998، أنّ في الجزائر آلاف الأشخاص يصارعون الموت في المناطق النائية بسبب 11 مليون لغم أرضي زرعها الجيش الفرنسي على طول الحدود الشرقية والغربية فى حقبة الاستعمار الفرنسي 1830-1962، وما تزال تحصد حتى اليوم أرواح الأطفال والنساء والرجال دون تفرقة، ومن ينجو من الموت يبقى طوال حياته عاجزاً مشوهاً، وتؤمن بونير وفق ما تم نشره بصحيفة البيان الإماراتية إنّ التاريخ منسوج مع حاضرنا ومستقبلنا، وعلينا أن نتعامل معه بإنسانية.
وتقول ميريل بونير، التي تعمل طبيبة جراحة بمستشفى بيتي سالبترير بباريس أن إيمانها بالتكفير عن ذنوب أجدادها في الجزائر جاء بعد أن صادفت خلال عملها بقسم الجراحة في العام 1998، طفلة جزائرية كانت تجري عملية جراحية في محاولة لإنقاذ ساقها اليمنى من البتر بسبب لغم أرضي انفجر فيها فبتر يدها اليمنى وقدمها اليسرى، وأثر على القدم اليمنى أيضاً وعلى مناطق متفرقة من الجسم، كانت مدمرة تماماً، وصدمت عندما عرفت أنّ اللغم الذي انفجر فيها هو من مخلفات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وأشارت بونير أنه بالقراءة عن تفاصيل لعنة الالغام عرفت أن الجيش الفرنسي زرع أكثر من 11 مليون لغم على طول الحدود الشرقية والغربية للجزائر، لا سيّما أوائل القرن الماضي، وأن جهود الحكومة الجزائرية بالتعاون مع فرنسا تمكنت فقط من نزع حوالي ثمانية ملايين لغم، ويتبقى أكثر من أربعة ملايين لغم أغلبها مجهول المكان، وأن التطهير الكامل للألغام مسألة صعبة، فجاءتني الفكرة.
وأكدت، ميريل بونير، أنّها تعمل بدأب من أجل تكفير أخطاء الماضي، مضيفه "يسرني أن يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن هذه الأخطاء، ويسعدني أيضاً أنّ كثيرين في فرنسا يقرونها ويشعرون بالذنب، نحن مسؤولون عن هذه الأخطاء كبشر، وعلينا العمل معاً على تداركها وإصلاحها، نحتاج دعماً إنسانياً ومادياً وسياسياً، لإنقاذ الجزائريين من ألغام الماضي، كذلك دعماً لتعويض الضحايا، وتسهيل إجراءات علاجهم في فرنسا أو الجزائر بإمكانات جيدة، ونحتاج دعم الجميع، إلى أن ننزع آخر لغم في الجزائر.
وأضافت بونير إلى أنّها أسّست جمعية «لافي هيومن» لرعاية المحتاجين وضحايا الحروب والنزاعات أوائل العام 1999، وعملت بالتنسيق مع المجتمع المدني والجهات الحكومية المختصة في فرنسا والجزائرعلى مساعدة ضحايا الألغام في الجزائر والبالغ عددهم حوالي 8 آلاف شخص، أغلبهم من سكان المناطق الحدودية النائية.
وأشارت بدأت في التواصل مع جمعيات خيرية في الجزائر، وقمنا بعمل قوافل طبية وزيارات لعلاج الضحايا، وعالجنا كثيرين منهم في فرنسا، وتوسع نشاطنا ليشمل تقديم المساعدات المادية والعينية للضحايا، والمطالبة بتحركات واسعة للضغط على حكومة فرنسا لنزع ما تبقى من الألغام في الجزائر وحماية الأطفال والبشر عموماً في الجزائر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة