15 سنة نجاح وراء منصة جودة.. مؤسس أول موقع تجارة إلكترونية مصرى: التأثير أهم من المكسب.. قصة "مشاوير" و"كتاليست" و7 شركات و10 مجالات استثمارية.. وحيد: سنعلن قريبا عن أضخم مبادرة اقتصادية فى أفريقيا

الأربعاء، 29 يناير 2020 07:32 م
15 سنة نجاح وراء منصة جودة.. مؤسس أول موقع تجارة إلكترونية مصرى: التأثير أهم من المكسب.. قصة "مشاوير" و"كتاليست" و7 شركات و10 مجالات استثمارية.. وحيد: سنعلن قريبا عن أضخم مبادرة اقتصادية فى أفريقيا محمد وحيد المدير التنفيذى لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- محمد وحيد: بدأت العمل فى سن 19 سنة وأملك خبرة كبيرة فى التجارة والاستثمار

- المدير التنفيذى لمنصة جودة: نستهدف الربح لكن أكبر أهدافنا أن يربح الجميع أكثر

- عملت فى الاستثمار العقارى والبرمجة والأعمال الخيرية والتوصيل والتجارة والتوكيلات والاستشارات

- أملك 7 شركات كلها تكسب أكثر من "كتاليست" ومنصة جودة لكنها الشركة الأهم بالنسبة لى

- نحتاج إلى تغيير الفكر الاقتصادى واجتذاب عوائد مالية جديدة بدلا من تدوير المنتجات محليا

- إمكانات الاقتصاد والمصنعين المصريين تسمح بغزو الأسواق والمنافسة.. والعائق الوحيد أفكارنا القديمة
 
يبدو شابا حديث العمر والتجربة، لكن ملامحه المريحة وأفكاره المنطلقة تختزن وراءها كثيرا من الحكايات، فضلاً عن محطات نجاح يُمكن التوقف أمامها طويلا، ربما تكون أنجحها وأكثرها وعدًا بإحداث تحوّل فارق تجربته الأخيرة بإطلاق منصة جودة للتجارة الإلكترونية، لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة.
 
يرى محمد وحيد، المدير التنفيذى لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية، أن رهانه الجديد أهم الرهانات التى خاضها فى رحلته الاستثمارية وفترة نشاطه الطويلة فى ريادة الأعمال، ليس فقط لأنها التجربة الأولى من نوعها فى السوق المصرية، ولكن لأنها ترتكز إلى تطلعات تنموية عميقة، تسعى إلى تدشين قاطرة قوية لقيادة المشروعات المتوسطة والصغيرة إلى الأمام، وتشبيك دوائر المُصنّعين وأصحاب المنتجات، سعيًا للوصول إلى حالة من التكامل البينى، والخروج من دائرة تدوير السلع والخدمات والأموال محليًّا، باتجاه اختراق الأسواق العالمية، واجتذاب تدفقات نقدية واستثمارية جديدة.
 
محمد وحيد المدير التنفيذى لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية
 
كانت شركة كتاليست المالكة لـ"جودة" قد أعلنت مؤخرا عن انطلاق منصتها للتجارة الإلكترونية، بفتح باب تسجيل العارضين والمُصنّعين تمهيدا لإدراج منتجاتهم ضمن قاعدة بيانات المنصة، على أن يتبع ذلك الانطلاق الرسمى خلال مايو المقبل، بإتاحة المنصة تجريبيا لجمهور المستهلكين، إلى جانب استكمال أعمال التسجيل وتلقى طلبات الراغبين فى عرض منتجاتهم، وذلك وفق صيغة جديدة للتسويق الإلكترونى تستهدف تحقيق الربط بين العارضين، ليكونوا حلقات مُتكاملة ودوائر وسيطة لبعضهم، فضلا عن إيصال منتجاتهم إلى الجمهور بصورة سهلة، وكُلفة زهيدة، ومساعدة المستهلكين على الاستفادة من تلك الخدمات بصورة آمنة ومُيسّرة، من خلال آليات عديدة للسداد النقدى والإلكترونى، وشبكة واسعة من مسارات التوصيل وتسليم المنتجات، تُغلفها جميعا منظومة آمنة تماما على البيانات والأموال والمعلومات الشخصية، بعكس ما يحدث فى المنصات الكبرى التى تتيح بيانات العملاء لشركات الإعلانات مقابل تحقيق مكاسب مالية ضخمة على حساب الأمان والخصوصية.
 

منصة جودة.. الاختلاف يبدأ من الفكرة

فى البداية لم يكن الأمر مدهشا. مجرد منصة جديدة للتسويق الإلكترونى، تتوافر منها عشرات النماذج على امتداد العالم، وبعضها تضخم حتى أصبح عملاقا تصعب منافسته، لكن عندما تواصلنا مع القائمين على المنصة الجديدة، وقالوا إنهم لا يسعون إلى منافسة تلك المنصات، بل إنهم سيشجعون عملاءهم على المشاركة فيها وعرض منتجاتهم من خلالها، بدا أن الأمر مختلف عما يُمكن تصوّره بمجرد الحديث عن الفكرة، وهو ما تأكد بالاقتراب من صاحب تلك الفكرة، ومطالعة رحلته فى عالم الاستثمار وريادة الأعمال.

gawda - Final Logo - CMYK-03
 
يقول محمد وحيد، المدير التنفيذى لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية، إن باعثه الأساسى لإطلاق تلك الفكرة والعمل عليها أن يُحدث أثرا إيجابيا فى المعادلة الاقتصادية والتجارية المصرية. بدأ الأمر حسبما يشرح رائد الأعمال الشاب، عندما درس حركة المنتجات ورأس المال فى مصر، ووجد أن الحجم الأكبر من الناتج القومى يتصل بدائرة مغلقة من تدوير المنتجات والأموال داخليا، بنسبة اختراق ضئيلة للسوق الخارجية، وبتدفقات قليلة من الأموال الجديدة، ليكتشف مع التعمق فى فحص الحالة والنظر فى تفاصيلها، أن المُشكلة ترتبط بالعقلية الحاكمة لأنشطة الشركات والمُصنعين والتجار، الذين لا يتجنبون التوسع الخارجى خوفا من التكلفة مثلا، وإنما لأنهم يركنون إلى الحلول السهلة والمسارات سابقة التجربة والنجاح، وهنا تأكد أننا فى حاجة ماسّة إلى نظرة مغايرة، وخطوة جادة باتجاه تطوير الأفكار وتغيير تلك الرؤية القديمة والعاجزة عن إحراز تحولات حقيقية وعميقة فى حجم الاقتصاد وعوائده.
 
وأضاف وحيد فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "مصر محتاجة خطوة جديدة، كلنا بنبص على الدولة وهى بتشتغل وننقدها، لكن محدش فينا نجح فى تسويق الشغل وتطوير السوق وإبراز نجاح الدولة، وفى الحقيقة كلنا علينا دور إننا نشتغل ونطور حجم أعمالنا ونعمل عوائد وقيمة مضافة أكبر، خصوصا إن مشكلتنا الكبيرة فى إننا ندخل فلوس جديدة بدل ما نفضل ندوّر الفلوس بينّا وبين بعض، من هنا بصيت لفكرة التسويق الإلكترونى، وسألت نفسى إزاى يبقى عندنا موقع كبير زى أمازون، خصوصا إن عندنا تجارة إلكترونية فعلا وصفحات ضخمة على مواقع التواصل، لكن لسه مكتفين كلنا بإننا نكلم بعض".
 
وأوضح المدير التنفيذى لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية، أنه بدأ من تلك النقطة دراسة الأمر، ووجد أن السوق المصرية وحركتها التجارية تعانى مشكلات عديدة، بعضها تشريعى والبعض يخص الجمارك والبنك المركزى وغيرهما من الجهات، لكن حتى نتجاوز تلك المشكلات ونضع أقدامنا على أول طريق الحل، ينبغى أن يبدأ الأمر بصيغة عملية كاملة وقادرة على الحركة واجتذاب الشركاء، حتى نلفت نظر الدولة والمشرعين والمؤسسات المالية والاقتصادية إلى أهمية هذا الحيز، ونلمس المشكلات عن قُرب بما يسمح لنا بدراستها ووضع حلول عملية حقيقية لها، وهكذا كان قرار الانطلاق واختيار أن تكون "جودة" المحطة الأولى فى مسار تحقيق تلك الغاية المهمة.
 

منصة جودة وخريطة التجارة الإلكترونية

لا يدّعى محمد وحيد أنه يخترع أمرا جديدا، ويعرف أن فكرة منصات التسويق الإلكترونى شائعة ومنتشرة عالمية منذ سنوات طويلة، لكن الفارق الذى يميّز "جودة" عن العلامات البارزة فى تلك المساحة، أنها مجرد ركيزة اقتصادية للوصول إلى مساحة أبعد وأكثر أهمية، حسبما يؤكد المدير التنفيذى للمنصة.

 

لم يكن الأمر مجرد "فاترينة"، أو مساحة عرض إلكترونية بدلا من الأسواق والمراكز التجارية التقليدية. فما تُراهن عليه منصة جودة هو إحداث فارق عميق فى الرؤية والتفكير لدى الجمهور المستهدف، الصانع والمستهلك، وشق طريق جديدة للسوق بكاملها وليس للشركة المالكة والحسابات المالية الختامية المقيدة بالربح والخسارة. يقول محمد وحيد: "فيه نوعين من المنصات التجارية، نوع زى أمازون استهلاكى بيجيب بضاعة من كل حتة يبيعها، ونوع ترويجى داعم زى على بابا إكسبريس بياخد منتجات دولة يسوّقها للعالم، وللأسف كل المؤسسات الكبيرة فى مصر زى أمازون، لكن إحنا محتاجين النوع التانى، علشان كده قررنا تكون عندنا منصة تاخد منتجنا تظهره وتكبّره وتطلّعه برّه، ودى فكرة جودة إننا نعمل منصة كبيرة تجمع كل المنتجات، ونعمل ماكينة عمل ونظام كبير ومنضبط للتسويق والبيع والتوصيل بجودة وكفاءة، وبعدين نطلع برّه نسوّق المنتجات ونجيب تدفقات مالية جديدة".
رغم أهمية ما سبق، فإن جانبا مهما من الرهان يتبقى، وهو الجانب الكفيل بتغيير النظرة تجاه الفكرة بشكل كُلّى.
 
التصور الذى قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر لا يتجاوز حيز أن مستثمرا أسس شركة للاستفادة من فكرة التجارة الإلكترونية فى سوق لا تعرفها على نطاق واسع، بغرض تحقيق مزيد من الأرباح، لكن وحيد يرد على الأمر قائلا: "عندى 7 شركات كلها بتكسب أكتر من كتاليست وجودة، لكن الحقيقة التأثير أهم من المكسب، أكيد منصتنا هادفة للربح، لكن الهدف الأكبر هو تغيير ثقافة الناس وفكرهم، المهم عندنا يبصوا لفكرة التجارة الإلكترونية بشكل أعمق، وإحنا داخلين تحدى مع نفسنا إننا نعمل ده وندرب الناس عليه، وبعدين يبيعوا عندنا ويغزو المنصات التانية زى أمازون وعلى بابا وسوق وغيرها بمنتجاتهم، مش هنستفيد بشكل مباشر من توسعهم ده، لكن هما هيكسبوا أكتر، والسوق هتكبر والاقتصاد المصرى هيكسب وينمو، وده هيشجع دفعات تانية ويضخ صناع وحرفيين ومستثمرين صغيرين، وإحنا هنفضل نحتضن وندرب ونساعد الناس تكبر وتتوسع فى كل الأسواق".

محمد وحيد.. قصة رائد أعمال طموح

أسس محمد وحيد شركة "كتاليست" المالكة لمنصة جودة للتجارة الإلكترونية مؤخرا، لكنها ليست التجربة الأولى له فى ريادة الأعمال وإطلاق مشروعات جديدة، فقد شهدت رحلته الممتدة نحو 15 سنة فى عالم الاستثمار تأسيس عدد من الشركات، والاستحواذ على شركات أخرى، وإطلاق تطبيقات ونظم برمجة متطورة، فضلا عن العمل فى نحو 10 أنشطة استثمارية تشمل الاستثمار العقارى والتجارة والتوكيلات والبرمجيات وخدمات النقل والتوصيل وغيرها. ويقول عن رحلته: "بدأت وأنا عندى 19 سنة، كنت بعمل شركات صغيرة فى إسكندرية وأكبرها وأبيعها، وعملت شركة دعاية وإعلان صغيرة كبرتها وبعت حصتى فيها، وفى 2010 عملت شركة مشاوير للتوصيل، وحققت فيها نجاح كبير ونقلت أعمالها للقاهرة فى 2012، وبعدها توليت أعمال الأسرة فى الاستثمار العقارى وحلّيت مشاكل التعثر والضرائب وزودت حجم الأعمال وعدد الشركات، وبعدين استحوذت على كل شركات العائلة، وأسست شركة فى الاستثمار التجارى، وشركة برمجيات، وشركة توكيلات تجارية خارجية، ومكتب استشارى".
 
إلى جانب تلك الأنشطة، لا يغفل محمد وحيد البعد الاجتماعى، وربما تتسق تلك النقطة مع فكرة جودة للتجارة الإلكترونية التى تستهدف إحداث فارق تنموى يتجاوز فكرة الربحية، وفى هذا المجال يدير "وحيد" جمعية أهلية ومستشفى خيريا فى منطقة العامرية بالإسكندرية، بحجم أعمال وخدمات اجتماعية وصحية يتجاوز عدة ملايين من الجنيهات.
 
لوجو جودة
 
أما عن تجربة منصة جودة للتجارة الإلكترونية، يقول مديرها التنفيذى إنها أول مشروعات شركة "كتاليست"، وتأتى فى إطار الرؤية العامة للشركة التى تستهدف ابتكار تجربة اقتصادية وتنموية مُغايرة لصيغ العمل التقليدية، ليس بالاكتفاء بالعمل على الأنشطة والمجالات المُدرّة للعوائد فقط، وإنما بالعمل على الثقافة والبنية المعرفية للناشطين والفاعلين فى السوق، بما يقود إلى تطوير الهياكل الاقتصادية، وبالتبعية تطوير بيئة العمل وقدراتها ومواردها وعوائدها أيضا. متابعا: "مش بنخترع، لكن كتاليست دورها تعمل تجربة جديدة على السوق، وتشق طريق لتغيير فكر الناس، علشان يشتغلوا أكتر ويحققوا عوائد أكبر ليهم وللسوق، هدفنا جودة تكسب لكن فى الوقت نفسه نطوّر نظرة الصُنّاع والعارضين لفكرة التجارة، واقتحام السوق الإلكترونية، وتنمية حجم المبيعات، والمنافسة فى كل الأسواق، هدفنا تغيير طريقة التفكير والعمل، ومحور فكرنا إن سوقنا المستهدفة هى العالم كله مش مصر بس، وده يبدأ من إننا نتجمّع فى حتة واحدة".
 
وعن خطط كتاليست المستقبلية، يقول إنها تشمل تدشين عدد من الشركات بالفلسفة نفسها، عبر العمل على التغيير وإحداث فارق فى وعى الفاعلين الاقتصاديين ورواد الأعمال، وإكساب السوق المصرية مزيدا من المراكز النشطة والقادرة على التوسع الخارجى والمنافسة القوية إقليميا وعالميا، وأولى تلك الخطوات ستتمثل فى إعادة هيكلة شركة "مشاوير" وإطلاقها برؤية جديدة تسعى إلى تعظيم العوائد ووضع موطئ قدم فى الأسواق الخارجية، مضيفا: "نستعد أيضا للإعلان عن أضخم مبادرة اقتصادية للتنمية فى أفريقيا، تستفيد من فكرة منصة جودة، وتوظف قدرات القارة الضخمة فى تشبيك أطرافها وتعزيز نقاط القوة والاستفادة بكل الطاقات الإقليمية فيها لصنع موجة أفريقية واحدة وقوية، بما يكفى للتحرك باتجاه العالم". وعن تطلعاته الاستثمارية الخاصة من المشروع وتصوراته للعوائد المتوقعة يقول وحيد: "هدفنا فى كتاليست وجودة ومشاوير وغيرهم نكسب أكيد، لكن عارفين إننا هنتكلف وقت وجهد واستثمارات كبيرة قبل ما نحقق ده، وعارفين إن شركائنا من العارضين والمصنعين وأصحاب المنتجات هيكسبوا قبلنا، لكن الفكرة رهان مهم ولازم نكمله، وإذا كان عندى 7 شركات ناجحة بكسب منها، فأنا بدير كتاليست بمنطق إن التأثير والتغيير الحقيقى أهم من المكسب، ولما العجلة تدور والناس تشتغل ومنتجاتنا توصل، أكيد هنكسب إحنا كمان".
 
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة