مفاجأة.. رئيس المخابرات التركية جاسوس سابق لصالح الإيرانيين .. موقع سويدي يكشف : "فيدان" تعاون مع طهران وقدم معلومات ثمينة.. لقاء سابق جمعه بـ"قاسم سليمانى" قبل سنوات .. والقضية تم التحقيق بها عام 2010

الإثنين، 27 يناير 2020 04:30 م
مفاجأة.. رئيس المخابرات التركية جاسوس سابق لصالح الإيرانيين .. موقع سويدي يكشف : "فيدان" تعاون مع طهران وقدم معلومات ثمينة.. لقاء سابق جمعه بـ"قاسم سليمانى" قبل سنوات .. والقضية تم التحقيق بها عام 2010
كتب: أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التقى هاكان فيدان، رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركية بشكل سرى مع قاسم سليمانى، القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيرانى، في طهران عام 2014، حسب تصريحات لدبلوماسى خدم فى العاصمة الإيرانية وكان على علم بالاجتماع لموقع نورديك مونيتور السويدى.

أكد الموقع السويدى أنه تم عقد الاجتماع فى جراج للسيارات بعيدا عن أعين المتطفلين والمخابرات والأمن فى السفارة التركية. كان ذلك على هامش زيارة رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالى رجب طيب أردوغان لإيران حيث التقى بالزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي والرئيس الإيرانى حسن روحاني. لم يكن لقاء فيدان مع سليمانى ضمن المسار الرسمى لزيارة أردوغان، التى عقدت يومى 28 و29 يناير 2014.

وقال الدبلوماسي الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن تقييم الاجتماع السرى فى ذلك الوقت كان أن فيدان كان بمثابة عميل إيرانى وأنه كان يجتمع مع سليمانى لاطلاعه على سياسة الحكومة التركية.

هاكان فيدان

 وأوضح أنه تم التحقيق فى أنشطة فيدان فى تركيا كجزء من تحقيق جنائى بشأن فيلق القدس بدأ فى عام 2010، عندما حددت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، التى تراقب عمليات فيلق القدس وتحقق فى هجماتها الإرهابية فى تركيا، أصول الحرس الثورى الإيرانى التى كانت مرتبطة بفيدان.

تكشف وثيقة رسمية سرية للغاية حصل عليها موقع نورديك مونيتور السويدى كيف أن فيدان كان ينام مع العدو وتبادل معلومات سرية مع جنرالات فيلق القدس لبعض الوقت. سجلت وحدة مخابرات الشرطة، المفوضة من قبل المحكمة في 13 يونيو 2013 بالتنصت على كبار نشطاء فيلق القدس، حديث للجنرال في فيلق القدس سيد علي أكبر مير فاكيلي، الذي تم الاستماع إليه يتحدث عن كيفية حصوله على محضر اجتماع سرى لمجلس الوزراء التركى من فيدان نفسه.

تمكن المحققين الأتراك من زرع جهاز تنصت فى سيارة يقودها مساعد مير فاكيلى، هاكي سيلشوك شانلي، وهو مواطن تركى ومجرم مدان ساعد فى تأسيس شبكة فيلق القدس فى التسعينيات بموجب أوامر من الجنرال فى الحرس الثورى الإيرانى ناصر تاكيبور، تم القبض على شانلى فى 13 مايو 2000، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما وستة أشهر بتهمة التورط فى مؤامرات إرهابية تستهدف المصالح التركية والأمريكية لكن تم إطلاق سراحه فى عام 2004 عندما أقرت حكومة رئيس الوزراء حينذاك أردوغان مشروع قانون بالعفو فى البرلمان يقضى بتخفيف العقوبات على بعض المدانين.

كشف التنصت على المحادثة فى سيارة شانلي الذى كان يجلس بجواره مير فاكيلي كيف عمل الحرس الثورى الإيرانى سرا مع فيدان فى جمع المعلومات الاستخبارية عن تركيا. جرت المحادثة فى 18 يونيو 2013، بعد خمسة أيام من منح القاضى التفويض.

فيما قال مير فاكيلى لشانلى إنه تحدث إلى فيدان (الذى أطلق عليه اسم أمين) وأنه علم بالفضيحة التى حدثت خلال اجتماع لمجلس الوزراء ترأسه أردوغان في أعقاب احتجاجات جيزي المناهضة للحكومة. كان أردوغان يصر على سحق الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بالقوة الغاشمة، فى حين أن نائب رئيس الوزراء آنذاك بولنت أرينج (الذى استقال فيما بعد) وعدد آخر من الوزراء فى مجلس الوزراء أيدوا وجهة نظر التسوية مع المنظمات الرائدة التي أطلقت الاحتجاجات بشأن مشروع بناء مثير للجدل في ميدان تقسيم التاريخي في إسطنبول.

حسب نص هذه المحادثة بين مير فاكيلي مع مساعده الأيمن فى السيارة فى 18 يونيو 2013، يقول جنرال الحرس الثورى الإيرانى إنه تحدث إلى فيدان وعرف تفاصيل الخلافات داخل الحكومة من رئيس المخابرات التركية. قال مير فاكيلي: "الآغا أصبح مجنونا"، فى إشارة إلى أردوغان. سأل شانلى عن الشخص الذى تحدثه معه، ورد مير فاكيلى بقوله، "مع أمين"، الاسم الرمزى لفيدان.

لاحظ مير فاكيلى أيضا أن أردوغان كان غاضب من إيران. وقال إن الجميع كانوا يعارضون موقف أردوغان القاسى من الاحتجاجات وأن رئيس الوزراء يزيد الأمور سوء وبدلا من ذلك يجب أن يكون هادئ ويترك وزارة الداخلية تتعامل معها.

وأشارت الصحيفة إلى أن كشف فيدان للمعلومات السرية، كما وصفها المدعى العام، من مجلس الوزراء التركى يعد انتهاك واضح للقوانين التركية المتعلقة بالتجسس وأسرار الدولة. لم يكن هذا هو الدليل الوحيد، بالطبع، ضد فيدان حيث اكتشف المحققون العديد من الاجتماعات التى عقدت بين مير فاكيلى ورئيس المخابرات التركية فيدان فى عدة أماكن، بما فى ذلك مقهى يملكه عميل إيرانى آخر فى حى تشوكورامبار فى أنقرة.

وصممت المخابرات التركية غرفة تم إعدادها فى الطابق العلوى من المقهى خصيصا كدرع ضد عمليات الاعتراض والتنصت. تشير الأدلة إلى أنه فى مناسبتين على الأقل، توسط فيدان فى اجتماعات بين مير فاكيلي وأردوغان ووزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو فى أنقرة.  

بدأت التحقيقات حول دور فيلق القدس فى تركيا عام 2010، عندما أبلغت سيدة تبلغ من العمر 54 عاما هربت من زوجها المسيء، وحدة بورصة لمكافحة الإرهاب بأن زوجها، حسين أفنى يازجيوجلو، يعمل للمخابرات الإيرانية، كما قدمت الوثائق المقدمة لدعم مزاعمها. كررت السيدة فيما بعد شهادتها إلى وحدة مكافحة الإرهاب فى اسطنبول. وأدت إفادات هذه السيدة إلى إجراء تحقيق سرى لمدة ثلاث سنوات بشأن حسين أفني يازجيوجلو وشركائه واتصالاته، بما في ذلك المسؤولون الأتراك وعملاء المخابرات الإيرانية. بدأ المدعون في اسطنبول تحقيق في 8 أبريل 2011، بموجب ملف القضية 2011/762.

اتضح أن حسين أفنى يازجيوجلو كان يتواصل بشكل سرى مع فيدان. كان لديه بالفعل سجل إجرامى لتورطه فى تنظيم مظاهرة بعنوان ليلة القدس فى حى سينكان فى أنقرة فى أواخر يناير 1997، حضرها السفير الإيرانى الذى ألقى خطاب. كان يازجيوجلو مدير لإدارة التعليم والثقافة فى بلدية سينكان، ونظم حدث استخدمه الجيش كإحدى أسباب الإطاحة بالحكومة فى عام 1997.

ادعت زوجة يازجيوجلو أن لديه صلات داخل المخابرات التركية والشرطة والحكومة. احتفظ بالعديد من جوازات السفر في المنزل بالإضافة إلى التقارير التي كتبها للمخابرات الإيرانية. ادعت زوجته أن ابنها أخبرها كيف قام هو وأبيه باستكشاف مركز Çekmece للأبحاث والتدريب النووى (ÇNAEM) فى إسطنبول. وأضافت إن زوجها كان بحوزته صور للأقمار الصناعية للقنصليتين الإسرائيلية والأمريكية في إسطنبول، مع وجود علامات مفصلة على الشوارع الخلفية والشوارع الجانبية المدونة على الصور.

تضمنت الوثائق التى قدمتها زوجته خرائط عسكرية سرية للمحافظات الجنوبية الشرقية ومعلومات سرية عن الموظفين العموميين، بما فى ذلك أعضاء مجلس الوزراء وكبار أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم. توضح إحدى الوثائق كيف قام يازجيوجلو بتجنيد الشباب في منظمة إرهابية وركز جهود التجنيد على من لهم آراء معادية للولايات المتحدة. تحتوي الملاحظات المكتوبة بخط اليد التي ضبطتها الشرطة على توجيهات لإسقاط نقاط ولقاءات سرية مع عملاء المخابرات الإيرانيين. التقط شريط فيديو للشرطة لقائه مع ناصر غفارى، الممثل الأعلى لفيلق القدس فى تركيا، الذى عمل بشكل سرى كملحق سياسى فى القنصلية الإيرانية العامة فى اسطنبول.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة