كلمة الرئيس السيسي فى "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى": أى تقاعس أو تراخٍ عن تجديد الخطاب الدينى يترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء لخطف عقول الشباب.. ونحتاج حلولاً لجميع المشكلات الفقهية

الإثنين، 27 يناير 2020 03:29 م
كلمة الرئيس السيسي فى "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى": أى تقاعس أو تراخٍ عن تجديد الخطاب الدينى يترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء لخطف عقول الشباب.. ونحتاج حلولاً لجميع المشكلات الفقهية الرئيس السيسي
كتبت هند مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، كلمة، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فى المؤتمر العالمى للأزهر، والذى جاء تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامي"، وتستمر فعالياته على مدى يومى الاثنين والثلاثاء 27 و28 يناير 2020، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ونخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من دول العالم الإسلامي، كما حضر المؤتمر من مصر الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وأحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من كبار الشخصيات والمسئولين.

 

وفى بداية كلمة الرئيس السيسي، التى ألقاها رئيس الوزراء، قال: يطيب لى أن أرحب بكم جميعا، فى بلد الأزهر الشريف، أرض مصر الطيبة، التى تجلت عليها الذات الإلهية فزادتها قدسية وتشريفا وتعظيما، مُرحبا بالضيوف على أرض وطن يمد يده بالخير والسلام والمحبة للجميع، كما رحب الرئيس السيسى بضيوف مصر من علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم فى هذا المؤتمر الاستثنائي، والذى نتطلع إلى دوره الهام فى تطوير الخطاب الدينيّ؛ لدعم مسيرة الأوطان العربية والإسلامية، وبث روح العمل والجد والمثابرة، وهى كلها شروط ضرورية للتنمية الشاملة المستدامة التى نسعى لتحقيقها فى المستقبل القريب إن شاء الله.

 

وفى كلمة الرئيس السيسى بالمؤتمر، والتى ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، قال : لقد طالبتُ المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات، وفى مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف، بأن تولى الأهمية القصوى لموضوع تجديد الخطاب الديني، من منطلق أن أى تقاعس أو تراخى عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف فى تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسُنة المطهرة، ومن ثم جاء انعقاد هذا المؤتمر الحافل بهذه النخبة المختارة من كبار العلماء، ومُمثلى المؤسسات الدينية من الوزراء والمُفتين والمستشارين الدينيين من 41 دولة.

 

وأعرب الرئيس السيسي، فى كلمته، عن بالغ سروره وتقديره الكبير لهذا العمل الجليل، وتمنياته بأن تأتى نتائج هذا المؤتمر على قدر التحديات التى تُواجه عالمنا الإسلامى والعربي، وفى مقدمتها تحدى الإرهاب والتطرف، هذا الوباء الذى إن تُرك وشأنه فسوف يقضى على كل أمل فى تحقيق الاستقرار والبناء، ويحول دون تحقيق مسيرة التقدم والرفاهية.

 

كما أعرب الرئيس السيسي، فى كلمته التى ألقاها رئيس مجلس الوزراء، عن أمله فى أن ينتهى المؤتمر إلى حلول عملية لمختلف المشكلات والقضايا الفقهية والتشريعية، التى ينقسم حولها المسلمون، وتُشعل فتيل الاختلاف بينهم، مُوجها الحديث للعلماء والحضور بالمؤتمر قائلا: إننا حين نطالبكم بتجديد الخطاب الدينى فإن ذاكرتنا تعى وتستوعب نهج «النبى الكريم»- صلى الله عليه وسلّم- فى هذا الإطار، مؤكداً أن التجديد الذى نتطلع إليه ليس هو التجديد فى ثوابت الدين، ولا فى العقيدة، أو غيرها من الأحكام، التى اتفق أئمة الدين على إثباتها؛ فلا يوجد مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله يطلب تحليل الحرام، أو إباحة الكبائر، أو أى تشريع جديد يعارض القرآن والسنة الصحيحة، أو يصدم المقاصد العليا للشريعة.

 

وأوضح الرئيس السيسي، فى كلمته، أن التجديد الذى ننتظره هو التجديد فى فقه المعاملات فى مجالات الحياة العملية، ونحن متفقون على أن كثيراً من أحكام هذا الفقه تغيرت من جيل إلى جيل على مدى عشرة قرون على الأقل، فلماذا يُحرم جيلنا من هذه الأحكام التى تُيسر الحياة، وجيلنا أحق الأجيال بالتجديد لما يواجه من تحديات تتغير كل يوم بل كل لحظة، وأنتم أهل هذا العلم والمتمكنون من ضوابطه وشروطه أدرى الناس بأن من رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكاما ثابتة لا تجديد فيها وأحكامًا تتغير تبعاً للتطور، والفتوى هى الأخرى تتغيّر من بلد إلى بلد، ومن عصر إلى عصر، ومن شخص لآخر.

 

واختتم رئيس الوزراء كلمة الرئيس السيسى بالقول: إننى إذ أؤكد مرةً أخرى ضرورة موضوع "التجديد" لإنقاذ الإسلام والمسلمين، أتمنى أن يكون مؤتمركم هذا فاتحة لسلسلة قادمة من المؤتمرات فى هذا الإطار التى تتجدد عامّا بعد عام، مع دعائى للعلى القدير أن يوفقكم ويأخذ بأيديكم إلى ما فيه خير الأمّة ونفعها وصلاحها ورُقيها.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة