نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، نتائج تحقيق موسع يكشف كيف جمعت ابنة الرئيس الأنجولي السابق ثروة قيمتها 2 مليار دولار لتصبح أغنى نساء أفريقيا.
وقالت الصحيفة إن التحقيق يكشف لأول مرة كيف استفادت إيزابيل دوس سانتوس، وهي ابنة الرئيس السابق جوزيه إدواردو الذي حكم البلاد نحو 40 عاما، من تعاملات مالية معقدة لتجمع ثروتها على حساب الدولة.
ابنة رئيس انجولا
وأشارت الصحيفة إلى أن دوس سانتوس، المعروفة في أنجولا بلقب "الأميرة"، طالما نفت أن تكون قد جمعت ثروتها من الفساد والمحسوبية.
ولكن التحقيق، الذي أجرته صحيفة الجارديان وصحفيون في 20 بلدا بإشراف الهيئة الدولية للصحافة الاستقصائية، يشير إلى أن دوس سانتوس استفادت من فرص غير اعتيادية منحتها لها حكومة والدها، قبل أن يتنحى عن السلطة في عام 2017.
وتملك سيدة الأعمال، التي تقضي معظم وقتها في لندن، أسهما وأصولا في أفريقيا وأوروبا في قطاعات المصارف وتكنولوجيا الاتصالات والتلفزيون، والأسمنت والماس والمشروبات الكحولية والأسواق التجارية والعقارات.
أنجولا
واعتمد التحقيق على تسريبات تضم 715 ألف رسالة إلكترونية وعقودا وبيانات وتقارير مالية حصل عليها الصحفيون بمساعدة منظمات مكافحة الفساد في أفريقيا، التي ساعدت في إسقاط رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما.
وتقول دوس سانتوس وزوجها، رجل الأعمال وهاوي جمع التحف، سينديكا دوكولو، إن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بموظفين في شركاتهما تعرضت للقرصنة، وإنهما ضحية حملة سياسية يشنها عليهما الرئيس الأنجولي الحالي، وينفيان من خلال محاميهما مخالفة القانون، والاستفادة من أموال الدولة.
وتمكنت الجارديان خلال 7 أشهر من التحقيق بمساعدة وسائل إعلامية أخرى، منها بي بي سي ونيويورك تايمز وصحيفة إسبريسو البرتغالية، من كشف وثائق تطرح العديد من الأسئلة بخصوص صفقات تفضيلية ومعاملات بملايين الدولارات مع الدولة الأنجولية.
وتكشف الوثائق شبكة سرية قوامها 400 شركة أغلبها مسجل في الخارج مرتبطة بالسيدة دو سانتوس وزوجها دوكولو وشركائهما، بالإضافة إلى المساعدات التي تلقوها من مستشارين قانونيين ومحامين أوروبيين.
ومن أهم هذه الصفقات التي استفاد منها الزوجان شراء أسهم من شركة النفط الأنجولية التابعة للدولة "سونانجول" قيمتها اليوم 750 مليون دولار. كما دفعت شركة النفط الأنجولية عندما كانت دوس سانتوس مديرة لها مبالغ مالية قدرها 115 مليون دولار لشركات استشارية.
وكانت تقارير صحفية سابقة أشارت إلى أن إيزابيل دوس سانتوس أغنى إمرأة فى أفريقيا ، ابنة الرئيس السابق لأنجولا خوسيه إدواردو سانتوس، تمكنت من جمع معظم ثروتها، البالغة نحو ملياري دولار، بينما كان والدها خوسيه إدواردو، حاكماً لأنجولا لمدة 38 عاماً. ويقول الناقدون إن ابنته حصلت على الثروة عن طريق استغلالها لسلطة العائلة للحصول على أسهم في شركات تنجز أعمالاً في أنجولا، حيث يعيش الكثير من أفراد الشعب في حالة من الفقر.
وتقع أنجولا، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 18 مليون نسمة، على الساحل الجنوبي لإفريقيا، وهي غنية بالماس والنفط، وتعرضت الدولة لحرب أهلية استمرت 27 عاماً، انتهت عام 2002، ما أدى إلى ارتفاع كبير في عائدات النفط من ثلاثة مليارات عام 2002 إلى 66 مليار دولار في عام 2008. وتقول منظمة الشفافية الدولية، التي تحقق في فساد الحكومة، إنها صنفت أنجولا في المرتبة 165 على مؤشر الفساد ضمن 180 دولة.
ودرست إيزابيل الهندسة في جامعة كينج كولج في لندن، قبل أن تفتتح شركتها الأولى وهي في سن الـ24 عاماً، وهي عبارة عن مطعم اسمه «ميامي بيتش»، وسط الشائعات التي تقول إنها استثمرت في العقارات في لندن، حيث تكشف المعلومات الآن كيف أنها اشترت منزل كينسنجتون بمبلغ 8.65 ملايين جنيه إسترليني عام 2007.
وعلى الرغم من تقديم نفسها كسيدة أعمال عصامية، إلا أن خصومها وصفوها بالمستفيدة من أنظمة الفساد الحاكمة في إفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة