مشكلة "إحلال بيوت النوبيين" تصل البرلمان.. الإسكان توافق على تظلمات المشروع.. الأهالى لـ"اليوم السابع": "المنازل مبنية من الستينات".. والحكومة تخصص 119 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر للوحدات الجديدة.. صور

سنوات يعانى فيها سكان "تهجير النوبة" من الإهمال حتى أصبحت مساكنهم متهالكة ومتصدعة وقابلة للسقوط فوق رؤوس قاطنيها، خاصة أن هذه المساكن تعود إلى ما بعد عام 1964 وهو العام الذى يتزامن مع بناء السد العالى ونقل ما يقرب من 44 قرية نوبية خلف السد العالى قديماً إلى مركز نصر النوبة حالياً شرق محافظة أسوان.

أهالى هذه القرى، اشتكوا لـ"اليوم السابع"، حجم المعاناة السكنية التى يعيشون فيها، مؤكدين أن بيوتهم مبنية خلال فترة الستينيات أثناء فترة بناء السد العالى، وكان بناؤها بنظام البيوت القديمة التى تعرضت لعوامل الطبيعة طوال تلك الفترة من أمطار وسيول ورعد وبرق وأتربة وغيرها من تغييرات مناخية، ولم ينظر أحد من الحكومة لأبناء النوبة لتجديد وإعادة بناء هذه المساكن "على حد قولهم".

وأشار عبد الله بشير، أحد أهالى نصر النوبة، إلى أن أبناء النوبة عانوا فى هذه المناطق خاصة أن طبيعة الأرض فى مركز نصر النوبة لا تتناسب مع طبيعة الأرض التى عاشوا عليها النوبيين قبل تهجير السد العالى، حتى أن الأرض غير صالحة للزراعة فى نصر النوبة وليس لها امتداد عمرانى.

وفى بشرى سارة، أكد النائب ياسين عبد الصبور، عضو مجلس النواب عن دائرة نصر النوبة، أن الإسكان استجابت لتظلمات الإحلال بقرى نصر النوبة بعد أن تلقى عضو البرلمان ياسين عبد الصبور، عدداً من تظلمات أهالى قرى النوبة بشأن عمليات إحلال المنازل ضمن الخطة الجارية، ورغبتهم فى حال عدم تنفيذ الإحلال لمنازلهم صرف قيمة تعويض لهم، وضمت قائمة التظلمات طلبات كثيرة من شتى الأهالى بقرى: " كشتمنه ، أبو هور ، الدكه ، أدندان ، شاترمه ، دهميت ، قورته ، المضيق ، توشكى غرب".

وفور تقدم نائب النوبة بتظلمات الأهالى، أفادت مديرية الإسكان أنه بالنسبة لقرية شاترمه فهى مؤجلة وسيتم إدراج تلك المنازل التى قدمها الأهالى لنائب النوبة بها لحين البدء فيها، فضلا عن قرب إجراء إعادة معاينة لمنازل بعض تظلمات الأهالى المقدمة، وأشار مسئولى الإسكان إلى أن هناك بعض طلبات الأهالى لم تتم بالفعل معاينتها لعدم ورود كشوف بتلك الأسماء من إدارة التضامن الاجتماعى، موضحين لنائب النوبه بأن بعض التظلمات مدرجة بكشوف الإحلال "الكلى" وسيتم إعادة معاينتها مرة أخرى، وأكدت الإسكان بأن هناك تظلمات بقرية أبوهور لم تتم معاينة منازلها بسبب عدم تواجد أحد بالمسكن أثناء إجراء المعاينات بالقرية، لافتة إلى أن تظلمات توشكى تمت بناء على رأى اللجنة المختصة بالمعاينة بالإحلال الجزئى وليس الكلى.

وأوضح عضو مجلس النواب، بأن وزارة الإسكان وافقت قبل ذلك على تخصيص 50 مليون جنيه من ميزانية الحكومة لصالح خطة إحلال وتجديد المنازل النوبية المنهارة والمتصدعة بدائرة مركز نصر النوبة، مضيفاً أن المبلغ سيخصص لصالح مشروعات خطط الإحلال والتجديد التى ستنفذ هذا العام لعدد من المساكن والمنازل النوبية، متابعا: «طالبنا الحكومة بتخصيص 200 مليون جنيه لصالح إعادة ترميم وإحلال وتجديد المساكن النوبية المتصدعة والمنهارة بمختلف القرى النوبية وفقا لالتزامات الحكومة تجاه أهالى النوبة فى هذا الشأن"، مشيراً إلى أن الحكومة وعدت بتخصيص 50 مليون جنيه أخرى لاستكمال أعمال الإحلال والتجديد للمساكن، حيث أن الحكومة ستعتمد باقى المبلغ الذى طالب به النوبيين العام القادم بواقع 100 مليون جنيه لتوسعة مشروعات الإحلال والتجديد لتشمل منازل أخرى بقرى النوبة.

يذكر أن مشروع "إحلالات مساكن النوبيين" يعد ضمن مشروعات صندوق تحيا مصر، ويشمل 17 قرية، وتبلغ عدد المنازل المستهدفة 263 منزلا، ووصل الدعم المادى المقدم للمشروع 119 مليون جنيه تمت إتاحتها من وزارة الإسكان، وتتراوح تكلفة المنزل الواحد، ما بين 285 ألف جنيه وحتى 496 ألف جنيه، وتتراوح مساحة المنزل بالمشروع، ما بين 150 مترا مربعا وحتى 250 مترا مربعا، والقرى المستهدف فيها إحلال المنازل هى: "كشتمنة غرب، كشتمنة شرق، كورسكو، دابود، المالكى، الدكة، الريقة، الجنينة والشباك، توشكى شرق، توشكى غرب، أبوسمبل، توماس وعافية، جرف حسين، ماريا ومرواو، قسطل، شاترمة، أبوحنضل" بدائرة مركز نصر النوبة، وتم عمل جسات لجميع القرى بنصر النوبة قبل بدء تنفيذ المشروع، طبقاً لتوصيات تقارير التربة والأساسات المعدة من قبل مركز بحوث البناء، وبلغ إجمالى عدد المنازل التى تحتاج إلى إحلال كلى 4 آلاف منزل، وبلغ عدد المنازل التى تحتاج إلى إحلال جزئى 2890 منزلاً، وبلغ عدد المنازل التى تحتاج إلى ترميم 3724 منزلاً، وتم اعتماد مبلغ 180 مليون جنيه من وزارة الإسكان بخطة عام 2018/2019 لإحلال وتجديد 375 منزلاً فى 33 قرية.