كتاب العمة للكاتب الصحفى صفوت يوسف ومواجهات وملفات شائكة عن المصريين فى الخارج والداخل

الخميس، 16 يناير 2020 01:46 م
كتاب العمة للكاتب الصحفى صفوت يوسف ومواجهات وملفات شائكة عن المصريين فى الخارج والداخل كتاب العمة للكاتب الصحفى صفوت يوسف
بقلم علاء المهداوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت الطبعة الرسمية لكتاب العمة للكاتب الصحفى صفوت يوسف رئيس تحرير جريدة نداء الوطن، ويشارك هذا الكتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51 هذا العام.
 
WhatsApp Image 2020-01-16 at 1.14.54 PM
 
والكتاب يعتبر مواجهة حاسمة لشيزوفرنيا المجتمع المصرى، خاصة فيما يتعلق بقضايا المصريين بالخارج.
كتاب العمة يحمل على غلافه عبارة "مواقف وأحداث فى زمن تلبيس العمم"، ويحمل تشريح لواقع المصريين سواء من يعيشون على أرض مصر أو المصريين بالخارج، ويحلل الأوضاع المجتمعية من خلال رصد دقيق لسلوكيات المصريين ويكشف عن طبيعة حبهم  للسلطة أو التقرب من المسئولين وصناع القرار، وكذلك ما ينتج عن ذلك من ارتكاب جرائم وخطايا فى حق المجتمع بسبب الشللية من جانب والفساد من الجانب الآخر وقد طرح الكاتب عدة ملفات شائكة من أهمها قضايا المصريين فى الخارج، وشمل هذا الملف مجموعة من الحقائق المخيفة منها مخاطر تهدد الهوية المصرية والثقافة والانتماء الوطنى وانفصال الجيلى الثانى والثالث عن البلد الأم، وكشف عن حال العرب فى أرقام من خلال عرضه تقرير مؤتمر الحكومات على مستوى العالم الذى عقد فى دبى العام الماضى، حيث إن هناك 57 مليون عربى لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وأن 13.5 طفل عربى لم يلتحقوا بالمدارس، وأن هناك كلفة الفساد فى المنطقة وصلت إلى تريليون دولار وأن 95 مليون يعيشون تحت خط الفقر.
 
وأن 20 ألف كتاب ينتجها العالم العربى سنويا أى أقل من دولة رومانيا، وأن هناك 410 مليون عربى لديهم 2.900 براءة اختراع فقط، بينما 50 مليون كورى لديهم 20.201 براءة اختراع، وكشف الكاتب فى كتاب "العمة" عن الصراعات التى تحدث بين المصريين فى الخارج بسبب هوس التقرب من السلطة، وأن هناك من يسعى لمد جسور مع أصحاب القرار عن طريق تأسيس كيانات وهميه تتخذ من أصحاب القرار الشرعية، ما يجعلهم يستغلون اسم مصر وينتفعون فى تحقيق مكاسب مادية من وراء تلك الكيانات الظلامية، وانتشار استغلال اسم مصر فى تحقيق منافع خاصة تحت دعاوى الوطنية، وذكر الكاتب فى أحد المقالات الذى يحمل اسم المصريين فى الخارج ما بين الوطنية والادعاء :
 
المصريون الذين يعيشون فى الخارج سواء من يحمل الجنسية أو من المقيمين بشكل شرعى أو غير شرعى يحملون بداخلهم نفس الآفات المجتمعية والسلوكية من فهلوة ومظهرية وتدين شكلى وحب الذات وهوس السلطة والنفاق .. وطرح أيضا سلسلة من الأفكار لاستثمار المصريين فى الخارج من خلال نشره رسالة لأحد المصريين المهتمين ببناء المجتمع، والذى قدم مشروعا متكاملا لوزارة الهجرة لم تأخذ به والذى طالب بالاهتمام بالمصريين بالخارج، لأنهم المصدر الأول فى الدخل القومى ثم تناول الكاتب ملف الكيانات المصرية بالخارج، وسلط الضوء حول الكيانات الوهمية التى تتاجر بالمرض وذوى الاحتياجات الخاصة والفقراء.. وقال إن بعض المسئولين ليس لديهم معلومات موثقه عن حقيقة الكيانات المصرية ولا معلومات عن نشاط تلك الكيانات أو القائمين عليها، وهو ما يفتح الباب لاستغلال اسم مصر فى أعمال مشبوهة، والترويج أنهم مسنودين من الدولة.. وواصل الكاتب كشفه لتلك الكيانات وقدم تحليلا موثقا بالأرقام، وطالب الجهات المعنية بالقضاء على الفساد الوظيفى وإعلاء مصلحة الوطن، وتحدث عن فوضى الألقاب وممارسة الخداع المجتمعى بمهن ومسميات وهمية ورحلة البحث عن لقب أو شراء لقب من أجل الترويح والانتشار والتلميع.
 
وتناول أيضا فلسفة العمل الدبلوماسى واستخدام القوة الناعمة متمثلة فى الفن والثقافة لتحقيق طفرات بين الجاليات الأخرى، وضرب عدة أمثلة بالجالية الهندية التى نجحت من جذب ما يقرب من 300 ألف سائح أمريكى للهند.
 
وتناول مشكلات من الواقع المصرى منها قضايا الإعلام والحريات وقام بتشريح الإخفاق الإعلامى وهشاشته، وقال صناعة إعلام فاشل لا تتطلب بذل جهد لوجود النفاق والمصلحة والتربيطات لاتفاق المصالح، وكذلك قضايا المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية التى تقع تحت طائلة القانون بممارسات خاطئة واستغلال مشاعر المصريين فى التربح.. وقام بسرد العشرات من الجرائم التى ارتكبت باسم الجمعيات الوهمية وأساليب النصب.
 
WhatsApp Image 2020-01-16 at 1.14.55 PM (1)
 
ثم تناول ملف قضايا الأمن القومى متمثلة فى البناء العشوائى والبناء المخالف وما يترتب عليه من إهدار مال الدولة، وتهالك البنية الأساسية وتهديد أرواح الآلاف من المواطنين.. واستعرض إيضا كارثة التوك توك وعمل الأطفال والتسرب من التعليم وتعاطى المخدرات مع تنامى معدلات الجريمة من سرقة وخطف واغتصاب.. ثم كان القسم الأخير من الكتاب وهو كتابة التاريخ وطرح الكاتب عدة أسئلة من له حق كتابه التاريخ وكيف يكتب التاريخ ومتى؟
 
واستعرض عدة نماذج من التاريخ الحديث تمت كتابته تحت تأثير الحاشيات أو القرارات السياسية، مما أدى إلى طمس الحقائق وبتر التاريخ والأحداث، وقال من السهل أن تعتنق مبادئ، ولكن من الصعب الاستمرار عليها ومن المقالات المهمة بالكتاب المرتزقة وجرائم صناعة الخداع. 
 
WhatsApp Image 2020-01-16 at 1.14.54 PM (1)
 
وقام بتشريح للواقع الدينى والسياسى والعلاقة بينهما وقال المرتزقة هم من ينتفعون من العلاقة بالدين والسياسة، وهم بلا أدنى مقومات اللهم إلا الانتهازية والخضوع والمديح وركوب الأمواج لتحقيق المكاسب.
 
كتاب العمة يستحق القراءة لما يناقشه من ملفات مسكوت عنها وقضايا شائكة.. 
 
جدير بالذكر أن الكاتب رغم كونه صحفى وله باع طويل فى العمل الإعلامى  ورئيس تحرير صحيفة نداء الوطن الدولى التى تصدر بأمريكا، إلا أن روح البحث والتحليل والتشريح هى التى أضفت عمقا فى عرضه القضايا المطروحة بواقعية شديدة، ولغة عامية سلسة تعبر عن البيئات المختلفة.. الكتاب يحمل جرأة كبيرة وجلدا للذات وتشريحا واقعيا لواقع شديد الصعوبة.
 
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة