أكرم القصاص - علا الشافعي

هابيل وقابيل فى الكتب غير المقدسة.. 4 حكايات عن حقد الأخوة فى الحضارات القديمة

الثلاثاء، 14 يناير 2020 06:00 م
هابيل وقابيل فى الكتب غير المقدسة.. 4 حكايات عن حقد الأخوة فى الحضارات القديمة أوزوريس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جرائم قتل الأخ بشعة، بالتالى سنجد صعوبة فى تجاوز الجريمة التى وقعت فى قرية حفنا التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حيث قتل طفل شقيقه الطفل، مما يذكرنا بقصة قابيل وهابيل فى التراث الإنسانى والدينى، بكل أبعادها وحضورها فى الكتب المقدس والحضارات القديمة.
 
 
والملاحظ أن قصة هابيل وقابيل لم تكن حاضرة فى التوراة والقرآن فقط بل يمكن أن نجدها فى كل التراث الشرقى القديم، ومن ذلك:
 

ست يقتل أوزوريس فى الفرعونية 

اشتهرت قصة إيزيس وأوزوريس وست  وقد وجدت فى أجزاء متفرقة من أوراق البردى، لأن القصة الأشمل دونها المؤرخ اليونانى الشهير "بلوتارخ" عام 100م، والذى عنونها بـ"إيزيس وأوزوريس"، حسب ما جاء فى كتاب "الأساطير المصرية القديمة" لـدون ناردو.

  تبدأ القصة بالحديث عن العصر الذهبى لمصر، حين قرر مجلس التاسوع أن ينصب أوزوريس وإيزيس ملكا وملكة، أوزوريس هو من علم المصريين الزراعة والحصاد، وإيزيس هى الملكة الحكيمة الصلبة، ملمحًا إلى أن النقوش أظهرت أوزوريس باللون الأخضر، حيث اعتبر فى تلك الفترة إله الخضرة والخصوبة والنماء.
 

 ست
 

تروى القصة أن الإله أوزوريس استطاع فى فترة وجيزة أن يحقق الرخاء والاستقرار لشعبه، فغادر البلاد فى رحلة لنقل التجربة المصرية إلى خارج مصر، لتخلفه إيزيس فى حكم البلاد، وكان خروج الإله أوزوريس فى رحلة طويلة من الأمور التى أثارت حفيظة وحقد أخيه ست عليه، فهو قاب قوسين أن يصبح حاكما للعالم وليس مصر وحدها، وبدأ ست يفكر فى انتهاز الفرصة والانقلاب عليه، ولكن يقظة وحكمة إيزيس ردعته حتى عاد أوزوريس من رحلته الخارجية.

وبعد فترة، خرجت إيزيس فى رحلة قصيرة، فانتهز ست الفرصة وتودد إلى أوزوريس ثم أعلن إقامة كرنفال كبير على شرف أخيه الملك، أوزوريس الطيب استجاب ولبى الدعوة وحضر الحفل الذى احتشد فيه الناس، لأن ست أعلن عن مفاجآت ومكافآت خلال الحفل، وأثناء الرقص والغناء، وبينما أفرط معظم الحضور فى شرب الجعة، دخل عمال ست وهم يحملون تابوتا جميلا مصنوع من خشب الأبنوس المذهب ومرصع بالأحجار الكريمة، وأعلن ست على الحاضرين أن يجربوا التابوت فإن ناسب أحدهم فيأخذه كجائزة، وبينما تتوالى محاولات ضيوف الحفل الفاشلة لتجربة التابوت – إذ أن ست صمم تابوتا لا يناسب إلا أوزوريس- كان حراس ست يحجبون الرؤية عن العامة، وحين جاء دور أوزوريس لتجربة التابوت، ناسبه تماما، وهنا أسرع ست بمعاونة رجاله فى إحكام إغلاق التابوت، ثم قام بصب الرصاص المنصهر عليه، حتى لا يفتح أبدا، وحمله رجاله وألقوه فى النيل، ليتنفس ست الصعداء قائلا:

"أخيرا تخلصت من ذلك المحسن عديم الفائدة، واستطيع أن استمتع بما كان يجب أن يهبه رع لى منذ البداية"، ثم أعلن ست نفسه ملكا للبلاد.

فى الحضارات الشرقية:
 

توجد ثلاثة قصص سومرية تشابه قصة هابيل ومن هذه القصص السومرية، حسبما ورد فى حسب كتاب مغامرة العقل الأولى لفراس السواح.

 

قصة ايميش وانتين 
 

 تبدأ هذه القصة عند الإله أنليل الذى يرغب فى غمر الأرض بالخضرة والمزروعات والأشجار وتربية الحيوانات، فيخلق لهذه الغاية الأخوين (ايميش) الراعى و(انتين) المزارع، فيقوم الأول بتكثير المواشى وإنتاج الحليب والسمن والبيض، بينما يقوم الثانى بنشر المزارع على الأرض وتنمية الحبوب ورعاية الأشجار، ولكن خصاماً يحدث بينهما، ويدخلان فى مشادات ومناظرات عديدة، تنتهى بأن يتحدى "ايميش" الراعى أخاه انتين المزارع ويذهبا إلى الإله انليل ليعرفا من هو المفضل عنده، ويذهبان إلى مدينة نيبور ويعرض كل منهما قضيته على أنليل، حيث أن الإله أنليل يعلن صراحة أنه يفضل المزارع، إلا أن الأخويين يتعايشان معاً بدون مشكلة وينتهى الخصام بينهما، لأن الإله أنليل اتخذ قراره، وقراره لا راد له.

 

 

عشتار
 

 

قصة لهار واشنان 

قامت الآلهة السومرية بخلق الإله "لهار" وأخته الإلهة أشنان لتأمين الغذاء والكساء لهم، ولكن الآلهة لم تستفد من خدمتهما إلا بعد أن خلقت الإنسان، فبعث بهما إلى البشر لتعليمهم الزراعة وتربية الحيوانات والكتابة والفنون والنار وغيرها، فكانت مهام "لهار" هى تكثير المواشى ومنتجاتها على الأرض، بينما أشنان فكانت تزيد من غلال الأرض ومنتجاتها ولكن حدثت بينهم مشكلة حول أيهما الأفضل، ولذلك يقومان بالاحتكام إلى الآلهة، فيحكم الإله إنليل والإلهة أنكى لأشنان المزارعة بالغلبة والتفوق .

 

قصة انكمدو دوموزى 

 كانت اينانا (عشتار) تبحث عن زوج، فيتقدم لطلب يدها دوموزى الراعى (تموز) وانكمدو المزارع، وهى كموقف أولى منها تفضل المزارع انكمدو، لأن أخاها الإله أوتو (إله الشمس) يحضها على الزواج من دوموزى الراعى ويطلب منها تفضيله على المزارع (انكمدو)، وبعد أن يتقدم الطرفان بذكر محاسنهما إلى الإلهة اينانا، وتقوم هى بتفضيل دوموزى الراعى على المزارع وتتخذ منه زوجاً لها، إلا أن هذا الانتصار لدوموزى الراعى ما هو إلا بداية الكارثة لدوموزى الذى أرسلت به اينانا فيما بعد إلى العالم الأسفل لينوب عنها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة