قال محمد ربيع، الخبير في الشئون التركية، إن الغزو والعدوان التركي على الأراضي الليبية والسورية كانت به بخسائر كبيرة، خاصة وإن كان الغازي لا يتعلم من التاريخ ويدرك أن الشعوب العربية هي شعوب أبية ورافضة للاستعمار والاحتلال، لافتا إلى أن تركيا لا تزال تتكبد خسائر من أجل طموحات وهمية لا يمكن تحقيقها ويبدوا أن أردوغان أصبح غير مدركا للواقع العربى الذي رفض كل المخططات التركية لإعادة إحياء الدولة العثمانية السبب الرئيسى فى كثير من المشكلات العربية الآن.
وأضاف الخبير في الشئون التركية فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن تكلفة التدخل التركى فى الشمال السورى كانت باهظة للغاية خاصة في ظل حالة من الرفض الشعبي لمثل هذا التدخل، بالإضافة إلى سوء الأوضاع المعيشية في البلاد أردوغان، فخسائر تركيا نتيجة التدخل في الشمال السوري زادت من حدة الأوضاع، فبحسب إحصائيات وتقارير حول مجمل الخسائر في الشمال السوري لاحظ أن تركيا حققت في أول أسبوع منذ هجومها علي شمال سوريا خسائر في الأرواح؛ حيث تسبب بمقتل 6 جنود أتراك، بينما أعلن أردوغان أن الجيش التركي خلال عملية التدخل في الشمال السوري قدم قدم 7 قتلى و95 مصابا، موضحًا أن "الميليشيات" التي شاركت إلى جانب القوات التركية في العملية العسكرية، قتل منهم 96 ، وتم وإصابة 374، في حين رصدت تقرير اعلامية أن اردوغان خسر قرابة 7 مدرعات في الشمال السوري.
وتابع: ضمن هذه الخسائر فرضت عقوبات علي تركيا من أمريكا والاتحاد الأوروبي وشملت هذه العقوبات وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية في تركيا، وقرر ترامب وقف مفاوضات تجارية مع تركيا، وأعاد فرض رسم جمركي بنسبة 50% على واردات بلاده من الصلب التركى، كما أعلنت كلا من هولندا، وفرنسا، وبريطانيا، و إسبانيا، وألمانيا وعدد من الدول الأوروبية وقف تصدير السلاح إلى تركيا (وتعد تركيا أكبر مشتري للأسلحة الألمانية داخل حلف شمال الأطلسي، حيث بلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية عام 2018 إلى تركيا 242,8 مليون يورو، ما يساوي ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية 770,8 مليون يورو).
ولفت إلى أنه ضمن هذه الخسائر حظي الاقتصاد التركي بمزيد من الخسائر الاقتصادية نتيجة التدخل في الشمال السوري؛ حيث هبطت الليرة التركية بأكثر من 5 % في أعقاب الغزو العسكري التركي في سوريا لتصبح الأسوأ أداء بين العملات الرئيسية في العالم، في حين أعلنت مجموعة "فولكسفاغن" الألمانية لصناعة السيارات، أنها علّقت قرارها بشأن إنشاء معمل جديد لها في تركيا، معربة عن قلقها حيال الهجوم الذي تشنّه أنقرة على القوات الكردية في شمال شرقي سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة