العاهل الأردنى فى حوار لـ"فرانس 24": الإطاحة بأنظمة الحكم تحد يواجه العالم كله حال عدم منح فرص عمل للشباب.. العراق دفع ثمن صراع أمريكا وإيران وانقسامه سيعيد "داعش".. وتدخل تركيا فى ليبيا يخلق ارتباكا بالمنطقة

الإثنين، 13 يناير 2020 02:00 م
العاهل الأردنى فى حوار لـ"فرانس 24": الإطاحة بأنظمة الحكم تحد يواجه العالم كله حال عدم منح فرص عمل للشباب.. العراق دفع ثمن صراع أمريكا وإيران وانقسامه سيعيد "داعش".. وتدخل تركيا فى ليبيا يخلق ارتباكا بالمنطقة الملك عبد الله الثانى العاهل الأردنى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وكلاء إيران هددوا أهدافا بالأردن العام الماضى ولم يحدث شئ

العالم سيفتقد قدرة السلطان قابوس على التقريب بين الشعوب

حديث إسرائيل عن ضم الضفة الغربية سببه موسم الانتخابات

لا نعرف موعدا محددا لإعلان خطة ترامب لصفقة القرن

بشار الأسد الأقوى على أرض الواقع وعودة العلاقات الدبلوماسية لن يكون سريعا

عبء اللاجئين السوريين اضطرنا للاقتراض من المجتمع الدولى ومحبطون من قلة الدعم الأوروبى

 

 

تعانى المنطقة العربية والشرق الأوسط بأكمله جملة من التوترات والملفات الساخنة التى تؤرق القادة العرب بل وقادة العالم أجمع، ولعل أبرز تلك التطورات الخطيرة التى تشهدها الدول العربية هى تزايد حدة الصراع الأمريكى الإيرانى الذى تفاقم بشكل مخيف بعد اغتيال الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني، وما تبعه من هجمات صاروخية إيرانية على أهداف أمريكية فى العراق.

 

التوتر الأمريكى الإيرانى الذى تخوف كثيرون من أن يكون شرارة حرب عالمية ثالثة، إضافة إلى ملف مكافحة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابى، هذا إلى جانب القضية الفلسطينية التى تمثل القضية العربية الأولى لكافة زعماء العالم العربى، جميعها ملفات يحملها معه الملك عبد الله الثانى، العاهل الأردنى، خلال جولة أوروبية يجريها خلال الأيام القادمة تشمل بروكسل وستراسبورج وباريس.

 

وقبل انطلاق العاهل الأردنى فى جولته الأوروبية، أجرت قناة "فرانس 24" مقابلة مع الملك عبد الله الثانى، ركزت خلالها على جملة من القضايا المرتبطة بالشأن المحلى والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وإلى نص الحوار الذى أجراه الإعلامى مارك بيرلمان، مع الملك الأردنى.

حوار العاهل الأردنى مع قناة "فرانس 24"
حوار العاهل الأردنى مع قناة "فرانس 24"

 

س: هل نحن على حافة حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران؟
 

أعتقد أن الإجابة الأولى على ذلك هى أننى آمل ألا نكون كذلك، سأتوجه إلى بروكسل وستراسبورج وباريس خلال الأيام القليلة القادمة، للتواصل مع أصدقائنا القادة فى أوروبا لنستعرض عدة مواضيع فى منطقتنا وننسق حيالها، ومن الواضح أن ما يشغل بال الناس هو ما يحدث بين إيران والولايات المتحدة.

 

حتى الآن، يبدو أن هناك تهدئة، ونرجو أن يستمر هذا التوجه، إذ لا يمكننا تحمل عدم الاستقرار فى منطقتنا، الذى يؤثر على أوروبا وبقية العالم، مباحثاتنا ستتناول إيران بشكل كبير، ولكنها ستتمحور أيضا حول العراق، لأننى أعتقد فى هذه المرحلة، وفى نهاية المطاف، إن الشعب العراقى هو الذى قد عانى ودفع الثمن، ويستحق الاستقرار والمضى نحو المستقبل، كما أن النقاش فى أوروبا سيتركز على كيفية دعم الشعب العراقى، ومنحه الأمل بالاستقرار وبمستقبل بلاده، وسنناقش أيضا كل المواضيع التي، للأسف، تشهدها منطقتنا.

 

س: هل كان قرار الرئيس ترمب بقتل الجنرال الإيرانى البارز قاسم سليمانى قرارا صائبا؟
 

إنه قرار أمريكى، وما نود نحن فعله هو التأكيد على أن هذا أمر قد حصل، ونحن الآن على أعتاب عقد جديد وليس فقط عام جديد، ونأمل أن نقوم فى الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه فى المنطقة، من خلال السعى للتهدئة والحد من التوتر.

 

إن كل شىء فى هذه المنطقة متشابك، فما يحصل فى طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذلك أعتقد أن زيارتى إلى أوروبا تأتى فى توقيت مناسب، وهناك يجب أن نبحث فى تعزيز التواصل بعقلانية واحترام، بدلا من أساليب الخطاب التى تؤجج المشاكل، وقد تقود إلى الهاوية.

5
 

 

س: ذكرت العراق، هل تخشى أن تتجه البلد مجددا إلى فترة من الانقسام الطائفى والحرب الأهلية؟
 

إنه احتمال، ولكن لدى ثقة كبيرة بالشعب العراقى.

 

س: لكنكم قلقون أليس كذلك؟
 

 يجب علينا أن نكون قلقين.. مرة أخرى، أؤمن بالشعب العراقى وقدرته على المضى قدمًا نحو الضوء فى نهاية النفق.. العراق كان يسير بقوة فى اتجاه إيجابى خلال العامين الماضيين، وأعتقد أن رحيل الحكومة أعادنا ربما خطوتين إلى الوراء، وأنا واثق بقدرة القادة العراقيين على العودة نحو الاتجاه الإيجابى.. علينا العمل بعزم للتأكد من أن الطائفية لن تكون قضية تواجهنا، ولكن مرة أخرى، سيكون هاجسى خلال المباحثات التى سأجريها فى أوروبا هو ما شهدناه خلال العام الماضى من عودة وإعادة تأسيس لداعش، ليس فقط فى جنوب وشرق سوريا، بل وفى غرب العراق أيضًا.

 

إن كان هناك انقسام فى المجتمع العراقى، فأنا متيقن أن قادة العراق سيعملون من أجل تخطيه، وعلينا التعامل مع عودة ظهور داعش، لأن هذا سيشكل مشكلة لبغداد، ويجب علينا أن نقوم بمساعدة العراقيين للتصدى لهذا التهديد، وهو تهديد لنا جميعا ليس فقط فى المنطقة، بل ولأوروبا وبقية العالم.

 

س: رحب "داعش" بمقتل قاسم سليمانى وأوقف التحالف الدولى عملياته ضد التنظيم فى العراق.. فهل فشلنا فى الحرب على داعش؟
 

أعتقد أن المنطق السليم سيسود، كما شاهدنا فيما حصل خلال الأسبوع الماضى، كانت هناك نقاشات عديدة ليس مع الولايات المتحدة فحسب، ولكن مع العديدين تحت مظلة الناتو عن كيفية الانتقال من حماية قوات التحالف فى العراق، لنوجه النقاش فى الاتجاه الصحيح وهو العمل مع العراق وآخرين فى المنطقة من أجل التغلب على داعش ومواجهة عودته فى سوريا والعراق، علمًا بأن الحديث هنا ليس فقط عن هذين البلدين، فلدينا مشكلة فى ليبيا، حيث نرى المقاتلين الأجانب الذين خرجوا من سوريا يعيدون تمركزهم فى ليبيا بقوة، ومن المنظور الأوروبى، بسبب قرب ليبيا من أوروبا، هذا سيكون محور نقاش مهم فى الأيام القليلة القادمة عن كيفية التعامل مع ليبيا، والتأكد من أننا نقوم بما هو مطلوب لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

 

س: بالحديث عن ليبيا، ما هو رد فعلك على إرسال تركيا لقوات هناك؟
 

مرة أخرى، هذا سيخلق المزيد من الارتباك، على ما أعتقد.. لقد كان هناك قرار روسى مهم اليوم، ونرجو أن يسهم ذلك فى تهدئة الأمور، ولكن عدة آلاف من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب وانتهى بهم المطاف فى ليبيا، وهذا أمر علينا جميعًا فى المنطقة وعلى أصدقائنا فى أوروبا مواجهته فى عام 2020، لأننا لا نريد دولة فاشلة فى ليبيا، ومواجهات مفتوحة أخرى للتحالف ضد المنظمات الإرهابية المتطرفة.

 

س: بالعودة لإيران، حذر ترامب من أن إيران كانت ستستهدف 4 سفارات أمريكية.. هل كانت السفارة الأمريكية فى الأردن إحدى هذه الأهداف؟ وهل رأيتم أى مؤشرات إلى أن وكلاء إيران يخططون ربما لاستهداف الأردن؟
 

كان هناك مستوى تهديد أعلى خلال عام 2019 على أهداف معينة داخل الأردن، فمن منظور عسكرى نحن فى حالة تأهب أعلى لمواجهة وكلاء قد يستهدفون.

 

س: ليس داعش.. أنت تتحدث عن وكلاء إيران؟
 

نعم، كان هذا مصدرًا للقلق، ولكن لحسن الحظ لم يحدث شىء.

 

س: ولكن كانت هناك محاولات؟
 

ليست محاولات.. كان هناك عندما نقول حالة تأهب أعلى، فهو لأننا نرصد اتصالات تتحدث عن أهداف فى الأردن، وبالتالى نتخذ الإجراءات اللازمة للرد بالشكل المناسب ونكون متأهبين لأى شىء.. لم يحدث شىء، ولكن مرة أخرى، أعتقد أنه علينا أن نعود إلى الحوار بيننا جميعًا، لأن أى سوء تقدير من أى طرف يعد مشكلة لنا جميعا، وكلنا سندفع الثمن.

 

س: تحدثت عن الهلال الإيرانى قبل سنوات ودور طهران كقوة إقليمية، وهناك احتجاجات داخل إيران حول ارتفاع الأسعار قمعت بوحشية.. واليوم نشهد احتجاجات حول إسقاط الطائرة الأوكرانية.. يبدو أن هناك تناقضا.. إيران تبرز قوتها للخارج، لكن أليس النظام الإيرانى هشًا؟
 

جيد أنك قلت ذلك، فأنا عندما قلت تلك العبارة استخدمت تعبير الهلال الشيعي، ولكن فى الواقع هو الهلال الإيرانى الذى لديه امتداداته فى العراق وسوريا ولبنان، وهو أمر كان علينا جميعا مواجهته.

 

كلنا نتابع التحديات الداخلية التى تواجه الشعب الإيرانى، وأعتقد أن الاقتصاد فى وضع صعب، وهذا يضع ضغوطات على النظام، وكما هو الحال فى منطقتنا، لدينا أكبر جيل من الشباب فى التاريخ، وجميعهم يريدون فرصا فى الحياة والاستقرار، لذا يجب علينا جميعا التوصل لطريقة من أجل العمل على اقتصاداتنا داخليا لتوفير حياة أفضل للناس، وهذا تحد كبير على ما أعتقد بالنسبة لإيران والشعب الإيرانى، الذى يستحق فرصا لحياة أفضل وللازدهار.

 

س: هل سيكون لرحيل السلطان قابوس الذى كان يشكل حلقة تواصل بين إيران وأمريكا وقع أكبر فى ظل الظروف الراهنة؟
 

بالطبع جلالة السلطان الراحل كان رمزًا، وكانت هناك صداقة وطيدة بينه وبين جلالة الملك الحسين الراحل.. كنت محظوظًا جدًا لأنى ورثت تلك الصداقة، فجلالته كان معروفًا كصوت حيادى وعقلانى وكقائد يقرب الناس من بعضهم، وبالتحديد كان حلقة قوية للتواصل ما بين إيران والعالم العربى والمجتمع الدولى.. وأنا مقتنع تمامًا أن عُمان ستستمر بالقيام بهذا الدور الإيجابى، ولكن بكل تأكيد، كان جلالة السلطان من الجيل الأخير من القادة الذين نفتقدهم، وأعتقد أن العالم سيفتقد قدرة السلطان الراحل على التقريب بين الشعوب.

 

س: نتنياهو قال إنه يريد ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها.. الحكومة الأمريكية غيرت سياستها قبل شهرين حول المستوطنات.. لكنكم حذرتم من التبعات الوخيمة إذا تمت عملية الضم، ماذا تعنى بالتبعات الوخيمة؟ هل تعنى خفض التمثيل الدبلوماسى أو قطع العلاقات؟
 

الأردن ملتزم بالسلام كخيار استراتيجى، وهو عامل مهم لاستقرار المنطقة.. نحن، وللأسف، ندرك حقيقة استمرار أجواء الانتخابات منذ عام تقريبًا، الأمر الذى يعنى أن إسرائيل تنظر إلى الداخل وتركز على قضاياها الداخلية، وبالتالى فإن علاقتنا الآن فى حالة توقف مؤقت.

 

نريد للشعب الإسرائيلى الاتفاق على حكومة فى القريب العاجل لكى نتمكن جميعا من النظر إلى كيفية المضى قدمًا.. أعلم أن حل الدولتين برأيى وبرأى معظم الدول الأوروبية هو الطريق الوحيد إلى الأمام.. أما بالنسبة لمن يدعم أجندة حل الدولة الواحدة، فهذا أمر غير منطقى بالنسبة لى، وهناك ازدواجية فى المعايير، وفئتان من القوانين لشعبين اثنين، إن هذا سيخلق المزيد من عدم الاستقرار.. الطريق الوحيد الذى بإمكاننا المضى من خلاله قدما هو الاستقرار فى الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك علينا أولا تحقيق الاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

س: ماذا لو قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية، ما هى الخطوات التى قد تأخذها فى الاعتبار؟
 

مرة أخرى، هذا ما أقوله، هناك خطاب معين صادر عن إسرائيل سببه السياسات المتعلقة بالانتخابات، الأمر الذى رفع من مستوى القلق فى المنطقة، حيث أنهم يسيرون فى معظم الوقت باتجاه غير مسبوق لنا جميعًا، وهذا من شأنه أن يولّد المزيد من عدم الاستقرار وسوء التفاهم.. أما من وجهة النظر الأردنية، فإن هذه العلاقة مهمة، ومن الضرورى إعادة إطلاق الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحوار بين الأردن وإسرائيل كذلك، الذى توقف منذ عامين تقريبا، ولذلك علينا أن ننتظر قرار الشعب الإسرائيلى.

 

س: هل العلاقة الممتدة منذ خمسة وعشرين عامًا فى أدنى مستوياتها الآن؟
 

بسبب موسم الدعاية الانتخابية الذى استمر لفترة طويلة، لم يكن هناك أى تواصل ثنائى أو خطوات ذات أثر، ولذلك عندما تكون هناك بعض القرارات والتصريحات، كما ذكرت سابقًا ضم الضفة الغربية، فإنها تولد الشك لدى الكثير منا عن الوجهة التى يسعى إليها بعض السياسيين الإسرائيليين.

 

س: بداية برئيس الوزراء؟
 

مرة أخرى، موضوع الضفة الغربية يحمل الكثير من السلبية فى العلاقات الأردنية الإسرائيلية، وعلينا أن نفهم إلى أين تتجه الأمور.. لننتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وحالما يتم تشكيل واستقرار الحكومة، عندئذ بإمكاننا أن نرى كيف سنمضى إلى الأمام.

 

س: ترامب وعد بصفقة القرن لكنه نقل السفارة إلى القدس والفلسطينيون يجزمون أنه بدلًا من العمل بصفقة القرن، فإن ترامب يعمل مع نتنياهو للقضاء على حل الدولتين.. فهل تؤمن بصفقة القرن؟
 

 لقد دارت بينى وبين الرئيس ترامب مباحثات عديدة حول هذا الموضوع.. أعتقد أنه يدرك ما هو مطلوب للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

س: ولكنه لم يتخذ أى إجراء بشأن ذلك.. أليس هذا صحيحا؟
 

نحن بانتظار الفريق للكشف عن الخطة، وبالتالى أمامنا جميعًا منطقة رمادية، لأننا إن لم نعرف محتوى الخطة - وهنا يأتى دور ليس الأردن ودول المنطقة فحسب، بل الدول الأوروبية كذلك - كيف لنا أن ننظر إلى الخطة عند الإعلان عنها، وأعتقد أنه سيتم الإعلان عنها.

 

س: هل سيتم الإعلان قبل الانتخابات الأمريكية؟
 

لا أعرف متى سيقومون بذلك، ولكن كثيرًا ما نسمع أنه سيتم الإعلان عن الخطة قريبًا.. مهمتنا وقتها هى النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، كيف بإمكاننا البناء على الخطة، وكيف يمكننا القيام بذلك للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

لذا، فإن المشكلة هنا أنه من الصعب أن نتخذ أية قرارات تخص الخطة عندما لا نعرف محتواها.. وهذه مشكلة لا تواجه الأردن فحسب، بل أصدقاءنا الأوروبيين كذلك.. وسنبحث ذلك فى أوروبا هذا الأسبوع.. نحن ندعم فكرة الجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن علينا أن نرى الخطة أولا إذا أردنا النظر إليها نظرة النصف الممتلئ من الكأس.

 

س: يبدو أن بشار الأسد انتصر، لماذا لا يتم الاعتراف بذلك؟ وبالنسبة لكم، فقد سمعت أن هناك نية لإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين الأردن وسوريا؟
 

 لقد أشرت إلى حقيقة نراها على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولى يراها أيضا كحقيقة.. إن موقف النظام أقوى الآن، وما يزال الطريق أمامهم طويلًا، ولكن يجب أن نتذكر أنه على النظام السورى التحرك نحو دستور جديد وحوكمة جديدة، مع إبقاء الجزء الثانى المتعلق بسوريا فى الاعتبار، وهو الحرب على داعش، حيث أنها عادت لتظهر مجددا، كما ذكرتَ سابقا.. ونحن نعمل كجزء من المجتمع الدولى لضمان التقدم فى المسار السياسى والدستورى نحو الاتجاه الصحيح، ولا أعتقد أن هذه العملية ستكون سريعة.. وكذلك فإن هناك تحديًا كبيرًا فى إعادة إعمار سوريا ومنح السوريين فرصة لحياة أفضل، وسيستغرق هذا الأمر وقتًا طويلًا.

 

وكما أشرتَ سابقا إلى أن هناك حقيقة على أرض الواقع علينا التعامل معها، وهذه الحقيقة لا تعنى بالضرورة ألا تكون هناك عواقب، ففى الواقع علينا جميعا أن نتحاور معا لنتأكد أن النتيجة النهائية هى ما اتفقنا عليه: دستور جديد وحياة جديدة لسوريا.

 

س: هل استئناف العلاقات الدبلوماسية فى الأفق؟
 

من وجهة نظر أردنية، هناك حوار بيننا وبين دمشق، ولكن هذا هو الاتجاه الذى تسلكه العديد من الدول حول العالم حاليا بناء على تصور دولى للاتجاه الذى تسير فيه الأمور فى سوريا.

 

س: من المقدر وجود 1.3 مليون سورى فى الأردن، وأوروبا قدمت لأردوغان منحة كبيرة لإبقاء اللاجئين فى تركيا، لكنها لم تعامل الأردن بالمثل، فهل خذل المجتمع الدولى الأردن؟

نحن نؤمن بأن اللاجئين مسؤولية المنطقة ولا نهدد بدفعهم إلى أوروبا.. أما وقد قلت هذا، فما وصل الأردن من الدعم كان الأقل العام الماضى، وهذا يعنى أننا اضطررنا للجوء للاقتراض من المجتمع الدولى لتوفير المسكن والرعاية للاجئين الذين يشكلون 20% من سكاننا.. تخيل أثر زيادة 10% من السكان على أى دولة أوروبية.

 

إننا محبطون، ولكننا ممتنون لأن هناك العديد من الدول التى تساعدنا.. ولكن تقع المسؤولية على عاتق الأردنيين فى نهاية المطاف لتأمين كل هؤلاء السوريين بخدمات التعليم والصحة والسكن، الأمر الذى يفرض علينا عبئًا كبيرًا.. والمعذرة على تركيزى على هذا الموضوع، ولكن خُذلنا بالفعل لقيامنا بالأمر الصائب.. إننا نوفر على أوروبا كمًا هائلًا من الضغط باستضافتنا اللاجئين.

 

س: هل تأمل بضمان أى التزامات من أوروبا خلال زيارتك؟
 

 يتفهم القادة الأوروبيون التحديات التى تواجه الأردن، والعديد منهم يقدم الدعم للأردن ونحن ممتنون لذلك.. وأنا متأكد بأنه سيكون هناك مباحثات حول الدعم، ولكن فى الحقيقة، نحن نشهد إنهاكًا لدى الدول المانحة وتجاه اللاجئين، والأردن يعانى نتيجة لذلك.

 

س: الاحتجاجات على الحوكمة السيئة والفساد أطاحت برؤوس الحكم فى الجزائر والسودان العراق لبنان لكن هذا لم يحدث فى الأردن.. وبينما تأمين مستقبل الشباب الأردنى يؤرقكم، فهل لديكم مخاوف مماثلة إن لم يقدم المجتمع الدولى المساعدة ليتم تنفيذ الإصلاحات؟
 

أعتقد أن النقاشات التى سنعقدها فى أوروبا ستتضمن التأكيد على أهمية تأمين 60 مليون فرصة عمل فى المنطقة للشباب فى السنوات القليلة القادمة، وإن لم نؤمّن الشباب بفرص عمل، فإن هذا تحد يواجه العالم أجمع، ولذلك نرى تلك الاحتجاجات فى كل مكان وليس فى الشرق الأوسط حصرًا، فى أوروبا وغيرها، لكن، علينا أن نعمل معًا لمنح الشباب هذه الفرص، لأننا إن لم نقم بذلك، عدم الاستقرار سيستمر، وكما قلت سابقا، إنه أمر يؤرقنى، وأنا أريد حياة أفضل للأردنيين.

 

إننا فى منطقة تسودها الصعوبات وعبء اللاجئين السوريين أثقل كاهلنا بالفعل.. لدينا خطة تعافى جيدة، فالحكومة أطلقت عدة حزم للسير بالاقتصاد فى الاتجاه الصحيح، وبدأنا برؤية نتائجها، ولكننا بحاجة إلى مزيد من الدعم من أصدقائنا فى المجتمع الدولى لنضمن، على الأقل، أن يكون الأردن نموذجًا للمنطقة على المسار الصحيح.. وكما قلت سابقًا، فإن العديد من الدول تمر بالمشاكل نفسها التى يواجهها الشرق الأوسط.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة