تعقد وزارة الأوقاف، غدا الثلاثاء، ندوة بعد صلاة العشاء، بعنوان : ” الوعى بالوطن ودوره فى مواجهة التحديات بمسجد ” عمرو بن العاص (رضى الله عنه) بمحافظة القاهرة، فى إطار التعاون والتنسيق المستمر فى ملف تجديد الخطاب الدينى.
يشارك فى الندوة كل من: الدكتور محمد الشحات الجندى (رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بدولة كازخستان، والدكتور أيمن على أبو عمر (وكيل الوزارة لشئون الدعوة)،
وشددت الوزارة، على أن انعقاد الندوة يأتى فى إطار الدور التوعوى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التى تسهم فى بناء الإنسان، وفى إطار التعاون والتنسيق المستمر فى ملف تجديد الخطاب الديني.
ويشير علماء وزارة الأوقاف، إلى واجب الوقت يحتم على جميع أبناء الوطن أن يقفوا صفًّا واحدًا، وأن وحدة الصف وتكاتف الجهود واجب الأمة فى كل زمان ومكان، وأن حب الأوطان من الإيمان والحفاظ على الوطن واجب كل إنسان.
وأكد الدكتور شوكت المصرى، أن الدين الإسلامى هو دين السلام، والسلام جزء لا يتجزأ من الإسلام، وتَرَسُّخ هذا الفعل يكون فى الشكل السلوكى لا القولى فقط، والرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء سلاما ورحمةً للبشرية ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات إلى النور حتى يصل الناس جميعا إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية فى كل تعاملاتهم فى الحياة، حيث يقول الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
كما أكد أن واجب الوقت وفقه الأولويات يحتمان على جميع أبناء الوطن المخلصين المدركين لطبيعة المرحلة أن يقفوا جميعًا صفًّا واحدًا، حتى تتحقق الكفاية لوطنهم كل فى مجال عمله، فهذا يعمل بيده، وذاك ينفق من ماله، وهذا يعلم الناس، وبهذا يتم توظيف جميع الطاقات والمواهب لخدمة الوطن، فهذا من صميم ديننا، حيث خاطبنا الله تعالى جميعًا بصيغة الجمع التى لا تستثنى أحدًا من العمل والجد، فقال سبحانه: “هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”.
وقال الدكتور عيد على خليفة، أن الإسلام حث على الاجتماع والاعتصام والوحدة، فالاجتماع والاتفاق سبيل إلى القوة والنصر، وما ارتفعت أمة من الأمم وعلت رايتها إلا بالوحدة والتلاحم بين أفرادها، وتوحيد جهودها، والتاريخ أعظم شاهد على ذلك.
وأضاف خليفة أن الإسلام دعا إلى نشر الألفة والسلام بين أبناء المجتمع على اختلاف عقائدهم، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”، ويقول سبحانه: “لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، وكان النّبى (صلى الله عليه وسلم) يتعامل مع غير المسلمين من هذا المنطلق القرآنى، فكان (صلى الله عليه وسلم) يحسن إليهم، ويقبل هديتهم، ويجيب دعوتهم، ويعود مريضهم ؛ إظهارًا لسماحة هذا الدين، وحفاظًا على وحدة المجتمع وتماسكه.
وأشار الدكتور ياسر مغاورى عبد الحميد، أن حب الوطن غريزة فطرية فى الإنسان، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه؛ لأنه مهد صباه، ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلًا، ومن أجله تضحى بكل غالٍ ونفيس، والطيور تعيش فى عشها فى سعادة ولا ترضى بغيره ولو كان من حرير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة