أبناء النوبة يعبرون عن سعادتهم بعد صدور قرار جمهورى بتخصيص أراضى لتعويضهم.. نوبيون: القرار تاريخى.. ويصب فى مصلحتنا.. وأجيال عدة انتظرته منذ بناء السد العالى وخزان أسوان.. والرئيس يسعى لحل مشكلات المواطني

أعرب عدد من أبناء النوبة لـ"اليوم السابع"، عن سعادتهم بصدور قرار جمهورى بتخصيص مساحات كبيرة من الأراضى لصالح محافظة أسوان لتوزيعها على بعض النوبيين المتضررين ممن لم يتم تعويضهم خلال الفترة السابقة على إنشاء السد العالى، ووصفوا هذا القرار بأنه تاريخى وسوف يساهم فى إنهاء جزء كبير من أزمة تعويضات النوبيين التى استمرت لسنوات طويلة وأجيال، وذلك فى ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنهاء مشكلة تعويضات النوبيين، ضمن جهوده وسعيه لحل هموم ومشاكل المواطنين.

قال المهندس جمال حسنون، رئيس الشركة المصرية النوبية لاستصلاح الأراضى فى توشكى، إن هذا القرار الجمهورى يعتبر خطوة هامة فى طريق حصول النوبيين على تعويضاتهم عن أراضيهم ومنازلهم التى ضحوا بها من أجل الوطن خلال إنشاء خزان أسوان وتعليته وإنشاء السد العالى ، مضيفاً أن هذا القرار يؤكد على الاهتمام الكبير للدولة وجديتها فى تعويض الدفعة الأولى من النوبيين المتضررين من بناء الخزان والسد العالى، وعلق قائلاً: "نتمنى أن يلى هذا القرار خطوات أخرى لاستكمال فحص باقى ملفات التعويضات خاصة بالنسبة للأهالى الذين لم يتمكنوا من تقديم المستندات المطلوبة خلال فترة التقديم".

وأشار "حسنون" إلى أن تخصيص الدولة لهذه المساحات الكبيرة من الأراضى فى مناطق خور قندى بأبوسمبل وفى وادى الأمل بوادى كركر، سوف يوفر فرص عمل كبيرة للشباب خلال الفترة المقبلة ولكن يجب فى نفس الوقت على الدولة أن توفر مصدر ثابت لمياه الرى فى وادى الأمل من أجل إقامة حياة زراعية مستقرة هناك، وحتى لا يتم اتهام النوبيين بأنهم فشلوا فى زراعة هذه الأراضى فى حالة عدم وجود مصدر دائم للرى.

وأضاف حلمى طه، من أهالى النوبة وموظف بالمعاش، أن القرار الجمهورى بتخصيص أراضى للوفاء بتعويضات النوبيين قرار رائع للغاية وسوف يساهم فى حل نسبة كبيرة من مشكلة تعويضات النوبيين التى بدأت منذ أكثر 100 عاما عندما تم إنشاء خزان أسوان فى عام 1898 ثم تعليته مرتين فى عامى 1911 و1933 ثم التهجير الأكبر فى عام 1963 مع بناء السد العالى، حيث تم حصر عدد كبير من منازل النوبيين وأراضيهم قبل تهجيرهم ،ولم يحصلوا على التعويضات بعد ذلك بسبب الظروف الاقتصادية للدولة المصرية فى ذلك الوقت، موضحاً بأن تخصيص أراضى فى مناطق متعدد فى كلا من: "خور قندى ووادى الأمل وقرى غرب سهيل وغرب أسوان وأبو الريش"، سوف يستفيد منه كلا من متضررى خزان أسوان ومهجرى السد العالى معاً.

وأشار مزمل حسن عبد الله أحد مستحقى لتعويضات فى خور قندى بأبوسمبل، إلى أنه سعيد بتخصيص مساحة كبيرة للنوبيين فى خور قندى بأبوسمبل تقدر بحوالى 12197,5 فدانا منها مساحة 6600 فدان للزراعة وباقى المساحة تستخدم فى الأنشطة غير الزراعية يعتبر بمثابة الحلم الجميل بالنسبة له، لأنه يشعر بأن جذوره كلها هناك فى هذه المنطقة القريبة من أرض أجداده النوبيين فى البلاد القديمة.

ولفت "مزمل"، إلى أن هذا القرار الجمهورى بتخصيص أراضى لتعويضات النوبيين جدد جسور الثقة بين النوبيين والحكومة ، ويعتبر قرار تاريخى بمعنى الكلمة لأن النوبيين تم تهجيرهم بقرار جمهورى فى فترة الستينيات ، وطوال هذه السنوات كان أهالى النوبة يطالبون بصدور قرار جمهورى مماثل لإعادتهم إلى ضفاف البحيرة، إلى أن جاء الوقت فى عهد الرئيس السيسى لكى يصدر قرار جمهورى بتخصيص أراضى لتعويضات النوبيين.