تولى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، عرش السلطنة العمانية، خلفًا للراحل السلطان قابوس بن سعيد، والذى رحل عن عالمنا مساء الجمعة الماضية، عن عمر يناهز 80 عامًا، بعد 50 عامًا قضاها سلطانًا للعمان فى الفترة من عام 1970، حتى عام 2020.
وتولى السلطان هيثم بن طارق، عدة مناصب قبل أن يصل كرسى السلطنة فى عمان، حيث تخرج من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة عام 1979، وحصل على دراسات عليا في الجامعة نفسها، حيث درس السياسة الخارجية، وكان أول منصب يتولاه "بن طارق"رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وهو أول رئيس للاتحاج، وهو السبب كذلك في تعيينه سنة 2010 رئيساً للجنة الوطنية المنظمة للألعاب الآسيوية.
انتقل بن طارق من قطاع الرياضة للمجال الدبلوماسي سنة 1986، حيث تولى منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ثماني سنوات (1986 - 1994). وفي سنة 1994، عينه السلطان قابوس أميناً عاماً لوزارة الخارجية، قبل أن يعين سنة 2002 وزيراً للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى تنصيبه سلطاناً لعمان في 11 يناير (كانون الثاني) 2020، ووسّع إمكانيات السلطنة في هذا المجال محاولاً المحافظة على تراثها وحمايته من جهة وتطوير ثقافة البلاد من جهة أخرى.
إلى جانب حقيبة وزارة الثقافة، تولى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، لجنة الرؤى المستقبلية التي ألقى السلطان الراحل على عاتقها مسئولية التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 204، ويركز السلطان هيثم بن طارق، على عنصر الشباب، لإعادة بعث سلطنة عمان، ففي تصريح صحفي سابق، قال خلال لقاء جمعه بشباب في إطار مشروع رؤى عُمان 2040، إنه ستتم إعادة النظر في العديد من التشريعات بعد اعتماد الرؤية، وأن البرنامج الذي تقوم عليه رؤى مستقبل عُمان هو خلاصة "ما يتطلع إليه الشباب العماني".
ويتولى السلطان الجديد مقاليد الحكم، في وقت يقف فيه الاقتصاد العماني على أعتاب مرحلة جديدة يستعد للدخول إليها بآفاق وأهداف وآمال أكبر لتحقيق الرؤية المستقبلية عمان 2040 التي يتكامل الإعداد لها خلال هذه الفترة التي ستبدأ مع بداية عام 2021، حيث يمثل عام 2020 آخر أعوام الرؤية المستقبلية عمان 2020 وآخر أعوام الخطة الخمسية التاسعة 2016 -2020.
ويتوقع العديد من الباحثين والأكاديميين الأجانب أن يقود السلطان هيثم بن طارق سلطنة عمان إلى نهضة ثقافية وإصلاح اقتصادى كبير خلال فترة حكمه، ويرى محللون أن الانتقال السريع والسلس للسلطة، يظهر أن السلطان الجديد يحظى أيضاً بالدعم الذي يحتاجه لقيادة السلطنة في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة.
قال عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ في جامعة الكويت والزميل في مركز "كارنيغي" بدر السيف، فى تصريحات لجريدة الشرق الأوسط، إن "شغف السلطان الجديد بعالم التجارة والاقتصاد سيكون محل ترحيب، خصوصاً مع ضرورة انتهاج عُمان إصلاحات اقتصادية مهمة. سيسير الخلف على طريق سلفه، ولكن تبقى خطواته القادمة محط أنظار الكثير".
قال كريستيان أولريشسن من معهد "بيكر" للسياسة العامة بجامعة رايس الأمريكية، إن حقيقة تولي هيثم لرؤية 2040 أمر مهم، وأكد أن رؤية 2040 "هي خطة إصلاح اقتصادي طويلة الأمد ستحدد ما إذا كانت سلطنة عمان ستنجح في التحول إلى اقتصاد مرحلة ما بعد النفط في السنوات والعقود المقبلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة