كاتب تركى: حكم العدالة والتنمية لم يقض على مشاكل الدولة ولكن قضى على جيرانها

الأحد، 12 يناير 2020 03:35 م
كاتب تركى: حكم العدالة والتنمية لم يقض على مشاكل الدولة ولكن قضى على جيرانها أردوغان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مقال للكاتب الصحفى درويش جمال بصحيفة بيرجون التركية تناول السياسات الخارجية الخاطئة لحزب العدالة والتنمية الحاكم والتى تسببت فى القضاء على جيران تركيا لتبقى دولة منعزلة فى المنطقة.

من ليبيا، إلى سوريا، والعراق، واليونان، وأرمينيا، وإسرائيل، ومصر، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وحتى شرق البخر المتوسط... وفى النهاية قد أفلست سياسات "العمق الاستراتيجى" للعدالة والتنمية الذى أصبحت تجر تركيا من مغامرة لأخرى. وفى نهاية الطريق الذى قالوا عنه أنه سيجعل مشاكل تركيا "صفرًا" أصبحت تركيا دولة ذات "صفرًا" من الجيران.

فعلى مدار سبعة عشر عامًا قد فتح العدالة والتنمية الذى ظل يحكم البلد وحده الطريق أمام سياسة خارجية خربة. وأصبح يجر البلاد من مغامرة إلى أخرى بسياسات مذهبية، توسعية، وعثمانية جديدة. ونتيجة لسياسته الذى أطلق عليها "العمق الاستراتيجى" قد شهدت البلاد أزمات كبيرة فى كافة النواحى والعلاقات مع كلًا من العراق، وسوريا، ومصر، واسرائيل، والشرق الأوسط بأسرة وشرق البحر المتوسط، والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية. وفى النهاية يرفع العدالة والتنمية راية الاستسلام بعد إفلاس سياسة "العمق الاستراتيجى" ليصبح فى نهاية الأعوام السبعة عشر يمتلك "ًصفرًا" من الجيران وليس "ًصفرًا" من المشاكل.

إذا نظرنا إلى الأزمات التى تسببت فيها السياسة الخارجية التركية سوف نجد أن:

 

سوريا: الحصيلة هى 4 ملايين لاجئ والآلاف الجهاديين

كانت الخسارة الأكبر والخراب الذى تسببت فيه حكومة العدالة والتنمية فى سوريا. فبعد أن كان يصف بشار الأسد بـ "الأخ" قد تغاضى عن كل هذا الجسور ليفتح الطريق أمام الإخوان المسلمين فى سوريا، بالتزامن مع الربيع العربى. وتم التدخل فى المعارك الدائرة فى الدولة بعد أن أصبح بشار الأسد الذى كان بمثابة الأخ، يوُصف على أنه "قاتل". ويتم استخدام الجماعات الإسلامية المتطرفة المختلفة فى مواجهة النظام. فمنذ اليوم الأول دعمت حكومة العدالة والتنمية الفصائل والجماعات الإسلامية المتطرفة تحت اسم "المعارضة". وعندما تعقد الوضع قامت حكومة الحزب بثلاثة عمليات عسكرية فى شمال سوريا ليتم تكوين مناطق منعزلة أو دويلات فى تلك المناطق. وتبقى الحصيلة بعد ثمانٍ سنوات 4 ملايين لاجئ والآلاف الجهاديين الإسلاميين المتطرفين.

 

ليبيا: البحث عن مغامرة فى صحارى شمال أفريقيا

كما كان الحال فى سوريا كانت أيضًا سياسة النظام الحاكم لحزب العدالة والتنمية فى ليبيا، يفتح الطريق أمام خراب استراتيجى جديد. بعد أن كان يقول "ماذا يفعل الناتو فى ليبيا" عام 2011 أثناء أحداث الربيع العربى، بعدها بإسبوع واحد فقط قام بالمشاركة فى عملية الولايات المتحدة والناتو ضد الرئيس الليبى السابق معمر القذافى. وقدمت حكومت العدالة والتنمية مساهمة كبيرة لساحة الحرب لتتحول إلى بحيرة من الدماء وحالة من عدم استقرار الوضع فى ليبيا. وبعد ذلك يقوم النظام الحاكم بحماية نظام الإخوان فى طرابلس للمشاركة فى الحرب الداخلية الدائرة فى ليبيا. وتتم الموافقة على مذكرة ليبيا والتى بمقتضاها أرسل الجنود الأتراك إلى صحارى ليبيا.

 

مصر: عشق الإخوان وحب رابعة

مرة أخرى، ودولة من دول المنطقة لا يوجد بها سفير تركى. حيث تجردت حكومة العدالة والتنمية لتتحدث باسم حركة الإخوان المسلمين، وتفتح الحرب على حكومة الرئيس السيسى عقب الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين فى مصر. وتقوم حكومة العدالة والتنمية بإغلاق السفارة هناك. وتستمر حكومة العدالة والتنمية فى حماية ودعم الإخوان المسلمين اللذين وضعتهم مصر ودول الخليج العربى على قوائم الإرهاب. حتى أن حزب العدالة والتنمية هو من اخترع إشارة رابعة كرمز لمعركة الإخوان المسلمين السياسية الدائرة.

مابين شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط عزلة "عديمة القيمة"

 

فى شرق البحر المتوسط: بقاء فى عزلة أثناء معركة التقاسم

منذ أن بدأ تقاسم الطاقة منذ عام 2009 فى حوض شرق البحر المتوسط، وتلعب حكومة العدالة والتنمية دور "المنعزل". حيث لم تتواجد حكومة العدالة والتنمية فى المفاوضات والاتصالات الرسمية بين دول شرق المتوسط مثل مصر واسرائيل وجنوب قبرص وسوريا، ليتم استبعاد حكومة العدالة والتنمية من الاتفاقيات الرسمية بين تلك الدول. لتلعب بعد ذلك تركيا دور "الخاسر" فى تلك المعركة بتوقيعها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية فى طرابلس فى نوفمبر الماضى. لتكون بذلك لا تعارض فقط دول المنطقة ولكن تعارض مراكز القوة العالمية.

 

الشرق الأوسط: نهاية حزينة لحب الإخوان

أصبح كلاُ من حزب العدالة والتنمية وقطر مركزًا لانطلاق حملات تنظيم الإخوان المسلمين فى الشرق الأوسط. ويستمر فى دعم الإخوان فى كل الأنحاء من تونس ومصر وليبيا وشمال أفريقيا وحتى سوريا. وقد انقطعت العلاقات بشكل رسمى مع القاهرة بسبب الإخوان المسلمين. وتم تنسيق سياسة مع حماس التى هى امتداد للإخوان المسلمين واستبعاد إدارة الضفة الغربية فى فلسطين. ولكن كانت فاتورة حمل علم الإخوان المسلمين فى المنطقة مكلفة للغاية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة