رواية "سيناريو وحوار" ترصد العقد النفسية التى يعانى منها الكتاب

الأحد، 12 يناير 2020 04:00 ص
رواية "سيناريو وحوار" ترصد العقد النفسية التى يعانى منها الكتاب غلاف رواية سيناريو وحوار
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثًا عن دار  الوطن للنشر والتوزيع، رواية بعنوان "سيناريو وحوار"، للكاتبة أسماء علاء الدين، وتقول الكاتبة إن الرواية تسلط الضوء على شخصية المؤلف أو المبدع بشكل عام، وما تنتابه من تقلبات وعقد نفسية، وتطرح فكرة أن السعادة لا يجدها إلا غافل أو مخدوع، وأنه كثيرًا ما تكمن السعادة الحقيقية فى الشغف وليس فى الوصول إلى الهدف، وتعرض الرواية ثلاث شخصيات، وتتعمق فى نفوسهم، من خلال علاقة ثلاثية معقدة، فهناك آسر، صاحب الشخصية النرجسية، الذى يبدو كطفل لا يرى إلا نفسه وينغلق على ذاته، أما أسما فهى تمثل الشخصية الهيسترية، التى تسعى للفت أنظار الجميع، وخاصة من أعجبت به، وهناك سعد، وهو شخصية وسواسية، يريد أن يسير الكون وفقا لما يريده، وتنتابه أفكار وافتراضات لا وجود لها، وترسم لنا الرواية صورة للعلاقة بين الشخصيات الثلاثة وطريقة تفكيرهم وتعاملاتهم مع الآخرين وتفاعلاتهم مع بعضهم.

 

أحداث الرواية:

وتستعرض الكاتبة روايتها قائلة: تبدأ أحداث الرواية ببائع كتب يتحدث إلى نفسه عن الماضى وما تؤول إليه الثورات فى البلاد التى يعانى شعبها الجهل، يأخذه من حديثه الداخلى صوت أنثوى، لنتعرف بعد ذلك على "أسما"، وهى فتاة عشرينية تهوى القراءة، وتعمل كمعالجة نفسية بمستشفى الخانكة، ندخل إلى مستشفى الخانكة من خلال عملها اليومى هناك، حيث تقابل حالات مختلفة بين الذهان والعصاب.

سيناريو وحوار
سيناريو وحوار

 

وفى خط مواز تعجب أسما بكاتب، وتحاول جاهدة البحث عنه عن طريق الإنترنت، وأيضًا لديها شعف أن يكون هو موضوع رسالة الماجستير الخاصة بها، حيث جذبها له كاريزمته التى تظهر من خلف الشاشة وحديثه الموزون وكتابته الرصينة، تتتابع الاحداث بين عمل أسما وروتين حياتها اليومية، وبين ظهور دكتور سعد - وهو ابن مدير المستشفى - الذى يعجب بها، ولكن أسما تصر ألا تكون قاطعة معه وألا "ترسيه على بر"، وبطريقة ما تعثر أسما على كاتبها المفضل، "آسر أيوب"، سيناريست موهوب يظهر على شاشة التلفاز من حين لآخر لكنه منغلق على نفسه ويصفه البعض بـ"الكاتب المغرور"، تقابله أسما عدة مرات ومن ثم تنشأ بينهما علاقة "سادو مازوخية"، فيظهر آسر بعض الوقت مسيطرًا ويحرك أسما كيفما يشاء، ومن ثم تسيطر أسما وتحرك الأحداث كما تشاء، ويحدث نوع من الشد والجذب بينهما.

أيضًا نلاحظ أن مشكلة آسر الأساسية تبدأ من عند والدته، وأنه لازال يبحث عمن تقوم بهذا الدور، نلاحظ أيضًا شغف أسما للقيام بهذا الدور محاولة الاقتراب منه، ومن هنا تبدأ نقطة التحول فى حياة أسما وسعد ووالدى كل منهما، ولكن آسر ثابت لا يتغير، تكتشف أسما مع الأيام أشياء لم تكن تتوقعها عن آسر وتحاول أن تبتعد عنه، ولكنها تصدم من أنها قد وقعت بالفعل فى شباكه، فى الجانب الآخر يسافر سعد إلى ألمانيا ويقرر التخلى عن مشاعره غير المقبولة، بعد أن صرح بها لأسما أكثر من مرة وهى لازالت تلاعبه على أوتار الانتظار والحيرة، ومع أنه يحاول مرارًا امتلاكها والتقرب منها إلا أنه يشعر بالإهانة كل مرة.

بعد عدة شهور تتقابل أسما ثانية مع بائع الكتب الذى كان يحمل سر حقيقة آسر، وهنا يبقى لأسما خيار واحد فقط، وهى أن ترحل رحيلًا بلا عودة عن فضاء آسر الذى قدسته، وفى النهاية وبعد كثير من الآلام التى يعانى منها الجميع بأسباب مختلفة، نعرفها من خلال الأحداث - يقرر سعد أن يعود إلى مصر، وتقرر أسما أن تبعد عمن وقفت حياتها من أجله، فى هذا الوقت يكون آسر أيوب قد انتهى من كتابة فيلمه الجديد.

 مع الأحداث نرى سعد فى منزل أسما يتقدم لخطبتها برغم رفض والده لهذه الزيجة، وبعد أسابيع تأخذنا الأحداث إلى قاعة فى الجامعة، حيث تحصل أسما على شهادة الماجستير بامتياز فى جو مليء بالسعادة من الجميع، ينتهى فصل النهاية على هذا، لكن دائمًا هناك بعد النهاية بدايات أخرى، فى عتبة الأحداث الأخيرة من الرواية تقابل أسما آسر صدفة في أحد المولات، يتحدثان وكأنهما لم يفترقا، لكنها تنتبه لخاتم يدها اليمنى، يدعوها لدخول فيلمه الجديد ويعطيها دعوات مجانية، تمر الأيام فنرى الجميع فى قاعة خاصة من إحدى السينمات، حيث يجلس آسر بجانب صديقة جديدة تدعى مى، ونتعرف عليها من خلال الأحداث السابقة، وفى الصف الثانى أسما بجانب سعد الذى مازال يحرك أصابعه بين أصابعها، وفى آخر القاعة تجلس داليا واضعة قدما على قدم، تتناول حبات الفشار وهى لا تبالى (نعرف من الأحداث السابقة أنها تعتبر نفسها كانت ضحية من ضحايا آسر)، تنتهي الرواية ببداية تتر فيلم آسر أيوب الجديد الذى أسماه "الحلم"، الحياة خدعة مستنين فيها الموت، سيناريو وحوار آسر أيوب.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة