أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد سعد

رحيل حكيم العرب

الأحد، 12 يناير 2020 12:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان خبر وفاته صدمة كبيرة على الجميع.. وسرعان ما نشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى اجتمعت جميعا حول الخبر المحزن.. وفاة سلطان عمان.. سلطان القلوب.
فقد كان نبأ وفات السلطان قابوس صادما للجميع دون استثناء، حيث فقدت عُمان والأمة العربية والإسلامية زعيم وقائد حكيم.. كان رمزا للمحبة والسلام.
وتفاجأ الجميع ببيان وفاته الذى كان كالصاعقة على أبناء عمان والمحبين لها، حيث رحل الأب الحنون عن أبنائه - كما يصفونه - ومن خلال إقامتى فى عمان على مدار 25 عاما لم أر شعبا يحب ويحترم قائده ووطنه مثلما رأيت هنا فى عمان.. وهذا لم يأت من فراغ.. بل عبر الإحساس الذى يشعر به أهل عمان تجاه أبيهم قابوس، ومن خلال مسيرة 50 عاما من النهضة والعطاء، شهدت السلطنة خلالها تطور فى كافة المجالات لتكون ضمن مصاف الدول المتقدمة، حيث نأى سلطان السلام بعمان عن الصراعات التى تدور فى الوطن العربي، وبحكمته المعهودة لم تشارك عُمان فى حرب ضد أى دولة ولا سفك دماء أحد.. وحقق للسلطنة المكانة والنهضة والعزة والرخاء. 
 
وقد تعلم الشعب العمانى من قائده جيدا وبحكمته ووصيته ووعيه.. تهيأ الشعب لتلقى بيان وفاته من مجلس الدفاع بعد انعقاد مجلس العائلة المالكة للاعلان عن من تنتقل إليه ولاية الحكم، وبكل سهولة ويسر انتقلت السلطة دون أن يشعر أحد إلا بالحزن على الفراق.. ورغم التوقعات بأن ما حدث سيستغرق أياما إلا أن عمان وأهلها كانوا قدوة كعادتهم فى إعلان الوفاة وتشييع الجثمان وانتقال السلطة وأداء القسم خلال ساعات بسيطة، وإن دل ذلك فإنما يدل على حب المواطن العمانى لوطنه وقائده والامتثال لوصيته، حيث كان الشعب العمانى على قناعة تامة بوصية سلطانهم واختيار قائدهم لخليفته الذى سيسير على نهجه وسياسته ويكمل مسيرة النهضة العمانية الواعدة. 
واستقبل الشعب العمانى الوصية التى تمت قراءتها أمام الجميع بكل أريحية وحب مستمتعين لتوجيهات ووصية قائدهم وابيهم قابوس، الذى اختار السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد ليكون سلطاناً لعمان. 
وما حدث أمس من أريحية وسلاسة فى انتقال السلطة يعتبر درسا ونموذجا يحتذى به فى حب الوطن والانتماء له، حيث قوبل الخبر بكل أريحية وحب وذلك لحسن الاختيار، خاصة أن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد شخصية محبوبة ومرموقة لدى الجميع، فهو خير خلف لخير سلف، وعمت حالة من التوافق والاتزان والصبر والثبات والرضا والقبول على أرجاء عمان. 
وما حدث ما هو إلا عرفاناً وامتنانًا للسلطان قابوس بن سعيد، وبقناعة راسخة لتثبيت من أوصى به فى وصيته وإيمانًا من المجلس بالحكمة المعهودة له.
 
رحم الله السلطان قابوس بن سعيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزقه وكل أحبابنا الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة