صحف العالم تودع السلطان قابوس: إنجازاته بالداخل ودوره الدبلوماسى الفريد فى المنطقة حظى باهتمام عالمى.. حرك دفة بلاده نحو الحداثة وتبنى نهجا متوازنا.. جعلها وسيطا إقليميا محايدا على الساحة الدولية

السبت، 11 يناير 2020 09:08 م
صحف العالم تودع السلطان قابوس: إنجازاته بالداخل ودوره الدبلوماسى الفريد فى المنطقة حظى باهتمام عالمى.. حرك دفة بلاده نحو الحداثة وتبنى نهجا متوازنا.. جعلها وسيطا إقليميا محايدا على الساحة الدولية السلطان قابوس
كتبت: إنجي مجدي – رباب فتحي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهتمام عالمى كبير برز على صفحات وسائل الإعلام العالمية، بخبر وفاة السلطان قابوس بن سعيد، الذى رحل عن عالمنا، صباح اليوم السبت، حيث تحدثت العديد من الصحف الاجنبية عن ما حققه سلطان سلطنة عمان لبلاده على الصعيد الداخلى، كما حظى دوره كوسيط دبلوماسى رفيع فى منطقة تعج بالصراعات، باهتمام المعلقين الغربيين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، أن السلطان الراحل حول بلاده، على مدار ما يقرب من خمسة عقود فى السلطة، إلى من جيب معزول إلى دولة متقدمة تشتهر بدور وساطة هادئ، بين الأعداء حول العالم.

وأعلنت وكالة الأنباء العمانية الرسمية وفاة السلطان قابوس الذى كان يتلقى من مرض السرطان منذ عام 2014. وتقول الصحيفة الأمريكية أن قابوس استغل الثروة النفطية لنقل بلاده من الفقر نحو التطور، مما جعله شخصا مؤثرا للغاية فى الداخل. وعلى الصعيد الدولى، استخدم موقع عُمان فى منطقة مضطربة، بجوار أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا فى العالم، ليصبح لاعبًا دبلوماسيًا سريًا ولكنه ضروريا.

ففى منطقة تعج بالطائفية والانقسامات السياسية والتدخل الأجنبى، دافع قابوس، صاحب الصوت الهادئ عن سياسة خارجية تتمثل فى الاستقلال وعدم الانحياز. وأصبح قائدًا نادرًا حافظ على صلاته بمجموعة واسعة من القوى التى تكره بعضها البعض، بما فى ذلك إيران وإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والمتمردون الحوثيون فى اليمن.

وقد أعطى ذلك عُمان دورًا مشابهًا لسويسرا فى الشرق الأوسط، حيث يمكن للخصوم الذين يقاتلون بعضهم البعض فى أماكن أخرى الالتقاء فى سلطنه عمان لإجراء محادثات هادئة. وفى عام 2011، تدخل السلطان الراحل لتحرير ثلاثة أمريكيين الذين سجنوا فى إيران بتهمة التجسس. بعد بضع سنوات، جمع بين الخصمين مرة أخرى من خلال استضافة محادثات سرية بين إيران وإدارة الرئيس الامريكى السابق باراك أوباما التى مهدت الطريق لاتفاق دولى بشأن البرنامج النووى الإيراني.

وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إن السلطان قابوس تمكن خلال فترة حكمه من توجيه دفة السلطنة نحو الحداثة بينما كان يوازن بين العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بعناية. ويعتقد أن السلطان قابوس كان فى حالة صحية سيئة وسافر إلى بلجيكا لما وصفه البلاط السلطانى بأنه فحص طبى الشهر الماضى.

ونقلت وكالة الأنباء خبر وفاة السلطان وأشادت بـ"النهضة الشامخة" التى تزعمها، وقالت إن "سياسته المتوازنة" المتمثلة فى الوساطة بين المعسكرين المتنافسين فى منطقة مضطربة اكتسبت احترام العالم. وأضافت "ديلى ميل" أن السلطان المتعلم فى بريطانيا قام بإصلاح أمة كانت موطناً لثلاث مدارس فقط. وفى عهده، أصبحت عُمان معروفة كوجهة سياحية مرحبة ومحاور رئيسى فى الشرق الأوسط. وقال السلطان قابوس لصحيفة كويتية فى مقابلة نادرة فى عام 2008 "ليس لدينا أى صراع ولا نشعل النار عندما لا يتفق رأينا مع شخص ما."

وكانت رغبة السلطان فى الحياد هى المفتاح لنفوذ عمان فى المنطقة. وفى حين أن السلطنة موطنا لنحو 4.6 مليون شخص واحتياطى نفط أقل من جيرانها، إلا أنها أثرت فى عهد السلطان قابوس بشكل روتينى فى المنطقة بطرق لم تستطع الدول الأخرى القيام بها.

ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى إن السلطان قابوس نجح على مدى حكمه الذى دام نحو 4 عقود، فى تحويل عمان، الدولة النفطية الصغيرة، إلى بلد يتمتع بدرجة من الرخاء، ويعرف بوساطته بين دول المنطقة.

يعد النفط عماد الاقتصاد العمانى ورغم أن انتاج النفط يعد متواضعا مقارنة بإنتاج الجيران فى الخليج، إلا أن صيد الأسماك والزراعة مصدرين مهمين للدخل أيضاوأوضحت "بى بى سى" أن قطاع السياحة، وهو مصدر مهم آخر للدخل، شهد انتعاشا فى السنوات الأخيرة إذ يقبل السواح على شواطئ عمان البكر وجبالها وصحاريها وعلى العاصمة مسقط بقلاعها ومدينتها القديمة المسورة. وتمكنت عمان من تجنب ظاهرة العنف والتطرف التين تعانى منهما بعض جاراتها.

ومن أقوال السلطان فيما يتعلق بالتحديث "عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد." وقالت "بى بى سى" أن السلطان قابوس ولد فى 18 نوفمبر 1940 فى مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو نجل سعيد بن تيمور الوحيد، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.

تولى حكم السلطنة عام 1970. وتعد عمان من الدول الخليجية الأكثر تمسكا بالتقاليد، كما كانت حتى سبعينيات القرن الماضى على الأقل،  تحتل عمان موقعا استراتيجيا عند مدخل الخليج فى الزاوية الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وكانت فى القرن التاسع عشر تتنافس مع البرتغال وبريطانيا على النفوذ فى منطقتى الخليج والمحيط الهندي.

ومن جانبه، علق موقع " tv5monde" الفرنسى على وفاة السلطان قابوس، وقال إن سلطان عمان حدث طوال بقائه فى الحكم بلده وجعله وسيطا إقليميا محايدا ومحترما فى الخليج وعلى الساحة الدوليةوقال الموقع إن علاقة سلطنة عمان المحايدة بالجيران ساهمت فى دفع الدول الغربية الكبرى إلى الاستعانة بها فى الملف النووى وإطلاق سراح الرهائن، وخاصة فى اليمن المجاورة.

وفى 23 يوليو 1970، تولى العرش وتعهد بتحديث البلاد وبدأ تصدير النفط. وناشد الخريجين المحليين وحث العمانيين بالخارج على العودة لتشكيل حكومة والشروع فى تنمية البلاد، والتى كانت تفتقر حينها إلى الطرق والمدارس والمستشفياتوقال المحلل العمانى أحمد على المخينى لوكالة فرانس برس "فى السنوات الأولى، ذهب من قرية إلى أخرى وتحدث كل أسبوع عبر الراديو، وكانت هذه هى الطريقة الوحيدة فى ذلك الوقت للوصول إلى جميع السكان".

قالت صحيفة "لا كروا" الفرنسية أن السلطان قابوس توفى عن عمر يناهز 79 عامًا بعد قضاء 49 عاما ظلت فيهم السلطنة دولة مستقرة ة ومحايدة فى منطقة تشهد الكثير من التوترات، لافتة إلى تولى السلطان هيثم بن طارق، ابن عمه ووزير التراث والثقافة للمنصب خلفا له.

فى أول رد فعل من زعيم غربى، نعى رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون السلطان واصفا إياه بأنه "زعيما حكيما ومحترما بشكل استثنائي" روج "للسلام والتفاهم بين الأمم". وقالت الصحيفة أن السلطان قابوس، الذى تولى السلطة فى يوليو 1970، عانى لبعض الوقت من مرض، وفقا للدبلوماسيين، كان سرطان القولون.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة