رغم الحديث عن قمة أمريكية إيرانية.. كيف يحاول نتنياهو الترويج لانتصاره الدبلوماسى؟ رئيس الوزراء الإسرائيلى رفض اتفاقية أوباما ودعا لاتفاق بديل.. ودخول اليابان على خط الأزمة يمهد لتحقيق مبادرته بدعم دونالد ترامب

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 07:30 م
رغم الحديث عن قمة أمريكية إيرانية.. كيف يحاول نتنياهو الترويج لانتصاره الدبلوماسى؟ رئيس الوزراء الإسرائيلى رفض اتفاقية أوباما ودعا لاتفاق بديل.. ودخول اليابان على خط الأزمة يمهد لتحقيق مبادرته بدعم دونالد ترامب حسن روحانى ونتياهو وترامب
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لا يمكننى أن أقرر للرئيس الأمريكى من سيقابل أو أين".. هكذا قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تعليقا على لقاء محتمل ربما يجمع بين الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الإيرانى حسن روحانى، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمقررة فى وقت لاحق من هذا الشهر، وهو اللقاء الذى ربما يفتح الباب أمام اتفاق جديد، بين الإدارة الأمريكية وطهران.

وهو ما يثير التساؤلات حول الموقف الإسرائيلى من مثل هذا اللقاء فى المرحلة الراهنة، خاصة وأن تل أبيب كانت أكثر المعارضين للاتفاق السابق، والذى تم برعاية الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وهو ما ساهم فى توتر العلاقات بصورة كبيرة بين البلدين، خلال سنوات الإدارة السابقة.

لعل التباين الكبير فى التفاعل الإسرائيلى مع الخطوات الأمريكية الإيجابية تجاه إيران، فى عهد أوباما، عنه فى عهد ترامب، يمثل دليلا دامغا على ثقة نتنياهو فى ترامب، والتحالف القوى الذى يجمع بينهما، وهو ما بدا واضحا فى اعتماد رئيس الوزراء الإسرائيلى على الرئيس الأمريكى ليس فقط فيما يتعلق بالقضايا الدولية، ولكن حتى فى معاركه الداخلية، وهو ما يبدو واضحا فى استخدام صورتهما معا باعتبارها الصورة الرسمية لحملته الانتخابية قبل الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، والمقررة فى 17 سبتمبر الجارى.

ثقة عميقة.. موقف إسرائيلى متباين

وهنا يمكننا القول بأن الثقة الإسرائيلية فى الجانب الأمريكى فى الوقت الراهن تبقى عميقة للغاية، وهو ما يدفع نتنياهو لاستخدام القمة الأمريكية المحتملة للترويج إلى نجاحه الدبلوماسى، على عكس المشهد السابق، إبان عهد أوباما، والذى اعتبرته الحكومة الإسرائيلية متخاذلا تجاه طهران، حيث رأت تل أبيب أن الاتفاق مع طهران هو بمثابة تهديدا صريحا لأمنها القومى، وربما يفتح الباب أمام نفوذ إيرانى متزايد فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى سوريا، وبالتالى اقترابها من الحدود مع إسرائيل، وهو الأمر الذى ترفضه الدولة العبرية.

الغضب الإسرائيلى من موقف أوباما تجسد بصورة كبيرة فى الخطاب الشهير الذى ألقاه نتنياهو فى الكونجرس، ليكيل فيه الاتهامات للرئيس الأمريكى السابق، مؤكدا أنه لا يحرض للحرب ضد إيران، ولكنه يسعى إلى وضع مزيد من الضغوط على طهران عبر اتفاق جديد معها، من شأنه احتواء التهديدات التى يرى أن الدولة الفارسية تمثلها على إسرائيل، وهو الخطاب الذى كان مستفزا إلى حد كبير للإدارة السابقة، والتى بدورها كالت الانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلى، لتصل العلاقة بين أمريكا وأقرب حلفائها فى الشرق الأوسط إلى طريق مسدود، فى سابقة لم تشهدها العلاقات بين البلدين منذ عقود طويلة من الزمان.

اتفاق جديد.. مبادرة أول من أطلقها نتنياهو

إلا أن المفارقة المثيرة للانتباه هى أن نتنياهو كان أول من اقترح فكرة "الاتفاق الجديد"، ليأتى بعد ذلك ترامب، ويعلن رغبته فى إبرام اتفاق جديد مع طهران، يمكن من خلاله تقييد قدرات التسليح لدى طهران، عبر إجبارها على التوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى احتواء دورها المزعزع للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك لحماية المصالح الأمريكية، ضمان أمن حلفائها، كما اقترح ذلك زيادة عدد البلدان المشاركين فى الاتفاق، عبر إشراك دولا أخرى، بالإضافة إلى الدول المشاركة فى الاتفاقية الأولى، والمعروفة باسم مجموعة (5+1)، والتى تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

الحسم الأمريكى تجاه إيران، ربما لاقى قبولا كبيرا من جانب إسرائيل، خاصة بعد القرار الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وكذلك العقوبات المتواترة التى أطلقتها إدارة ترامب لاستهداف طهران، مما وضع الدولة الفارسية فى وضع اقتصادى مذرى، سوف يجبرها على تقديم التنازلات، خاصة فيما يتعلق بتقديم ضمانات أمنية تتعلق بعدم تهديد دول المنطقة، الحليفة لواشنطن، وهو ما يسمح فى المقام الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلى باستخدام اللقاء المحتمل للترويج إلى نجاحه فى فرض رؤيته، قبل الانتخابات الإسرائيلية، والتى تشهد منافسة حامية الوطيس.

انفراجة على الطريق

ولعل الزيارة الأخيرة التى قام بها وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، إلى اليابان مؤخرا، تمثل انفراجة فى طريق الوصول إلى اتفاق جديد، خاصة وأنها جاءت، ليس فقط لقبول الوساطة اليابانية، على حساب دول أوروبا، ولكن لأنها تفتح الباب أمام دور يابانى رغم أن طوكيو لم تكن عضوا فى الاتفاق النووى، وبالتالى فإنها تعد بمثابة مؤشرا جديدا على رضوخ طهران للمطالب الأمريكية المدعومة من قبل تل أبيب.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يحاول استخدام كافة الأوراق لصالحه، ففى الوقت الذى سعى فيه إلى تأليب الرأى العام الأمريكى على أوباما فى 2015، قبيل التوقيع على الاتفاق النووى، لأهداف انتخابية نجحت فى تحقيق أهدافها فى ذلك الوقت عبر إثارة المخاوف بين المواطنين الإسرائيلى حول التهديدات التى تنتظرهم، ووضع نفسه فى صورة المدافع عن حقوقهم ومستقبلهم، يحاول الآن استغلال المفاوضات الأمريكية الإيرانية المرتقبة لتحقيق إنجاز انتخابى جديد عبر الترويج لانتصاره الدبلوماسى فى القضية الإيرانية، عبر الدعم الأمريكى، وهو ما يفسر اعتماد صورة تجمعه بالرئيس الأمريكى فى حملته الانتخابية، والتى تمثل انعكاسا للتحالف القوى الذى يجمع بينه وبين الرئيس ترامب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة