أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 سبتمبر 1974.. أحمد فؤاد نجم يهاجم السادات ومصطفى وعلى أمين وهيكل أمام النيابة ويدافع عن الفنانة ميمى شكيب

الخميس، 05 سبتمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 سبتمبر 1974.. أحمد فؤاد نجم يهاجم السادات ومصطفى وعلى أمين وهيكل أمام النيابة ويدافع عن الفنانة ميمى شكيب أحمد فؤاد نجم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استأنفت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق مع الشاعر أحمد فؤاد نجم من الساعة الحادية عشرة صباحا يوم 5 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1974، بعد القبض عليه والفنان الشيخ إمام صباح 3 سبتمبر 1974 وآخرين فى القضية التى اشتهرت إعلاميا وسياسيا باسم «شرفت يا نيكسون بابا».. نسبة إلى القصيدة التى ألفها نجم بنفس العنوان.. «راجع، ذات يوم، 3 و 4 سبتمبر 2019».
 
بدأت التحقيقات مع «نجم» فور القبض عليه وإيداعه سجن القلعة، واستمرت أربعين دقيقة، ثم بدأت مع الشيخ إمام يوم 4 سبتمبر، وفقا للكاتب الصحفى صلاح عيسى فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام»، مؤكدا: «صباح يوم 5 سبتمبر، دارت المناقشات معه حول القصائد الثلاث موضوع الاتهام».. هى «شرفت يا نيكسون بابا» و«كلمة بمناسبة زيارة ابن الهرمة» وقصيدة «ع اللى حصل فى الحواصل/ يا سلام يا سلام/ الكلام عايز إذاعة/ والوطن عايز كلام/ والإذاعة مستباعة للمياعة فى الغرام/ والبلد آخر مجاعة/ والجماعة فى انتخام».
 
سأل المحقق: ما هو موقفك من نظام الحكم القائم ومن سياسة الدولة الخارجية والداخلية؟ أجاب نجم: «أنا مع الاشتراكية والميثاق وبيان 30 مارس، والاتجاه إلى تعميق الحريات وإرساء سيادة القانون، لأن هذا من صالح طبقتى، هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية التطبيقية فأنا شايف إن ده مبيحصلش، فأنا لا أوافق على السماح لبعض الأقلام الرجعية المشبوهة، المدانة بالتجسس مثل «على ومصطفى أمين» والأراجوز «صالح جودت» شاعر الملك «فاروق» بالتهجم على أعز المنجزات التى حققتها ثورة يوليو وهى القطاع العام والتأميم والسد العالى وتحالف قوى الشعب، ونسبة الـ50 % من العمال والفلاحين فى مجلس الشعب، ومندهش إن ده ينشر فى صحف مملوكة للاتحاد الاشتراكى، بينما تتربص المباحث العامة بالشرفاء، وتزج بهم فى السجون والمعتقلات لمجرد إبداء الرأى الوطنى الشريف مهما كانت حدة هذا الرأى، وأجد هذا تناقضا صارخا بين مواثيق الثورة، بين الناحية النظرية وبين التطبيق».
 
واصل «نجم» إجابته على سؤال المحقق قائلا: «زائد ما سبق يحدث فى كل أجهزة الدولة، فساد وانحراف ورشوة وسرقات وتخريب، وأخص بالذكر وزارة الثقافة، لأن على رأس وزارة الثقافة مجموعة من الناس، وعلى رأسهم وزير الثقافة «يوسف السباعى» نفسه، معادين للثقافة والتقدم وللفكر الإنسانى.. فأين بيرم التونسى؟ وماذا قدمت وزارة الثقافة لنشر تراثه الخالد؟ وماذا قدمت لنشر تراث فنان الشعب المصرى العظيم سيد درويش؟ وأنا أتساءل: ما المقصود بشعر الحرية، وهل يعنى حرية «على أمين» و«مصطفى أمين»، وأمثالهما فى التهجم على الشعب المصرى وقيمه وعلى إعلان ولائهما الوقح للأمريكان وللرأسمالية العالمية المعادية بطبيعتها لمصالح شعب مصر».
 
سأل المحقق: «هل تعتبر الحكومة الحالية وسلطة الحكم مسؤولة عن هذه المآخذ والعيوب؟.. أجاب نجم: «بالتأكيد أيوه، لأن السلطة مهيمنة على البلد، وتستطيع منع ذلك».. شرح أسباب تأليفه للقصائد الثلاث قائلا: «أنا كتبت قصيدة بعنوان «نيكسون بابا»، وأعتقد أن هى موضوع هذه القضية، وأسجل أسفى الشديد، لأن جهاز المباحث العامة قدم بلاغا للنيابة بأنى شتمت نيكسون اللص المنحرف اللى طرده الشعب الأمريكى».
 
أما عن قصيدتي «حسبة برما» و«ع اللى حاصل فى الحواصل»، فقال نجم: «كتبت «حسبة برما» ردا على المهاترات والسخافات التى دأبت «الأخبار» و«أخبار اليوم» على نشرها أثناء استقبال نيكسون فى مصر، وعملت قصيدة «ع اللى حاصل فى الحواصل» هاجمت فيها الشيوعيين ومن يسمون أنفسهم بالتقدميين للمناحة التى أقاموها على «هيكل» حينما عزله السيد رئيس الجمهورية «إقالته من رئاسة تحرير الأهرام» باعتباره شهيدا وبطلا، وعلقت فى القصيدة أيضا على قضية «ميمى شكيب» بالعطف عليها، لأننى أرى أنها قدمت خدمات جليلة للفن المصرى، فضلا عن أنها ليست المومس الوحيدة فى مصر، والدعارة تمارس علنا فى كل مرافق الدولة، وألفت القصيدة الأخيرة بعد خروج «هيكل» من الأهرام، فبراير 1974».
 
تفجرت قضية ميمى شكيب فى فبراير 1974 بالقبض عليها بتهمة إدارة بيتها فى أعمال منافية للآداب واشتهرت القضية باسم «الرقيق الأبيض» و«قضية الآداب الكبرى»، وبعد 170 يوما من محاكمة الفنانة وآخرين معها حصلوا على البراءة.
 
شملت التحقيقات فى هذه الجلسة مع نجم أسئلة حول القصد من بعض التعبيرات الشعرية فى القصائد الثلاث منها قوله فى «شرفت يا نيكسون بابا» عبارة: «سلاطين الفول والزيت» و«فرشوا لك سكة أوسع من راس التين على مكة»، وأجاب نجم: «المقصود بـ«سلاطين الفول والزيت» هو شتمة مهذبة للشتمة الشعبية «ابن سلاطين الكلب»، وأقصد بـ«اللى فرشوا له السكة» عملاء أمريكا الذين بالغوا فى الحفاوة بـ«نيكسون».
 
سأل المحقق عما إذا كانت القصائد الثلاث تبث الكراهية والسخط فى نفوس وأفكار الجمهور تجاه المسؤولين عن الحكم.. أجاب نجم: «غير صحيح، وأنا أرى هذا الكلام الذى ينشره على ومصطفى أمين، وأمثالهما هو الذى يبث الكراهية فى نفوس الناس، ضد ثورة يوليو ومنجزاتها».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة