أكرم القصاص - علا الشافعي

فيديو.. محمود درويش يرثى محمد الدرة "محمد يسوع صغير"

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 12:09 م
فيديو.. محمود درويش يرثى محمد الدرة "محمد يسوع صغير" محمد الدرة ووالده
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى انتفاضة الشعب الفلسطينى ضد المحتل الإسرائيلى فى عام 2000 وبالتحديد فى يوم 30 سبتمبر استطاع المصور الفرنسى الفرنسى شارل إندرلان، المراسل بقناة فرنسا 2، أن يلتقط مشهدا صار حديث العالم، فقد كان الطفل محمد الدرة يختبئ خلف والده جمال الدرة من نيران المحتل لكنهم قتلوه.
 
تحول الطفل محمد الدرة الذى مات فى الحادية عشرة من عمره إلى أيقونة للثورة الفلسطينة، للشعب الفلسطينى كله وصار وصمة عار فى جبين جيش الاحتلال الإسرائيلى.
 
 
رثى الجميع محمد الدرة لكن قصيدة محمود درويش ظلت هى الأجمل والأكثر حضورا كلما حلت ذكرى رحيل "محمد الدرة".
"محمد"  
"يعشعش فى حضن والده طائرا خائفا/ من جحيم السماء، احمنى يا أبى/ من الطيران إلى فوق! إن جناحى/ صغير على الريح.. والضوء أسود.. محمـــد، يريد الرجوع إلى البيت، من دون دراجة.. أو قميص جديد/ يريد الذهاب إلى المقعد المدرسى/ إلى دفتر الصرف والنحو، خذنى/ إلى بيتنا، يا أبي، كى أعد دروسى/ وأكمل عمرى رويداً رويداً/ على شاطئ البحر، تحت النخيل/ ولا شىء أبعد، لا شيء أبعد..
 محمـــد، يواجه جيشاً، بلا حجر أو شظايا/ كواكب، لم يلتفت للجدار ليكتب، حريتي/ لن تموت.  فليست له بعد، حرية / ليدافع عنها/ ولا أفق لحمامة بابلو بيكاسو/ فما زال يولد، ما زال/ يولد فى اسم يحمله لعنة الاسم، كم مرة سوف يولد من نفسه ولدا/ ناقصا بلداً ناقصا موعدا للطفولة؟/ أين سيحلم لو جاءه الحلم/ والأرض جرح.. ومعبد؟.. محمـــد،/ يرى موته قادماً لا محالة، لكنه / يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون،/ فهدا قويا يحاصر ظبيا رضيعا/ وحين دنا منه شم الحليب/ فلم يفترسه/ كأن الحليب يروض وحش الفلاة/ اذن، سوف أنجو - يقول الصبى - / ويبكى، فإن حياتى هناك مخبأة/ فى خزانة أمى، سأنجو. . وأشهد.. 
 
محمـــد، ملاك فقير على قاب قوسين من / بندقية صياده البارد الدم/ من ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبى/ الذى يتوحد فى ظله/ وجهه، كالضحى، واضح/ قلبه، مثل تفاحة،/ واضح/ وأصابعه العشر، كالشمع واضحة/ والندى فوق سرواله واضح../ كان فى وسع صياده أن يفكر فى الأمر/ ثانية، ويقول: سأتركه/ ريثما يتهجى/ فلسطينة دون ما خطأ.../ سوف أتركه الآن رهن ضميري/ وأقتله، فى غد، عندما يتمردا.
 محمـــد، يسوع صغير ينام ويحلم فى قلب أيقونة/ صنعت من نحاس/ ومن غصن زيتونة/ ومن روح شعب تجدد/.. محمـــد، دم زاد عن حاجة الأنبياء/ إلى ما يريدون، فاصعد/ إلى سدرة المنتهى/ يا محمـــد".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة