محمد أحمد طنطاوى

"البلاى ستيشن" وشباب المدارس

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 10:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تطرقت بالأمس إلى قضية هامة تتعلق بالمقاهى الموجودة بمناطق مجاورة للمدارس، ومدى خطورة تلك الظاهرة على النشء والشباب، خاصة من هم فى مرحلة الثانوية، الذين يتركون الدراسة ويذهبون إلى تلك المقاهى من أجل التدخين والشيشة، إلا أن أحد الزملاء نبهنى إلى قضية لا تقل خطورة عن المقاهى، وهى نوادى الألعاب " البلاى ستيشن" التى انتشرت بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الماضية وتؤثر بصورة مباشرة على حضور الطلاب للمدارس.

نوادى الألعاب أو مقاهى " البلاى ستشن والإنترنت" مشروعات سهلة، لها تكاليف ثابتة معروفة، تتمثل فى إيجار مكان مناسب، وشراء مجموعة من الأجهزة، إلا أنها تدر دخلا كبيرا على أصحابها، نظرا للإقبال غير المسبوق من تلاميذ وطلاب المدارس عليها، ورفض نسبة كبيرة منهم الدخول إلى المدرسة صباحا، من أجل تمضية اليوم فى نوادى "البلاى ستيشن"، التى تحولت إلى نكبة على الأسر المصرية،  بعد أن تحول تفاعل الشباب مع هذه المقاهى أو النوادى إلى إدمان فعلى، حيث يوجهون كل مدخراتهم ومصروفهم الدراسى إليها، بصورة تدعو إلى القلق والدراسة لهذه الظاهرة.

المشكلة فى مقاهى " البلاى ستيشن" أنها لا تستقطب الشباب الصغار فقط، لكنها أيضا تستحوذ على عقول بعض شباب الجامعات، بل أعرف شبابا يعملون فى مهن مرموقة وتجاوزوا عامهم الخامس والعشرين، ومازالوا تحت تأثير هذه الألعاب، وتستحوذ على جزء كبير من أوقاتهم التى يمكن توجيهها بصورة أفضل إلى العمل أو الإنتاج أو رفع القدرات والتأهيل، بدلا من إضاعة الوقت فى مجموعة ألعاب طفولية، تحول التسلية إلى مرض مزمن، يطغى على كل الجوانب الأخرى.

مقاهى البلاى ستيشن العشوائية المنتشرة أيضا فى محيط المدارس، خاصة فى المناطق الشعبية، ظهرت الآن بصورة تدعو للقلق فى الريف بالصعيد ووجه بحرى، وتحتاج إلى تعامل فورى من أجهزة الحكم المحلى، والمحافظين، ووزارة التنمية المحلية، والأحياء المسئولة عن التراخيص، نظرا لأنها تدمر النشء وتغرس فيهم العنف، ويمكن من خلالها أن يصبح الطفل أو الشاب فريسة لأى معتقدات خاطئة أو توجهات تتعارض مع الانتماء والوطنية، وعادات وتقاليد المجتمع، خاصة وأن أغلب هذه الألعاب تدور فكرتها الرئيسية حول الحروب والصراعات والعنف.

الموضوع يحتاج إلى دراسات نفسية واجتماعية، على من يتركون الدراسة ويتجهون إلى تلك الألعاب، يتركون التعلم، وبنك المعرفة، والمذاكرة، والسعى نحو التميز والابتكار من أجل هذه الألعاب الافتراضية، التى باتت أشبه بالإدمان، خاصة وأن  بعض الطلاب اعتادوا عليها بصورة مبالغ فيها، بما يجعلنا نفكر مرات ومرات فى علاج لهذه الظاهرة، وهذا العلاج يبدأ من غلق نوادى " البلاى ستيشن" من محيط المدارس، ثم يتم دراسة إنتاج حلول علمية لشغل أوقات الطلاب من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة، حتى يمكننا أن ننقل هؤلاء الشباب من العالم الافتراضى إلى أرض الواقع.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة