أيمن عيسى

"الحجايرة غرب".. سنحارب الثأر والكراهية بالفن

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ككل القرى في صعيد مصر، تعاني الإهمال تارة، والمشاكل المتجذرة أخرى، والعادات والقبلية والكره المتوارث تارات متعددة، غير أنها ليست ككل القرى، حيث إنها تمتلك حظا لا بأس به من المثقفين عبر تاريخها، وربما لم تمتلك قديما إرادة كاملة تستطيع من خلالها العبور نحو معالجة المشكلات، غير أن المحاولات لا تتوقف، عبر أجيال من الشباب بهذه القرية، يمتلكون الحسنيين "الثقافة والنية الحسنة".

 

قبل العاصمة بمئات الكيلو مترات، وعلى بعد أمتار من الصحراء، حيث الرمال والحرارة، حيث العيش على حافة صحراء ساخنة، تدعم كل ماهو قبلي، وتغذي كل شر، وصعاب تلو الصعاب، حجبت الحداثة لسنوات، وكرست لمزيد من مفاهيم الكره البغيض، رغم المحاولات المثقفة التى قامت بها أجيال متعاقبة فى هذه القرية، تقع قريتي برطباط الجبل فى مركز مغاغة بالمنيا.

 

"نادي أدب برطباط".. كيان لا يعرفه كثيرون من أبناء القرية ذاتهم، غير أني أردت أن أبرز دوره العظيم، والذي كان يوما يصدر مجلة شاملة، بالجهود الذاتية، قبل أن نعرف نحن حروف الهجاء، وكان يكتب فيها مثقفون، ولدنا وجدناهم هكذا، مثقفون يحاولون فعل أي شيء من أجل القضاء على مشاكل الجهل والثأر والكره في قرية أصابها ما أصاب غيرها من عادات الشر، وحملت ميراثا ثقيلا من الهم، إلى أن جاء اليوم الذي ينتج فيه هذا الكيان عملا دراميا بديعا، من حيث الهدف والمعنى والنية الحسنة لمكافحة كل ماهو سلبي في القرية، وفى الصعيد عموما.

 

"الحجايرة غرب".. اسم عمل درامي يحكي قصة إرادة قوية لدى شباب يحب بلده، ذلك أن هذا المسلسل _على كل ما يحمله من معان عظيمة لحل مشكلات مجتمعية وعادات سلبية فى الصعيد_ ينتج بجهود ذاتية حرفيا، فتقريبا كل أبطال العمل يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة، عدا محمود يوسف،  ليس من أجل التمثيل في حد ذاته، أو الفن كأداء، ولكن استخداما للفن في معالجة قضايا الظلم والكره في صعيد مصر.. هكذا فكروا.. هكذا نفذوا.. هكذا جذبوا قرية كبيرة بأكملها لرؤية عملهم، مع دعوة متجددة منهم بالتركيز على معالجة سلبيات القرية التي تظهرها تفاصيل العمل.

 

لو كنت باحثا عن عمل فني على درجة عالية من الاحترافية، ربما لن تجد ما تطلبه في "الحجايرة غرب"، لكن لو كنت أنت ممن يهتمون بالشأن العام، والقضاء على مشاكل الصعيد، ومعالجة أزماته المتجذرة القديمة، وتقديم رسالة مرئية، أبطالها أناس عاشوا كل هذه التفاصيل فى واقعهم ولا يمثلون، فسوف تجد كل ذلك في هذا العمل البديع.

 

77
فريق العمل

 


 

 


 

 

 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 

 
 
 
 

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة