علي الكشوطي يكتب: ستموت في العشرين.. أمجد أبو العلاء يعيد الحياة للسينما السودانية

الأحد، 29 سبتمبر 2019 06:57 م
علي الكشوطي يكتب: ستموت في العشرين.. أمجد أبو العلاء يعيد الحياة للسينما السودانية ستموت في العشرين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على

أسئلة حتمية وجدلية وجريئة طرحها الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" بعد غياب لسنوات طويلة للسينما السودانية بعد أن تم تجريف السودان من دور العرض السينمائي وأى منافذ لعرض الأفلام.

daily-290919-1.1
أمجد أبو العلاء

المخرج أمجد أبو العلاء، مخرج فيلم "ستموت فى العشرين" الذى ولد وتربى خارج السودان، أثر غيابه عن هذا الوطن فيه بالكثير من الإيجابية، حيث جعل عينيه حساسة لكل ما هو جميل وغنى ويصلح للشاشة وبالتالى أصبح لديه أرض خصبة لإعادة ميلاد السينما السودانية من خلال فيلم "ستموت فى العشرين" الذى كان ليموت لولا الحراك الشعبى في السودان.

ستموت في العشرين (1)
ستموت في العشرين  

يضع أمجد أبو العلاء، فى فيلمه الذى عرض بمهرجان الجونة ونال جائزة نجمة الجونة الذهبية، الموت والحياة في مواجهة بعضهما البعض ضاربًا لكمة قوية في وجه الخرافات والتقاليد والعادات التي يؤمن بها أهل السودان حول العارف بالله الشيخ الأمين الذي يمنح البركات والهبات ويدلو بدلوه مستندًا إلى علاقته بالله ومتدخلاً في شئونه فهو من يمنح الموت والحياة ويتحكم في مصير العباد فقط لأنه العارف بالله والشيخ المختار وطبقًا للعادات هناك فالشيخ لا يكذب وكأنه لسان الله على الأرض أو ربما رسول أو نبي رغم أن محمد آخر الأنبياء.

ستموت في العشرين (3)
ستموت في العشرين 

أسئلة جدلية ومثيرة طرحها أبو العلاء حول علاقة الإنسان بربه وتحكمات الشيوخ في تلك العلاقة وتقبل الوهم والرضا والإيمان به تنفيذًا لكلام المتاجرين بالدين وبائعي المغفرة عن الإيمان بالعقل وتغليب الفكر والحكمة.

فحوي فيلم "ستموت في العشرين" بسيطة رغم عمق الطرح والتنفيذ فشيخ من الشيوخ ممن لديه مريدون وعشاق يتنبأ بأن "مزمل" الطفل الرضيع ابن "سكينة"، سيموت في العشرين من عمره ليقلب حياة سكينة رأسًا على عقب لمدة عشرين سنة كاملة تعاني فيها من انتظار موت ابنها "مزمل" ليعيش "مزمل" جسدًا بلا روح هيئة إنسان ينتظر الموت في سن العشرين وبين مرحلة النبوءة وبلوغ العشرين الكثير والكثير من التفاصيل التي تكشف هيمنة الوهم وتجار الدين على عقول البسطاء من السودانيين، وكيف أفسدت تلك الأمور حياتهم وحولتها إلى الخوف من الحياة.

ستموت في العشرين (4)
ستموت في العشرين   

الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" تأثر كثيرًا بالسينما المصرية ومخرجيها وهو ما يؤكده مخرج العمل فالعمل لولا أنك تعلم جيدًا أن الأحداث تدور فى السودان لاعتقدت أنها ربما تدور في إحدى القرى الريفية فى مصر ليس فقط لتأثر المخرج بمصر والمصريين وإنما لأن هناك تاريخ طويل يجمع الشعبين وبالتالى العديد من المعتقدات والتقاليد تتضافر وتتشابك.

ستموت في العشرين (6)
ستموت في العشرين  

الخوف من الحياة والخوف من الوقوع في الخطأ ربما هو الموت في حد ذاته، فما هو المغزي من حياة بلا أخطاء وما المغزى من العيش كالملائكة في أرض يعيش عليها البشر.. ربما ملخص فيلم "ستموت في العشرين" هو دعوة للحياة والانتصار على الموت ليس الموت الذي يحضر بانقضاء عمر البشر وإنما الموت الإرادي الذي يصنعه الإنسان لنفسه ليعيش جسد بلا روح ربما لنبوءة بموته أو لاختيار ناتج عن فهم خاطئ لمعني الحياة والموت.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة