- قانونى: عقوبة نشر الفيديوهات المحرضة تصل لـ3 سنوات
حلم النجاح السريع، يراود ذوى النَفَس القصير، أجيالاً جديدة لم يعد لديهم الصبر لينالوا ما يحلمون، فتحول كل شىء فى عصر السرعة إلى وجبة سريعة، يجب الانتهاء منها والانتقال لما بعدها، فلا وقت للانتظار والصبر لتحقيق النجاح والهدف المأمول.
لباس فاضح ورقص مُثير للباحثين عن الشهرة، داخل برامج "المراهقين" المعروفة ب" التيك توك، وميوزكلى"، برامج تستهدف فى المقام الأول الشباب من سن 13 عام إلى 18 عام، وتخاطب رغبتهم فى الشهرة والتميز عن غيرهم ممن فى المستوى العمرى لهم، عبر بث فيديوهات شخصية لا يهم أين تصور وبماذا وباى ملابس وما يفعل بها، لنيل الشهرة والحصول على الكثير من المشاهدين.
فى سبتمبر 2016 أطلق الصينى تشانغ يى مينغ، تطبيقًا جديدًا أسماه “تيك توك”، مبنى على فكرة “ميوزكلي”، الذى نجح فى جذب المراهقين لمدة عامين، وعليه فإن مستخدمى تطبيق “ميوزكلي” انتقلوا بحساباتهم عليه إلى “تيك توك” دون حاجة إلى إنشاء حساب جديد، والسبب فى ذلك هو أن أليكس زو صاحب “ميوزكلي” هو نفسه نائب المدير التنفيذى لتطبيق “تيك توك".
وفى 2 أغسطس 2018، اختفى تطبيق " ميوزكلى" بعد اندماجه مع تطبيق "تيك توك" لينتقل مستخدمو التطبيق الأول للثانى .
فبمجرد تحميل "الأبلكيشن" وتسجيل الدخول باستخدام حساب جديد، أو باستغلال حسابات “فيس بوك” أو “تويتر” يمكن للمستخدم أو الـ" Muser" بلغة “تيك توك”، أن يتعلم من خلال الإيموجى المتواجدة للتدريب على حركات الوجه، والتعبير بها عن حالته أو حالة المقطع الجاهز المتوفر فى مكتبة التطبيق، وبالتالى نشر الفيديو لجمهوره الذى يقيمه بـ" Like"، أو " dislike "، ما يرفع تقييمه، أو يحبطه، فى سباق “شرس” ليس له قيود أو حدود، فى مجتمع من المراهقين، ليس لديهم رقيب يخبرهم بأن ما يفعلونه صواب أو خطأ.
من جانبه يقول خالد السيد الخبير التكنولوجى، إن التطبيق يستهدف فئة المراهقين، وإثارة مشاعرهم فى الشهرة وإحساس الشاب أو الفتاة بوجود جمهور له، بغض النظر عن المحتوى الذى يقدمه، إلا أن التطبيق أخذ مسارا مختلف تماماً خلال الفترة الماضية، من بينها فيديوهات الرقص للفتيات المراهقات لجلب المتابعين، وتصوير المتعلقات والأماكن الشخصية للمستخدم، وتحول سلوك الفتيات على “تيك توك” لأكثر جرأة وتحررًا من باقى تطبيقات السوشيال ميديا، سواء فى حركات الرقص على الأغانى خاصة الشعبية، أو الملابس التى يرتدونها، أو حتى اختيار المقاطع الصوتية التى تحتوى على إيحاءات "غير أخلاقية".
وأضاف الخبير التكنولوجى، أن الكثير من الفيديوهات تحتوى على “تنمر”، بالسخرية ممن هم أقل جمالًا أو مستوى اجتماعى أو ثقافى وغيره، كما أن بعض أولياء الأمور انساقوا خلف سحر الشهرة، فبدأو بمشاركة أطفالهم بتلك المقاطع والظهور معهم، مؤكدا أن فئة قليلة من الشباب من يستخدمون التقنيات المتاحة لهم لتقديم محتوى فنى لائق أو مميز عبر التطبيق، كما أن ساحة تلك التطبيق أصبحت ملاذاً للأغانى والمهرجانات الشعبية.
ومن الناحية النفسية، تقول الدكتورة سعاد إبراهيم، أستاذة الطب النفسى، إن استعمال هذا التطبيق من جانب الشباب يلعب دوراً كبيراً فى جمع الإعجاب والمشاركات، بأى طريقة كانت وهو الهدف الأسمى لهم ليشعروا بنشوة النجاح المزيفة، نشوة يحاولوا بكل ما اوتوا من إمكانيات للحصول عليها، نشوة تحتوى على سخرية ممن هم أقل مالا او مستوى اجتماعى أو ثقافي، ولا خصوصية فيه فغرف نوم الفتيات والشباب تظهر فى كثير من الفيديوهات فى منازلهم على الأخص غرفهم الخاصة، وقد يظهر فى الفيديو أحد أفراد الأسرة وهو يجلس فى الخلفية.
وأضافت أن هؤلاء الشباب يعانون من ضغط وكبت نفسى، يحاولون التخلص منه عبر هذا التطبيق، بغض النظر عن المحتوى الذى ربما قد يكون إباحى أو مُثير أو حتى مرعب، المهم فى هذا ان يحوز المقطع على مئات الإعجابات والمشاركات، ليشعر صانعه بالنشوى والسعادة التى يفتقدها فى الواقع الذى يحيا به، مشيرة إلى أن هؤلاء الذين ينسقون عبر تلك التطبيقات ويفكرون بها ليلاً نهاراً هم فى الأصل يعانون من أمراض نفسية، وأشخاص غير أسوياء، ويجب إخضاعهم للعلاج النفسى.
وفى ذات السياق فقد تسبب تطبيق "التيك توك" فى حالة انتحار جديدة، إذ قتلت الشابة الهندية أنيتا البالغة من العمر 24 عاما نفسها فى ولاية تاميل نادو الهندية، بعد أن منعها زوجها من استخدام تطبيق " "TikTok"
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التى ينتحر بها أحد مستخدمى التطبيق، ففى فبراير الماضى شنقت فتاة هندية نفسها فى مومباى بعيد مولدها بعد أن وبختها جدتها لطول استخدامها لهذا التطبيق، ولحقها سلمان زاكرالبالغ من العمر 19 عاما، بعد أن توفى بسبب طلقة خاطئة من صديقه الذى كان يسجل أحد الفيديوهات بـTik Tok"."
وعلى الجانب القانونى، أوضح المستشار القانونى خالد إبراهيم، أن الكثير من تلك الفيديوهات التى تنشر على هذا التطبيق، تحتوى مقاطع إباحية من الفتيات والشباب، وهو ما يعد نشر مقاطع إباحية والتحريض على الفسق والفجور، كما تشمل هذه الفيديوهات سب وقذف الأخرين، بالإضافة للتنمر والسخرية من البعض.
وأضاف المستشار القانونى، أن تلك الجرائم يعاقب عليها القانون المصرى، بالحبس من 6 أشهر وصولاً للسجن 3 سنوات ومصادرة المضبوطات، وغرامة متفاوتة على حسب ما تم تداوله بالفيديو.
وفى ذات السياق، يقول الدكتور سعد إبراهيم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن نشر الفيديوهات بالملابس غير اللائقة، وتصوير الأماكن الخاصة بالفتيات والشباب، والتنمر والسخرية من الآخرين يعد من الفواحش التى يجب أن يقلع عنها مرتكبوها، مؤكداً أن هذه الأفعال محرمة ويجب الإقلاع عنها فوراً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة