أكرم القصاص - علا الشافعي

الموت يكتب سطر النهاية فى قصة أحد أشهر رؤساء فرنسا.. جاك شيراك عاش حياة سياسية حافلة شغل فيها أرفع المناصب بدءا من عمدة باريس حتى الرئاسة.. اشتهر بمعارضته للسياسة الأمريكية وغزو العراق وإيمانه بالاتحاد الأوروبى

الخميس، 26 سبتمبر 2019 03:18 م
الموت يكتب سطر النهاية فى قصة أحد أشهر رؤساء فرنسا.. جاك شيراك عاش حياة سياسية حافلة شغل فيها أرفع المناصب بدءا من عمدة باريس حتى الرئاسة.. اشتهر بمعارضته للسياسة الأمريكية وغزو العراق وإيمانه بالاتحاد الأوروبى الرئيس الفرنسى الراحل جاك شيراك
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسيرة سياسية حافلة شهدت إثنى عشر عاما داخل الإليزيه وانتهت بإدانة من القضاء فى اتهامات فساد ثم ضعف الذكراة، هذه الكلمات تلخص سيرة الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك الذى أُعلن اليوم، الخميس، وفاته عن عمر يناهز 86 عاما.

 

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مسئولا بقصر الإليزيه أكد وفاة شيراك دون أن يقدم سببا، وكان شيراك قد عانى من مشكلات صحية متكررة منذ أن غادر منصبه كرئيس فى عام 2007.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن شيراك ظل فى الإليزيه لفترتين كرئيس بدءا من مايو 1995 وحتى 2007،  ليكلل بذلك مسيرة سياسية استمرت خمسة عقود عمل خلالها فى عدد من المناصب الرفيعة بالحكومة الفرنسية، فكان الشخص الوحيد فى الجمهورية الخامسة فى فترة ما بعد الحرب الذى عمل رئيسا للحكومة مرتين، وكان عمدة باريس لـ 18 عاما بدءا من عام 1977 وحتى 1995، وهو المنصب الذى استغله لبناء آلة سياسية دفعت به فى نهاية المطاف إلى الرئاسة.

شيراك وميركل
شيراك وميركل

 

وقد أدت الفترة الطويلة التى قضاها كعمدة باريس إلى ظهور مزاعم بالفساد ظلت تلاحقه حتى بعد أن أصبح رئيسا وبعدها. فتم اتهامها بتوفير فرص عمل وهمية فى مكتب عمدة باريس وبتحويل الأموال العامة إلى حزبه السياسى، "مسيرة من أجل الديمقراطية".

 

وقضت المحاكم بحصانة شيراك من الملاحقة القضائية أثناء توليه الرئاسة، وبعد عامين من مغادرته الإليزيه وقف أمام القضاء بتهمة خيانة الثقة والاختلاس، وأدانته المحكمة وصدر ضده حكم بالسجن عامين مع الإيقاف، وهو الحكم الذى قال محاموه إنه ضعيف للغاية حتى أنه لا يمكن الاستئناف ضده. وبعد خروجه من الرئاسة، عانى من مرض عصبى فى النهاية أثر على ذاكرته.

 

وتصف "واشنطن بوست" شيراك بأنه كان رجلا ضخما بالمعايير الفرنسى حيث تجاوز طوله ستة أقدام، وكان كثيرا ما يلوح بذراعيه بشكل كبير أو يظهر سخطا بوجه الكبير المعبر، وكان ناشطا بارزا بدا أنه كان يستمتع بحضور المعارض الزراعية والتقاط الصور مع الأطفال. وكانت تلك الأُلفة المعلنة تخفى  أسلوبا قويا دفع معلمه الأول الرئيس الراحل جورج بومبيدو إلى وصفه شيراك بأن "البلدوزر" الخاص به، وأصبح هذا اللقب واحدا من أسماء عديدة لاحقته طوال حياته الحافلة من بينها "بونابرت الحربائى".

اشتهر شيراك بمواقفه المعادية للسياسات الأمريكية وفى مقدمتها الحرب الأمريكية فى العراق، وإيمانه الشديد بالاتحاد الاوروبى، وكانت رؤيته كما طرحها فى عام 2000 "ليست ولايات متحدة أوروبية، ولكن دول أوروبية متحدة".

 

  ويقول باسكال بايرنيو، أستاذ العلوم السياسية بكلية باريس للشئون الدولية إن هناك ثلاثة  رئيسية لشعبية شيراك، أولها أنه كان قادرا على زرع فكرة الرئيس العادى الذى يمارس رياضة الركض ويركب الدراجة البخارية. والثانى أنه قادر على رأب الصدع بين اليمين واليسار، كما أنه ترأس فرنسا فى فترة جيدة نسبيا.

 

وبالنسبة لخصومه، فإن شيراك كان حرباء سياسية استطاع أن يعدل سياساته وفقا لقراءته لما يريده الناخبين، وهو ما يجعله لا يختلف كثيرا عن السياسيين الفرنسيين فى عصره. إلا أن الجميع يتفق تقريبا على أنه شخص محافظ بتشكك إزاء النقابات العمالية اليسارية القوية ومؤيد للمشروعات الخاصة.

 

 وخلال عهده، ابتعد شيراك عن الاعتقاد الذى رسخه الرئيس شارل ديجول بالاكتفاء الذاتى فى فرنسا، وضغط بشدة من أجل أوروبا اتحادية جديدة مع منح الاتحاد الأوروبى المزيد من السلطات وتآكل سيادة الدول الأعضاء.

شيراك وزوجته
شيراك وزوجته

 

وكان هدفه هو نفس هدف جميع الزعماء الفرنسيين فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو منع اندلاع حرب أخرى باحتضان ألمانيا فى اتحاد اقتصادى وسياسى وثيق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة